مروان البرغوثي على رأس قائمة الأسرى المحررين في “صفقة غزة”
كشفت مصادر قريبة من مفاوضات وقف الحرب في قطاع غزة وتبادل الأسرى، السبت، أن “إسرائيل” لم تعد تعترض على إطلاق سراح عضو اللجنة المركزية لحركة “فتح” مروان البرغوثي، لكنها تصر على إطلاق سراحه إلى القطاع وليس الضفة الغربية.
ومن المتوقع أن تقدم حركة “حماس” اسم مروان البرغوثي في قائمة المرحلة الأولى من تبادل الأسرى.
وفي وقت سابق، قالت مصادر مطلعة لـ”الشرق” إن حركة “حماس” الفلسطينية تتجه للموافقة على المقترح المصري لوقف الحرب في غزة، وذلك بالتزامن مع وجود وفد الحركة في القاهرة.
وأرجعت المصادر موافقة حماس إلى توافر عاملين؛ الأول هو إزالة الاعتراض الإسرائيلي على أسماء عدد من الأسرى الفلسطينيين الذين تشملهم الصفقة، والثاني ضمانات أميركية بأن الحرب على غزة، بشكلها الحالي، ستنتهي، وأن الجيش الإسرائيلي سينسحب كلياً في نهاية المرحلة الثالثة الأخيرة من الاتفاق الذي يستمر 124 يوماً.
وقالت المصادر إن الولايات المتحدة وضعت ثقلها وراء الاتفاق، وقدمت لحركة “حماس”، عبر الوسطاء المصريين والقطريين، ضمانات بوقف الحرب والانسحاب، لكنها أكدت في الوقت ذاته أن “إسرائيل” ستواصل حربها على الجناح العسكري لحركة “حماس” والقيادات المسؤولة عن هجوم السابع من أكتوبر.
ووصل وفد حركة “حماس”، صباح السبت، إلى العاصمة المصرية القاهرة لوضع اللمسات الأخيرة على الاتفاق، وذلك بعد أن وصل في وقت سابق رئيس وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية وليام بيرنز للإشراف على تفاصيل الاتفاق، وضمان قبوله من الطرفين. ومن المتوقع أن يصل الوفد الإسرائيلي في وقت لاحق.
وقالت المصادر إن حركة “حماس” حققت في هذا الاتفاق الهدف المركزي، وهو وقف الحرب والانسحاب الإسرائيلي، مشيرة إلى أن الحركة تعرف أن جناحها العسكري سيظل مستهدفاً، وأن عدداً من قادتها سيكونون مستهدفين، لكنها تدرك أيضاً أن جناحها العسكري هو جناح سري وسيظل يعمل تحت الأرض، وأن القادة المستهدفين، خاصة رئيس المكتب السياسي للحركة في قطاع غزة يحيى السنوار، ورئيس الجناح العسكري محمد الضيف وغيرهما، يعرفون كيف يحمون أنفسهم من الاستهداف، كما فعلوا في السنوات الماضية.
وشددت مصادر في حماس لـ”الشرق” على أن الحركة ترفض أي شكل من الحرب على جناحها العسكري وقادتها، متوعدة بالرد على أي استهداف لأي فرد من أعضائها.
وأضافت: “ما لم تنهي إسرائيل حربها على غزة بشكل كامل، فإن الحرب لن تتوقف”.
وقالت المصادر إن الإدارة الأميركية تضغط على رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو لتغيير شكل الحرب، ووقف استهداف المدنيين والمباني والبنى التحتية، والانسحاب من غزة، لكنها تدعم حربه على الجناح العسكري لحركة “حماس” وعلى المسؤولين عن هجوم السابع من أكتوبر.
وتتطلع حركة “حماس” لوقف الحرب على قطاع غزة ووقف استهداف المدنيين والمباني والبنى التحتية والشروع في إعادة الاعمار.
من يدير قطاع غزة؟
وقالت مصادر في الحركة لـ”الشرق” إن الجهود في المرحلة المقبلة ستتركز على حدوث توافق وطني لإدارة قطاع غزة وإعادة إعماره، مؤكدة أن “الحركة لن تعود إلى حكم القطاع، وبالتأكيد ليست قادرة على ذلك بسبب الاستهداف الإسرائيلي”.
وأوضحت المصادر أن “التوافق الوطني هو طريق إجباري لتحقيق هدف إعادة إعمار القطاع وإعادة بناءه وتوفير مقومات احتياجات أهله ومقومات بقائهم”.
مراحل اتفاق غزة
وسيجري في المرحلة الأولى من الاتفاق، التي يتوقف فيها إطلاق النار 40 يوماً، إطلاق سراح 33 إسرائيلياً من مدنيين ومجندات مقابل حوالي ألف أسير فلسطيني، فضلاً عن عودة النازحين المدنيين إلى بيوتهم في شمال قطاع غزة، وانسحاب الجيش الإسرائيلي بعيداً عن المناطق السكنية والطرق التي سيسلكها النازحون العائدون، بحسب المصادر، على أن يشهد اليوم السادس عشر من الاتفاق الشروع في التفاوض على شروط الهدوء المستدام في غزة.
ويجري في المرحلة الثانية، التي تستمر 42 يوماً، استكمال المفاوضات بشأن الهدوء المستدام وتبادل ما تبقى من محتجزين إسرائيليين من جنود وضباط مقابل أسرى فلسطينيين في السجون الإسرائيلية بعد الاتفاق على أعدادهم وفئاتهم.
وفي المرحلة الثالثة، التي تستمر 42 يوماً، يجري الاتفاق على الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة بعد تبادل الجثث والرفات بين الطرفين.