الرئيس الأسد: لم يبق في الغرب سياسي واحد أود إجراء حوار معه
الأسد:أمريكا تستفيد من أي صراع، ثم تتنحى جانبا وتشاهد الفوضى المتزايدة، في انتظار اللحظة التي يمكنها فيها توجيه الضربة الحاسمة
قال الرئيس بشار الأسد في مقابلة تلفزيونية، إن الولايات المتحدة، على رأس الغرب تستفيد من الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وتراقب على الهامش الفوضى المتصاعدة.
وقال الرئيس الأسد حول الدور الأمريكي في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، في حوار سياسي فكري خاص أجراه معه وزير الخارجية الابخازي إينال أردزينبا تحت عنوان “الأغلبية العالمية” وجرى بثه على القناة التلفزيونية الروسية الأولى: “عندما نقول أمريكا، فإننا نعني الغرب بأكمله، لأنه يخضع لسيطرة الولايات المتحدة بالكامل.
فأمريكا تستفيد من أي صراع، ثم تتنحى جانبا وتشاهد الفوضى المتزايدة، في انتظار اللحظة التي يمكنها فيها توجيه الضربة الحاسمة”.
وشدد الرئيس الأسد على أن الأمريكيين يستفيدون من أي صراع كان. ووفقا للرئيس الأسد، تقوم السياسة الأمريكية على مبدأ “فرق تسد”.
وقال: “هذه طريقتهم في السيطرة، وهذا نوع من الابتزاز. مثل هذا السلوك غير أخلاقي. وأمريكا تحول أي صراع إلى مرض مزمن خطير مثل مرض السكري أو السرطان. وعادة تدفع الدول المتحاربة ثمن الصراع”.
وشدد الرئيس ، على أن واشنطن تهمل مصالح الذين يعتبرون من شركائها، وتستخدم الدولار كوسيلة للضغط، لذا فإن جميع دول العالم اليوم تحول نظرها نحو الصين.
وقال: “اليوم، بدأت جميع دول العالم في توسيع علاقاتها مع الصين، بما في ذلك الغرب وأمريكا اللاتينية، وهذا أمر طبيعي، لأن أمريكا تهمل مصالح من يفترض أنهم من شركائها، وتستخدم بشكل مكثف الدولار كسلاح لممارسة الضغط السياسي”.
ووفقا للأسد، لا تهتم الولايات المتحدة، على سبيل المثال، أن يؤدي رفع سعر الفائدة الرئيسي إلى زيادة التضخم ويؤدي إلى زيادة البطالة في البلدان الشريكة لها.
وأكد الرئيس السوري أن العديد من الدول أدركت اليوم أن أمريكا ليس لديها أصدقاء، وتلك الدول التي كانت تعتبر نفسها شريكة للولايات المتحدة، تدرك الآن أن واشنطن ليس لها شركاء، حتى في الغرب.
وخلص الرئيس إلى أن الصداقة أو الشراكة تعني وجود مصالح مشتركة، لكن أمريكا لا تهتم إلا بمصالحها الخاصة، وبالتالي فإن العلاقات مع هذا البلد لا يمكن أن تكون مستقرة أو آمنة.
وأشار الأسد إلى أنه لم يبق في الغرب سياسي يود إجراء حوار معه. ويرى الرئيس السوري، أنه لا يمكن أن يسمى أي منهم رجل دولة.
وقال: “لم يعد الساسة المعاصرون يفكرون بشكل استراتيجي، بل أصبحوا يحلون المشاكل الحالية المطروحة أمامهم، ولم يعودوا مسؤولين عن كلماتهم ، حاليا بات من الممكن إلغاء أي اتفاقات والتملص منها في اليوم التالي، وبناء على ما سبق أقول بكل حزم أنه لا يوجد في الغرب في الوقت الحالي أي سياسي أود إجراء حوار معه.
الآن في الغرب لا يوجد سياسي واحد يمكن أن يسمى رجل دولة، لقد اختفوا منذ عهد الرئيس الأمريكي رونالد ريغان ورئيسة الوزراء البريطانية مارغريت تاتشر”.
ووفقا له، منذ الثمانينات تغير المشهد السياسي برمته كثيرا، وبدأت المبادئ الاقتصادية تحكم سياسة الغرب.
وقال الرئيس الأسد: “الرأسمالية بدأت تملي شروطها، وتحولت الدول إلى شركات، ورؤساء الدول إلى رؤساء شركات، وهم يتصرفون وفقا للاقتصاد، يمكن للشركات الاندماج وتنفيذ عمليات استحواذ استيلائية والإفلاس باسم الربح”.
المصدر: تاس