أقلام الوطن
الطوفان في موجته الثانية
بعض النظر عن ما ستقترحه ال ٥٧ الا ان النتيجة لن تكون اقتلاع الشعب من غزة


د. عادل سماره
موجته الأولى هزت أركان الكيان و الثانية بدأت تراكم الطمي كدلتا النيل.
غرور القوة و الجشع الراسمالي الامريكي وضع ال ٢٢ بل ال ٥٧ امام اذلال لا يحتملونه. و رغم تشتتهم و تنافرهم و تنابزهم لا بد أن يتخذوا موقف.
و الدرس ليس فقط بلطجة الإمريالية بل دولتها العميقة ليس فقط انكشاف ان الكيان أداة ، بل الدرس ان هناك حدودا لاي نظام تابع لا يمكنه تجاوزات مهما كان الشعب مقموعا و هي الجريمة و الخيانة العلنية لقضية الأمة المركزية.
فلسطين نقيضة الدولة القطرية .نعم حاول ال ٢٢ التخفف منها لكن الطوفان لجمهم.
لذا تم اللجوء لموقف عربي إسلامي ، و هنا لا يمكنهم الاستسلام العلني رغم رغبتهم فيه. ليسوا أغبياء لدرجة طعن روح الأمة علانية رغم الهبوط الشعبي.لديهم طابور سادس ثقافي يقرأ التاريخ و لو بنظرة هيجل وليس ماركس.
و امامهم ايضا ثلاث شوكات المقاومة في غزة و المقاومة في لبنان و اليمن عبد الملك الحوثي و نصف شوكة هي ايران.
لذا سيضطروا لدرجة من التماسك بعدم تنفيذ الجريمة بايديهم.
و كما كتبت ترامب لن يرسل جنوده لغزة لانه يتذكر كيف تم سحلهم في الصومال فما بالك بغزة و ظهرها للحائط؟
و الكيان يعلم أن ما ذاقه في غزة خاصة الشهر الاخير لن يشجعه على العودة.
و عليه اخذ الكيان يسمح بدخول المساعدات.
و في الغالب مهما تعقدت الأمور قد يختار الكيان القصف الجوي كما لجات جنوب أفريقيا للجو ضد الدول اليسارية المحيطة بها بعد الغزو البري.
حاكم السعوية عدو العروبة لكنه لا يجرؤ أن يكون عدو علنا لفلسطين و مع هبوط مصر تنبري السعودية لقيادة العرب. ليس العروبة و لذا ستعاند امريكا
خاصة ان نفطها صار أصفرا أي في السوق الصيني من جهة و هي في غرام مع إيران خاصة بعد أن انطوت إيران على نفسها سواء بعد عدم القتال مع لبنان و غزة و بعد احتلال الإرهاب المعولم باداة الدينسياسي لسوريا.
سيتم تسييس مشروع ترامب بدل عسكرته يوم السبت .
و بعض النظر عن ما ستقترحه ال ٥٧ الا ان النتيجة لن تكون اقتلاع الشعب من غزة.
هل سوف تستفيد القطريات العربية من تهادن أوروبا حفاظا على نفسها و كي لا يتحمس الشارع العربي للوحدة فيضغط؟ لان الوحدة عدو هذه الأنظمة و الوحدة هي الشعب.
في الغالب لجم مشروع ترامب و لو جزئيا سيهزه و يهز نتنياهو داخليا.و يفيد الانتهازي الروسي الذي خان سوريا.لكنه يفيد الأنظمة القطرية من باب ادراك ان من يتغطى بالاجنبي عريان.
و هكذا عاد الطوفان بالطمي وعلينا الشغل الطويل لاستثمار الطمي عروبيا لا رسميا.