إلى متى ؟

أذرع الاحتلال تبدأ تحضيراتها لحصار الأقصى في رمضان

القدس بين اقتحامات الأقصى وتضييق الخناق على المقدسيين

إعداد: عمر حمّاد

واصلت قوات الاحتلال فرض إجراءاتٍ مشددة أمام أبواب المسجد الأقصى المبارك و في أزقة البلدة القديمة، بينما تفسح المجال أمام المستوطنين لاقتحام المسجد بصورةٍ شبه يوميّة. و بدأت أذرع الاحتلال الأمنية استعدادها لشهر رمضان، عبر تهديد المقدسيين، شنّ حملات اعتقال و إبعاد استهدفت المرابطين و رموز الدفاع عن القدس و الأقصى.

أما على الصعيد الديموغرافي فقد واصلت أذرع الاحتلال هدم منازل الفلسطينيين و منشآتهم. و أطلقت العمل في تنفيذ مشروعٍ استيطانيّ في ضاحية السلام في بلدة عناتا على مساحة 17 دونمًا، بتكلفة تُقدّر بنحو 400 مليون شيكل (نحو 111 مليون دولار)، و سيتضمن المشروع بناء مدارس، و رياض أطفال، و ملاعب رياضيّة، و غيرها. أما في حيّ الشيخ الجراح قدمت “سلطة تطوير القدس” التابعة لحكومة الاحتلال شروعًا لإنشاء حي استيطاني جديد، سيضمّ 316 وحدة استيطانيّة جديدة، من المرجح أن يؤدي، في حال تنفيذه، إلى إخلاء السكان الفلسطينيين من الحي بالقوّة. و تسلط النشرة الأسبوعية الضوء على استمرار المواجهات في العديد من بلدات القدس المحتلة و مناطقها، و زعم ‘الشاباك’ الإسرائيلي اعتقاله خلية مقاومة، ادعى أنها كانت تخطط لتنفيذ عمليات نوعية في القدس المحتلة.

التهويد الديني و الثقافي و العمراني

تتابع أذرع الاحتلال اقتحاماتها للمسجد الأقصى بشكلٍ شبه يوميّ، ففي 5/2 اقتحم الأقصىّ 142 مستوطنًا، تجولوا في ساحات المسجد بشكلٍ استفزازيّ، و أدوا طقوسًا توراتيّة بحماية شرطة الاحتلال. و في 6/2 اقتحم الأقصى 106 مستوطنين، وأظهرت مقاطع مصورة نشرتها المنظمات المتطرفة، أداء المستوطنين للسجود الملحمي الكامل في ساحات الأقصى الشرقية، إلى جانب طقوسٍ علنية أخرى.

أما في يوم الجمعة فقد تواصلت القيود التي تفرضها قوات الاحتلال، لتقييد وصول المصلين إلى المسجد الأقصى، عبر نصب الحواجز الحديديّة، و عرقلت قوات الاحتلال وصول المصلين إلى الأقصى عبر باب العامود والأسباط، و دققت في هوياتهم، و منعت العديد من الشبان من أداء الصلاة في المسجد، فيما بلغ عدد المصلين في هذا اليوم نحو 30 ألف مصلٍ.

و استمرت اقتحامات الأقصى في أسبوع الرصد، ففي 9/2اقتحم الأقصى 217 مستوطنَا، من بنيهم الحاخام المتطرفُ يهودا غليك، و أدى المقتحمون طقوسًا توراتيّة علنية. و في 10/2 اقتحم الأقصى 216 مستوطنًا، و شهد الاقتحام تأبين جندي إسرائيلي في المنطقة الشرقية قرب مصلى باب الرحمة، قُتِلَ في معركة “طوفان الأقصى في غزة. وفي 11/2 اقتحم الأقصىّ 134 مستوطنًا، من بينهم 70 طالبًا يهوديًّا، و أدوا طقوسًا علنية قرب مصلى باب الرحمة.

