عشرون عاما والحجارة تتحرك وأنظمتنا متحجرة ..
ألا تستحق هذه السواعد التي تحارب أقوى جيش في العالم بالحجر على أن نقف وننحني لها إحتراما وإجلالا؟
هاني البرغوثي
في الثامن من كانون الأول لعام 1987 انطلق أول حجر للإنتفاضة من غزة، لتبدأ معها ثورة جديدة وعطاء شعبي جديد.
أبطالها أطفال.. رجال الغد،ومحيي الثورة الجديدة، وزعماء الأمة صامتون وقلوبهم متحجرة، حجارتنا تتحرك من قطاع غزة إلى جميع أنحاء مدن وقرى فلسطين المحتلة، تهب في وجه العدو الصهيوني، الذي كان ومازال سيبقى عدو أطفال وشعب فلسطين شيبته وشبابه، بينما يحاول زعماء الأنظمة العربية وزمرة أوسلو على تذويق وجه هذا الكيان المتعطش للدماء بأنه “دولة إسرائيل” وربما في المستقبل القريب تبث نشرات أخبار الأنظمة العربية “دولة إسرائيل الشقيقة”، ولما لا فحينما أغتيل رابين قيل (اليوم فقدت أخا لي)!!.
مرت ذكرى الإنتفاضة وكأنه حدث لا يستحق التوقف عنده، كتاب العرب منشغلين بأنابوليس، وزعماء الأمة مبتهجون بأنابوليس، وشعب غزة يصمدون، منهم من يستشهد على أيدي جنود الإحتلال الصهيوني، ومنهم من يستشهد من جراء الحصار الظالم على غزة، ألا تستحق هذه السواعد التي تحارب أقوى جيش في العالم بالحجر على أن نقف وننحني لها إحتراما وإجلالا؟ . ألا تستحق هذه البراعم التي تقود حربا طاحنة كل يوم على أن تخصص لها مداد أقلامنا، أوليسوا أطفال الحجارة اليوم، هم رجال المقاومة في غزة اليوم؟
زمرة أوسلو في رام الله، ورجال عباس الأشاوس لديهم مشاريع أخرى، هاهم يجتمعون ويصرحون، ونظن أنهم سيحررون الأرض والشعب، فإن كانت هذه هي أمالنا فنحن الفاشلون، وكل من يصافح اليد الملطخة بدم أطفال الحجارة هو قاتل مثلهم.
يا طفل الحجارة أنت سيد من لا سيد له، أنت الأمل في زمن ينقطع منه نور الأمال والأحلام، أنت المنتصر وهم المهزومون.. أنت بساعدك وبالحجر تحرر الأرض الطاهرة من دنسهم.
إن الحجر يلتصق بيدك وينطلق في وجه العدو وكأنه صاروخ ومدفع، لقد أصبحتم أنتم الجيش المنظم في وجه الإحتلال، وأصبحت إسرائيل تخافكم وزعماء الأمة تخشى ثورتكم على الظلم والطغيان.
عباس فقد هيبته أمامكم ، إمض أيها الطفل..الرجل الصامد، بحجرك نحو المعركة، فهم لديهم كل الأسلحة المتطورة، وأنت لديك الحجر المنتصر. هم تقف معهم أمريكا وزعماء الأمة المعتدلين، وأنت لديك الأمل ويقف معك رب البشر، لكن لا تنسى أيها الطفل أن العالم الحر معك، وكل الأمهات تدعو لك، أما هم فكل الأمهات تدعو عليهم بمزيد من الذل والهوان. أنت لنا بصيص الأمل والنور، وسيأتي يوم يلثم زعماء الأنظمة العربية، الأرض التي تدوسون عليها، وينحني أصحاب الجلالة والفخامة والرؤساء لحجركم المبارك بسواعدكم المباركة.
وإنها لإنتفاضة حتى التحرير