أقلام الوطن
احتراب الطوائف تحت حراب احتلالات لن ينحصر في ضياع سوريا


د. عادل سماره
احد جوانب الازمة عربيا عدم اعتراف المذاهب ببعضها و تجسيد المذاهب في طوائف و هذا تحويل الدين الإيماني إلى دينسياسي و ينتهي بدولنة الطوائف.والمضحك المر أن هذا يجعل التجزئة مطلبا لانها اوسع من هذا الاستدوال. كل المذاهب و الطوائف ضد المشروع العروبي و هنا الكارثة. الم نفهم أن ضياع سوريا في أساسه غياب دولة الوحدة حيث ثبت أن الدولة الضعيفة لا حليف لها فحليفها المفترض هو سيدها و استعمارها هذا موقف روسيا.
فقواعدها في سوريا لم تكن لحماية سوريا. و حين سقطت لصالح ثلاث احتلالات اصطفت روسيا كرابع.
الموقف من الدين ثلاثي.هناك الموقف الإيماني الطبيعي و هذا إنساني اممي و هناك الدينسياسي وهذا عند عرب التجزئة القطرية و هو ضد العروبة لا شبيه له في كل الكوكب.فالدينسياسي التركي قومي و كذا الإيراني…الخ.
اما في الغرب فالمذاهب و الطوائف و حتى الدين ترسملت فصار الدين طقو سي يمارس في الكنيسة يوم الأحد.
وهذا ما سمح بوحدة أوروبا الرأسمالية التي ارتقى التناقض فيها إلى تناقض قومي بل و طبقي.
بينما في الوطن العربي و اغلب عالم الاسلام يذبح الفقير من كل طائفة نظيره في الأخرى و لصالح اغنياء أو أن شئت برجوازية بل كمبرادور هذه الطائفة أو تلك.
و مما جعل المناخ مناسب للدينسياسي هو احتجاز التطور في الوطن العربي فلم يصبح صناعيا لا بمضمون راسمالي و لا اشتراكي أي لم يتم إنجاز تطور يخشى عليه ويعتمد عليه المواطن فأصبح يلتهم فتات سلطة الريع او التبعية بهذا صارت السلطة سيدته و هي وكيلة الرب الأرضي أي الغرب و ما زال يعتقد انه يعبد الله!
و المثير للأسى انه حيث انتهى عصر الدولة الدينية و امتطائها للدين كايمان و هذا اوضحته تجربة داعش نجد حتى كثير من اليسار ينتهي إلى طائفي يروج لدينسياسيي. هذه داعشية مطلية بالاحمر.
بقي أن نلفت النظر إلى أن تعددية الاعراق و الطوائف في الأمم القديمة المحيطة بالوطن العربي تركيا و ايران و اثيوبيا و طبيعي ان يكون لكل منها مشروع هيمنة على الوطن المريض لم تدفعها للتجزئة بل و تكسب ولاءات من عرب هذا ناهيك عن الكيان الذي هو من ١٠٠ قومية.