و بدأت استعدادات أذرع الاحتلال لشهر رمضان المبارك، و قمع المصلين بالتزامن مع الشهر المبارك، فقد توعّد مسؤول منطقة العيساوية في مخابرات الاحتلال، بالضرب بيد من حديد لمن يخلّ بالأمن في القدس في الأيام العشرة الأخيرة من شهر رمضان، و قال على حسابه في فيسبوك: “نعلمكم أن المشاركة بالإخلال بالنظام و العنف، نتائجه سترتد على من يقوم بها و على عائلته و المجتمع و سنعمل بكل حزم ضد كل من يحاول المس بالهدوء و النظام في الحرم الشريف”، و كذلك وُزِعَتْ منشورات على أهالي العيساوية بهذا الخصوص. و إلى جانب هذه التهديدات شنت قوات الاحتلال حملة اعتقالات و إبعاد طالت عددًا من المرابطين في الأقصى، والأسرى المحررين، وبحسب متابعين للشأن المقدسي، فإن سلطات الاحتلال تستبق شهر رمضان، لشنّ حملات اعتقال و إبعاد، و هو ما سيتصاعد مع بداية رمضان، و انطلاق الاعتكاف داخل المسجد.

التهويد الديموغرافي

شهد أسبوع الرصد استمرارًا لهدم منازل الفلسطينيين و منشآتهم في القدس المحتلة، ففي 8/2 أجبرت سلطات الاحتلال مقدسيًا على هدم منزله قسريًا في بلدة أم طوبا جنوب القدس المحتلة، ما أدى إلى تشريد 8 فلسطينيين. و في اليوم نفسه أجبرت بلدية الاحتلال مقدسيًا في جبل المكبر على هدم جزء من منزله الذي يأويه مع زوجته و طفلتين بذريعة “البناء من دون ترخيص”. و في 10/2 اقتحمت قوات الاحتلال رفقة طواقم من بلدية الاحتلال بلدة العيساوية، و سلمت عددًا من إخطارات الهدم لأهالي البلدة، بذريعة “البناء من دون ترخيص”. و في 11/2 ذكرت “منظمة البيدر للدفاع عن حقوق البدو” سلمت سلطات الاحتلال عشرات إخطارات الهدم و الإخلاء، لأهالي أبو ديس في القدس المحتلة، و من بينها قرارات إخلاء فوري.

أما على صعيد المشاريع الاستيطانية، ففي 7/2 شرعت سلطات الاحتلال تنفيذ مشروع استيطاني في ضاحية السلام في بلدة عناتا على مساحة 17 دونمًا، و تصل تكلفة المشروع إلى نحو 400 مليون شيكل (نحو 111 مليون دولار أمريكي)، و سيشمل المشروع بناء مدارس، و رياض أطفال، و مركز جماهيري، و ملاعب رياضيّة، إضافة إلى مختبرات حاسوب و مساحات لوقوف السيارات و غيرها. أما في حيّ الشيخ الجراح قدمت “سلطة تطوير القدس” التابعة لحكومة الاحتلال مشروع بناء حي استيطانيّ جديد، سيضمّ 316 وحدة استيطانيّة جديدة، و أطلق عليه اسم “نحلات مشعون”، و من المرجح أن يؤدي، في حال تنفيذه، إلى إخلاء السكان الفلسطينيين الحاليين، و سيؤثر هذا المشروع على الطابع الجغرافي للقدس المحتلة، إذ سيربط بين البؤر الاستيطانية في كرم الجاعوني و كرم المفتي، و الجامعة العبرية.

المقاومة في القدس

تظلّ المقاومة في القدس المحتلة عصيّة على التوقف، ففي 6/5 تصدى أهالي بلدة حزما لهجوم المستوطنين، و حطموا سيارتهم، و أصيب مستوطن. و في اليوم نفسه اندلعت مواجهة مع قوات الاحتلال في بلدة الرام. و في 8/5 اندلعت مواجهات مع قوات الاحتلال بالتزامن مع خروج مظاهرة شعبية في كفر عقب؛ و في 9/2 اندلعت مواجهات في عددٍ من بلدات القدس من بينها حزما و أبو ديس، و كفر عقب، و الرام، تخللها إلقاء حجارة على قوات الاحتلال. و في 11/2 اندلعت مواجهة مع قوات الاحتلال في أبو ديس تخللها إلقاء للحجارة.

و من مؤشرات استمرار عمليات المقاومة، ما أعلنه جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي “الشاباك”، و زعمه اعتقال خلية للمقاومة الفلسطينية نفذت عمليات إطلاق نار، و خططت لتنفيذ عملية في القدس المحتلة، و ادعى “الشاباك” بأن “الخلية” تتبع لحركتي حماس و فتح. و أشارت صحيفة “يديعوت أحرنوت” أنّ أعضاء الخلية من سكان مدينة رام الله.

مدينة القدس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *