الحرب لن تنتهي بوقف اطلاق النار …والاشتباك مع الاحتلال مفتوح…وكل المعارك اصبحت وجودية…!


نواف الزرو*
يحق لشعبنا العربي الفلسطيني على امتداد مساحة فلسطين ان يفرح ويحتفل بهذا الصمود الكبير الذي سطره في هذه الجولة الجديدة من الصراع الوجودي الجذري مع مشروع الاحتلال، ويحق لشعبنا ان يفرح ويحتفل بهذه الملحمة البطولية التي سجلها في مواجهة الاحتلال لتضاف بكل فخر الى سجل القضية وموسوعة النضال الفلسطيني، ويحق لشعبنا ان يفرح ويحتفل ايضا بوقف اطلاق النار والبقاء على قيد الحياة في ظل هذه الإبادة الصهيونية، وهذا انجاز كبير يدوي في كل الفضاءات…!
يحق ويحق ويحق لشعبنا ان يفرح ويحتفل بكل مضامين هذه المواجهة- الجولة- المعركة المشرفة، ولكن …!، ولكن المعركة -الحرب الصهيونية لا تنتهي عند وقف اطلاق النار على جبهة غزة، فالحرب الإبادية مفتوحة ايضا ضد شعبنا في القدس والضفة الغربية، والمواجهات ساخنة جدا وتزداد سخونة في المدينة المقدسة، وكما نتابع على مدار الساعة ما جرى ويجري في ساحات الاقصى وفي باب العامود وفي الشيخ جراح وكذلك في جنين ونابلس وطولكرم وقلقيلية وطمون وفي مختلف الاماكن الفلسطينية في انحاء الضفة الغربية، ومن المنتظر ان تشتد المواجهات وحرب الإبادة على امتداد مساحة الضفة…!
بل وفي ظل زخم وتلاحق الاحداث والتطورات السياسية والميدانية في المشهد الفلسطيني، وخاصة في ضوء مخططات وهجمات الاحتلال المفتوحة وتداعياتها التطبيقية على الارض الفلسطينية، وفي ضوء الاجماع السياسي الايديولوجي الصهيوني على شطب القضية والحقوق الفلسطينية(وهذه مهمة وجودية بالنسبة للاحتلال)، فقد اصبح واضحا لكل الفلسطينيين في كل مواقعهم ان المعركة لا تنتهي عند وقف اطلاق النار، فأمامهم معارك كبيرة يخوضونها على امتداد فلسطين اصبحت معارك وجودية، ولا فرق هنا بين ان تخاض على ارض الشيخ جراح، او على ارض سلوان -البستان -بطن الهوى، او في اي مكان من الاماكن المقدسية، او بين معركة تخاض في وجه مستوطنين يحرقون او يقتلعون شجرة زيتون، او بين جنود الاحتلال الذي يقومون بغزو ومداهمة مخيم جنين مثلا او قصبة نابلس، او قلب الخليل، فكافة المعارك الفلسطينية على امتداد الاماكن المحتلة كلها تتكامل في سياق صراع وجودي شرس على الارض والهوية والمستقبل…ولنا عودة الى جولات اخرى من المواجهات والجولات الحتمية في مواجهة الاحتلال حتى يرحل….!
وفي المشهد الفلسطيني التفاصيل غزيرة جدا، ففي احدث واقرب التقارير الفلسطينية التي تتابع تحركات الاستعمار الاستيطاني الصهيوني في انحاء الضفة الغربية ف”إن المستوطنين في حالة فلتان-جنوني-على الارض”، يعيثون فسادا كما يشاؤون، يصولون ويجولون ويدمرون ويقتلون ويقتحمون ويداهمون ويقتلعون ويحرقون مئات وآلاف الاشجار والحقول وينهبون الارض الفلسطينية على طريقة الكاوبوي الامريكي في عهده، ويدمرون مقومات الصمود والاستقلال الفلسطيني، وكل ذلك بدعم وغطاء وحماية حكومة وجيش الاحتلال، ودون اي رادع كبير يوقفهم عند حدودهم، وهم عمليا بلا حدود بل وتجاوزوا كاف الحدود والخطوط في ارهابهم المفتوح ضد الفلسطينيين.
وفي حقيقة المشهد فان كل الاماكن والمدن والقرى الفلسطينية، بل ربما كل بيت فلسطيني يتأذى من ارهاب هؤلاء المستعمرين المستوطنين كما نتابع في هذه الايام تطورات الاحداث في انحاء القدس والضفة…!
ونعتقد ان اهلنا هناك يسطرون يوميا وعلى مدار الساعة معارك وبطولات حقيقية في مواجهة البلطجة والاجرام الصهيونيين…!.
والمعارك الكبيرة والاستراتيجية التي تقرر مصير فلسطين لأجيال قادمة قائمة وآتية وتحتاج الى نفس طويل..والى ان يبقى الجميع في الداخل الفلسطيني وفي الخارج الفلسطيني في حالة استنفار …فالاشتباك مع الاحتلال مفتوح حتى التحرير…!