ما دامت اسرائيل عاجزة عن النوم
بشير شريف البرغوثي
أذكر جيدا جدا أن اول عويل بشأن الأسلحة الكيماوية السورية صدر عن الكيان الصهيوني في أواسط الثمانينيات بالضبط و بعد متوالية الغزو الصهيوني للبنان .. كان نتن ياهو قد بدأ يتلمس خطواته ” على السلم السياسي ” أو الموسيقي !!! في منظومة العويل الدولية ..
كانت سوريا حينها تحاول الوصول إلى توازن استراتيجي مع اسرائيل .. و كان الكيماوي أحد الخيارات المحتملة .. و لكن تم التخلي عنه بعد ذلك و تم استبداله بالردع الإستراتيجي من خلال لبنان و خلق قوة مواجهة فيها
تعرف امريكا و اسرائيل تماما ان الكيماوي لم يعد خيارا عسكريا سوريا منذ وقت طويل و تحديدا بعد نجاح المقاومة اللبنانية في ردع اسرائيل
و تعرف امريكا كما تعرف اسرائيل ان العقيدة العسكرية لكل الجيوش العربية مهما كانت ليست مع استعمال هذا السلاح و لكن “شيطنة ” كل الجيوش العربية كانت و لا تزال هدفا دعائيا و تعبويا صهيونيا يجد من يلتف حوله بين فترة و اخرى من اللطامين و اللطامات
و تعرف أمريكا و اسرائيل ان كل جيش في الدنيا لا يلجأ الى سلاحه الأخير إلا حين يحاصر تماما .. و ان هذا لا ينطبق على الجيش السوري الآن
لكنه مسلسل مكسيكي طويل .. بدأ بالعراق و ليبيا و لن ينتهي ما دامت اسرائيل عاجزة عن النوم لأي سبب !