في يوم الطفل الفلسطيني..هيئة شؤون الأسرى: الاحتلال اعتقل (4700) طفل منذ أكتوبر 2015
غزة-5-4-2018- قال رئيس وحدة الدراسات والتوثيق في هيئة شؤون الأسرى والمحررين وعضو اللجنة المكلفة لإدارة شؤون الهيئة في قطاع غزة، عبد الناصر فروانة، ان سلطات الاحتلال الإسرائيلي لم تستثنِ الأطفال من اعتقالاتها، ولم ترحم الطفولة الفلسطينية من اجراءاتها التعسفية، حيث سجل منذ اندلاع “انتفاضة القدس” في الأول من تشرين أول/أكتوبر2015 نحو (4737) حالة اعتقال لأطفال فلسطينيين تتراوح أعمارهم ما بين 11-18 عاما، ذكورا واناثا. وهؤلاء يشكلون أكثر من ربع إجمالي الاعتقالات خلال الفترة المستعرضة.
وتابع: وان الفتاة “أمل طقاطقة” (15 عاما) من بلدة بيت فجار جنوب بيت لحم استشهدت في 20 آيار/مايو 2017 بعد اعتقالها بشهرين، حيث اعتقلت وهي مصابة ودخلت في غيبوبة، ورغم خطورة وضعها الصحي إلا أن سلطات الاحتلال أبقتها رهن الاعتقال ورفضت الإفراج عنها، ولم تقدم لها الرعاية الصحية اللازمة مما أودى بحياتها.
وأضاف: وما زالت سلطات الاحتلال تحتجز في سجونها ومعتقلاتها (350) طفل، بينهم ثماني فتيات قاصرات. بالإضافة الى وجود المئات من المعتقلين الذين اعتقلوا وهم أطفال، واجتازوا سن الثامنة عشر ومازالوا في السجن.
وأوضح فروانة: أن سلطات الاحتلال توسعت في اعتقالاتها التعسفية للأطفال الفلسطينيين في السنوات الأخيرة، وازدادت أكثر في الآونة الأخيرة، حيث كان معدل الاعتقالات السنوية في صفوف الأطفال خلال العقد الماضي (2000-2010) نحو (700) حالة سنويا، فيما ارتفع منذ العام 2011-2017 ليصل الى قرابة (1250) حالة اعتقال سنويا، فيما سجل اعتقال أكثر من 350 طفل منذ مطلع العام الجاري.
واعرب فروانة عن قلقه الشديد من استمرار استهداف الأطفال من قبل قوات الاحتلال، ومن حجم الاعتقالات واتساعها وفظاعة الجرائم التي تقترف بحق الطفولة الفلسطينية، إذ أن كافة الوقائع والشهادات تؤكد على أن كافة الأطفال الذين تعرضوا للاعتقال قد مُورس بحقهم شكل أو أكثر من أشكال التعذيب الجسدي والنفسي، وعُوملوا بقسوة وتم حرمانهم من أبسط الحقوق الإنسانية، وأن الاعترافات التي انتزعت منهم تحت وطأة التعذيب شكلت أدلة ادانة لإصدار الأحكام الجائرة بحقهم من قبل المحاكم العسكرية، وأن غالبية الأحكام التي صدرت بحقهم كانت مقرونة بغرامات مالية باهظة والتي وصلت خلال الثلاثة شهور الأخيرة إلى ما مجموعه (358) ألف شيكل بحق الأطفال في معتقل عوفر فقط، وإن المئات من الأطفال الذين أعتقلوا خلال “انتفاضة القدس” قد صدر بحقهم حكماً بالحبس المنزلي لاسيما بحق الأطفال المقدسيين.
وبيّن فروانة الى سلطات الاحتلال قد أقرت في السنوات الأخيرة مجموعة من القوانين والقرارات التي تهدف الى توسيع اعتقال الأطفال وتغليظ العقوبة والأحكام الجائرة بحقهم وتشديد الاجراءات التعسفية ضدهم، مما فاقم من معاناتهم ومعاناة ذويهم.
واشار فروانة الى ان كافة المواثيق والأعراف الدولية، قد جعلت من اعتقال الأطفال ملاذا أخيرا، وجعلت من لجوء القاضي إلى الحكم بسجن طفل ما، وإن كان ولا بد منه كاستثناء، فليكن لأقصر فترة زمنية ممكنة، فيما سلطات الاحتلال عمدت الى أن يكون اعتقالهم هو القاعدة والملاذ الأول ولأطول فترة ممكنة، في اطار سياسة ممنهجة وممارسة مؤسساتية تهدف الى بث الرعب والخوف في نفوسهم والتأثير على توجهاتهم الآنية والمستقبلية بصورة سلبية.
ودعا فروانة المجتمع الدولي وكافة المنظمات الدولية الى تحمل مسؤولياتها ومناصرة أطفال فلسطين وصيانة حقوقهم وتقديم الحماية لهم واحتضان المحررين منهم وتقديم الرعاية لهم.