أسئلة برسم المحتفلين بـ”سقوط بشار”
التركي، والأمريكي-الصــهـيـوني، لا يمكن أن يأتيا بحل للشعب السوري. ولا يصح إلا الصحيح
د.إبراهيم علوش
كنتم تقولون إن استهداف سورية عسكرياً من طرف الكيان الصــهـيوني كان بسبب التواجد الإيراني وحـزب الله فيها، أما بعد استهداف مقدرات الجيش العربي السوري بصورة مباشرة وشاملة لم يسبق لها مثيل في تاريخ سورية، ماذا ستقولون؟ هل سورية، بذاتها، مستهدفة أم أن الاستهداف يتعلق بـ”النظام السابق” بأثر رجعي مثلاً؟ هل لكم علاقة بذلك الاستهداف، أم أنه يخص أنغولا أو فولتا العليا مثلاً؟
كنتم تقولون إن “النظام” لم يطلق طلقة واحدة على الكيان الصـهـيـوني على مدى 50 عاماً، إلخ… وعلى الرغم من أن هذا غير صحيح، بدلالة معركة السلطان يعقوب في لبنان عام 1982، والصواريخ السورية التي أطلقت بصورة متواصلة على الكيان الصــهيوني من غزة ولبنان حتى عام 2024، ماذا ستقولون الآن بعد أن اجتاح الكيان الصـهــيوني 3 محافظات سورية في “سوريا الجديدة” هي القنيطرة ودرعا وريف دمشق؟ أين أنتم؟ وهل يتعلق الأمر بكم أم بجزر الواق واق؟
عندما يقرر الاحــتـلال التركي إعادة افتتاح سفارته في “سوريا الجديدة”، وكذلك نظام قاعدة العُديد في قَطَر، والفرنسيس وغيرهم من الأعاجم، قبل إعادة تشكيل الدولة، لمن سيقدم أولئك المعتمدون الدبلوماسيون أوراق اعتمادهم؟ فهل هؤلاء سفراء أم مندوبو احــتـلال؟ وهل تعني لكم كلمة السيادة شيئاً؟ هل يليق بسورية أن تقرر دول افتتاح سفارات قبل تبلور الدولة في “سوريا الجديدة”؟
تتعرض سورية اليوم لمشروع تفكيك، وثمة احــتـلالان تركي وصـهـيوني يتمددان، لكن الهستيريا الجماعية الراغبة بفك الحصار وحل الإشكالات المعيشية بأي طريقة، ولو على حساب السيادة الوطنية، تدفع كثيراً من السوريين إلى التعامل مع العصابات الإرهابية التكفيرية كـ”مشروع وطني عابر للطوائف والمناطق”، وإلى تجاهل تمدد الاحـتـلالات. فانتظروا قليلاً.
سبق أن رأينا مثل تلك الهستيريا الجماعية في العراق وليبيا. لكنّ التركي، والأمريكي-الصــهـيـوني، لا يمكن أن يأتيا بحل للشعب السوري. ولا يصح إلا الصحيح.
أبشركم بمــقاومة لم تروا لها مثيلاً.
فليست سورية هي التي تخضع للاحـتـلالين ولزبانيتهما.
وليست سورية هي التي تضيّع كرامتها وسيادتها من أجل جرة غاز وربطة خبز، هما من ثرواتها المسروقة في المحصلة، لو أدرك التائهون، أن سورية، زاد الخيرات، لن تبيع سيادتها وهويتها في مزاد التطبيع مع الاحــتـلالات.