أبو عمار رحل بشرف … و عباس يبيع الأرض و الشرف
تم طرد المقاومة الفلسطينية إلى لبنان الأرض الطيبة التي احتضنت المقاومة الفلسطينية بمؤازرة أبناء لبنان الشرفاء،
هاني البرغوثي
تورونتو /كندا
ثلاث سنوات خلت، اجتمعت مجالس شريعة الغاب برئاسة الثعلب الماكر شارون وهيئة ذئاب أمريكية و أذناب عربية لتصطاد
فريسة فلسطين الرئيس الراحل ياسر عرفات (أبو عمار) لأنه قد تمسك بثوابت و خطوط حمراء، و رغم توقيعه إتفاقية أوسلو، منذ أن قرر دوليا تصفية الكفاح المسلح الوطني الفلسطيني، الذي بُدِأَ بتنفيذه إبتداء من مجازر أيلول الأسود في الأردن عام 1970،و التي لربما كانت سبب إصابة زعيم الأمة العربية الراحل جمال عبد الناصر بنوبة قلبية حادة حيث لم يحتمل اللعبة العربية القذرة، و تم طرد المقاومة الفلسطينية إلى لبنان الأرض الطيبة التي احتضنت المقاومة الفلسطينية بمؤازرة أبناء لبنان الشرفاء، و بقيت هناك تقاوم إلى أن حان موعد الإنقضاض ثانية على هذه المقاومة عام 1981 ، وتم إجتياح بيروت ومحاصرتها، وصمد أبناء فلسطين و لبنان المقاومين، و التي لم تجرؤ أي دولة عربية على مد يد العون، بل مدت الأيادي لمصافحة قتلة الأنبياء والتصفيق لهم وتهنئة شارون بمذابح صبرا وشاتيلا.
وثانية يتم نفي المقاومة و استبعادها، و لكن هذه المرة إلى تونس،التي تشكر على حسن ضيافتها للمقاومة، و لكنها كانت بلا أسلحة، و هناك تم تصفية رمز لا يعوض من رموز أبناء فتح الشرفاء مهندس الانتفاضة الفلسطينية الأولى الشهيد خليل الوزير (أبو جهاد) في عقر داره، و عندما شدت أمريكا العزم على تصفية الحسابات مع القائد العربي صدام حسين، لكي تبرر حرب الخليج الأولى قام بوش الأب بمبادرة مؤتمر مدريد للسلام، و الذي كانت نتائجه مثمرة لأمريكا و “إسرائيل”، و بدأت القنوات السرية لتنتهي بتوقيع معاهدة سلام (إتفاقية أوسلو)، و التي ظن أبو عمار أن “إسرائيل” و أمريكا ستكونان صادقتان،و هذا هو الخطأ الفادح الذي إرتكبه، و لكن مهندس أوسلو عباس الذي كان يطمع بأن يدخل اسمه في تاريخ السلام هو الذي نفذ هذه الإتفاقية بحذافيرها.
ها هو عرفات قد رحل، و عباس تسلم مقاليد الحكم الفلسطيني، و كشف عن أنيابه وأصبح واحدا من مصاصي دماء أبناء الشعب الفلسطيني، يبيع أرضنا، وشرف مقاومتنا، و يطالب بإلقاء السلاح، و يقسم فلسطين بخطة (عباس- دايتون)، لتصبح غزة إقليم معادٍ. رغم هذا و ذاك و ما يقدمه لإسرائيل من تسهيلات، للاقرار به كشريك سلام ، فإن “إسرائيل” لن تعترف به كشريك، لأنهم ببساطة لا يؤمنون بالسلام، و الدماء الفلسطينية تراق، و الأرواح تزهق، و كواكب الشهداء تقدم نفسها لأجل الوطن. لو أن عرفات مازال على قيد الحياة،هل كان هناك طاقم يدعو إلى التفريط بالثوابت و ينسق أمنياً مع المحتل؟، و هل ستجر المؤامرة حماس لمواجهة مسلحة، وهل سيقبل لأبناء فلسطين أن يتخلوا عن سلاح المقاومة؟.
أحمد الله على أنه مازال هناك مقاومة في فلسطين من القساميين والجهاد والسرايا والشعبية وإخواننا الشرفاء في كتائب الأقصى (بعض الأجنحة العسكرية لفتح) .. إخوة النضال والكفاح المسلح، شدوا على الزناد.. و وجهوا سلاحكم ضد عدوكم “إسرائيل”، وزمرة أوسلو المتباكين في أحضان بوش الإبن من أجل مؤتمر الخريف، الذي لن تكون نتائجه أفضل من مؤتمر بوش الأب (مؤتمر مدريد).
الى جنان الخلد يا أبو عمار … وإنا على العهد ماضون … ويا جبل مايهزك ريح.