القلق الصهيوني المزمن من الوجود والحضور الفلسطيني وراء حرب الإبادة وخطط التطهير العرقي …!


نواف الزرو*
نتابع في المشهد الفلسطيني الحروب الصهيونية الإبادية الإجرامية المفتوحة ضد الشعب الفلسطيني، كما نتابع مسلسل المشاريع و الخطط التي تدعو الى التطهير العرقي و التهجير الشامل للشعب الفلسطيني، و هذا ينبع بالأساس من قناعته بان مستقبلهم سيبقى قلقا و غير أمن طالما بقي الشعب الفلسطيني في المواجهة، ففي ظل المشهد الفلسطيني الراهن و في ضوء الجبهات التي يفتحها العدو الصهيوني على كل العناوين و الملفات الفلسطينية، و بينما تتمادى قيادات الكيان و مؤسسته الامنية و السياسية و ترغد و تزبد و تعربد و تقتل و تتغطرس و تهدد و تجتاح و تغتال ، و بينما تحظى بدعم و غطاء اعتى قوة دولية تقف وراءها، إلا ان تلك القيادات و تلك المؤسسة في حالة قلق دائم، بل انها ما تزال تخشى الوجود و الحضور الفلسطيني بكل عناوينه و مضامينه و تسمياته، فهي تخشى التكاثر العربي الفلسطيني، و التواجد على امتداد مساحة فلسطين، و تخشى انتشار المدارس و الجامعات الفلسطينية، و العلم و التعليم و الاجيال المتعلمة و التطور التكنولوجي، و تخشى المعرفة الفلسطينية، بل و تخشى حتى الطفل الفلسطيني و هو في بطن امه، و تخشى القائد و السياسي و العسكري و الخبير و المفكر و الفنان و الصحفي و الباحث، و ربما اكثر ما تخشاه المؤسسة الصهيونية هو هذا الحضور الفلسطيني في كل مكان في المنابر الاممية و الدولية و في الفعل الشعبي و في حملة المقاطعة الدولية، و تخشى المسيرات و الاعتصامات و المواجهات و التضحيات، فهي تخشى الرواية العربية الفلسطينية و نشر الحقيقة التي من شأنها تراكميا ان تسقط الرواية الصهيونية.
فهم في الكيان يعملون منذ البدايات على “اختراع و شرعنة اسرائيل و اسكات الزمن العربي الفلسطيني بكل معانيه و رموزه و معالمه و مضامينه التاريخية و الحضارية، لانهم يدركون تماما ان المعركة ما بيننا و بينهم هي في الحاصل” “إما نكون او لا نكون”، و هم يتصرفون على هذا الاساس، في الوقت الذي تنهار فيه اللاءات العربية –الرسمية-التي كان حملها الراحل الخالد عبد الناصر الذي أكد في احد خطاباته: “إما ان تكون الامة أو لا تكون في صراعها مع العدو”.
و تبقى الحقيقة الكبيرة في ضوء كل ذلك: ان الشعب العربي الفلسطيني في حالة اشتباك تاريخي و وجودي و جذري مع المشروع الصهيوني، و بالتالي تحتاج فلسطين و القدس و القضية كما يحتاج الانتصار الى عودة العمق و الموقف و الدعم العربي الحقيقي…؟!