فلسفة الجدار وطبيعة المجتمع الصهيوني: من جابوتنسكي مرورا ببن غوريون وصولا الى نتنياهو…!


نواف الزرو*
لا توجد لدى “إسرائيل” عقيدة أمن قومي موثقة خطيا، وإنما وثيقة “مفهوم أمن قومي” فقط، صاغها رئيس “حكومة إسرائيل” الأول، دافيد بن غوريون، في تشرين الأول/أكتوبر العام 1953، واستندت إلى فكرة “الجدار الحديدي” التي وضعها زئيف جابوتنسكي، في عشرينيات القرن الماضي، وفقا لدراسة نشرها “معهد أبحاث الأمن القومي” في جامعة تل أبيب، الأسبوع الحالي-المصادر العبرية-13/02/2024 –”.
ويوثق المفكر والمثقف الفلسطيني رشيد الخالدي في مقابلة مع هآرتس باللغة العربية “لقد سارت “إسرائيل” في الاتجاه ذاته(اي اتجاه جدار جابوتنسكي) طوال معظم سنوات القرن الحالي. الإشارة الأخيرة التي صدرت عن حكومة إسرائيلية حول استعدادها للقيام بشيء آخر غير استخدام القوة كانت في عهد إيهود أولمرت، وأنا لا أدّعي بأنها كانت نقطة انطلاق. لكن كل ما عدا هذا الاستثناء، هو الجدار الحديدي منذ جابوتنسكي. القوة والمزيد من القوة. أنتم تحاولون إرغام الناس على قبول الواقع الذي عصف بالشرق الأوسط منذ عشرينات القرن الماضي. إنك تقرأ الصحف في مصر، في سوريا وفي العراق في 1910، فتجد أن الناس كانوا قلقين بشأن الصهيونية عن هآرتس بالعربي- إيتاي مشياح يناير 12, 2025″.
وفي جوهر فكرة او رؤية جابوتنسكي: فقد كان جابوتنسكي مؤسس معسكر اليمين الصهيوني المتشدد قد لخص مشروعة السياسي ضد العرب منذ مطلع القرن الماضي في كتابة “جدار الفولاذ- 1923 ” بالعبارات المكثفة التالية:”طالما أن للعرب بصيصا من الأمل للتخلص منّا فإنهم لن يستبدلوا هذا الأمل بأي معسول كلام أو أية وعود سخية”، ويضيف:”ـ لنهر الأردن ضفّتان، هذه لنا وتلك لنا أيضا”، ويؤكد”:”أرض إسرائيل هي أرض الشعب اليهودي الوحيدة ولا يمكن استبدالها بأية دولة أخرى. مطالبتنا بأرض إسرائيل نابعة من عدة حقوق: حق تاريخي، حق قانوني (وعد بلفور) وحق أخلاقي (للعرب دول كثيرة وليس لنا دولة””، ويستخلص الخلاصة الكبرى:” لا يمكن أن يكون هناك مجال لمصالحة إرادية بيننا وبين العرب لا الآن ، ولا في المستقبل .. إن لدى كل فرد من العرب فهماً شاملاً وكاملاً لتاريخ الاستعمار ، وليحاول أحد أن يجد بلداً واحداً تحقق فيه الاستعمار بموافقة سكانه الأصليين، فكل شعب يقاتل المستعمرين حتى آخر بريق أمل، وسيقاتل الفلسطينيون كذلك إلى أن لا يعود أمامهم أي لمحة أمل، والنتيجة المنطقية لذلك هي أنه لا يمكن تصور أي اتفاق طوعي بيننا، إن على كل عملية استعمار أن تستمر، ولا يمكنها أن تستمر وتنمو إلا بحماية سور من القوة، أي جدار فولاذي لا يستطيع هؤلاء السكان اختراقه .. هذه هي سياستنا العربية ، وليس التعبير عنها بأية صيغة أخرى إلا نوعاً من التخابث والنفاق”.
وما بين جابوتنسكي في جداره الفولاذي قبل مئة عام مرورا ببن غوريون وصولا الى جدار نتنياهو اليوم نتابع شبه الاجماع السياسي والايديولوجي الصهيوني على التمسك بقلسفة الجدار والتي تعني من ضمن ما تعنيه التطهير العرقي والارهاب والمذابح والعنصرية الفاشية…\\هكذ هو المجتمع الصهيوني وهذه طبيعته.