حرب قائمة …وعدوان طابورخامس/سادس على الذات
د. عادل سماره
لم يتوقف العدوان حتى يُقال بدا أو متى سيحصل وأقصد العدوان الصهيوني والأمريكي وعدوان الحكام العملاء العرب وما أكثرهم/ن. هؤلاء الذين ضمنوا موات الشارع ويذهبون إلى واشنطن لسماع التهديد العلني بعدوان جديد على سوريا، من بن سلمان إلى وزير خارجية قطر، إلى من يُؤمرون هاتفيا لا أكثر. والمثير للتقزز أن بعض معسكر المقاومة ابدى مؤخرا غزلاً لقطر.
لم يخرج من راسي ابدا موقف الطابور الخامس/سادس اي المزيج من الساسة والمثقفين وحتى العاديين الذين تعروا من كل شيىء كي تحتل امريكا العراق. وبعد المذبحة التي لم تنته، بعضهم ادعى الندم وبعضهم لا يزال يفتخر باحتلال العراق ولم يتوقف عن التفكير في ما قبل ذلك ونقد حكم البعث والشهيد صدام حسين بأن أمريكا خلصت العراق من ذلك العهد إلى عهد الحرية والرخاء. لا يزال كثير من هؤلاء ينبحون هكذا للتغطية على النظام العميل الطائفي المزدوج في العراق. ويهتفون لمرجعيات طائفية هي نادت الأمريكي وغسلته بالدين. ولست أدري مرجعيات في ماذا؟ هل اضافت على القرآن شيئا؟ ومن الذي لا يفهم القرآن حتى يُفتي له هؤلاء الغارقين في اموال الشعب باسم المرجعيات. طبقة تمتص دم البؤساء كالبق.
واليوم، ارى نفس هؤلاء ، علانية أو سراً، يرتجفون من شدة شهوتهم لاحتلال الشام. ربما ليسوا نفس الأشخاص بالضبط ولكن نفس الموقف ونفس الشبق. بعضهم يبرر ذلك بان النظام ديكتاتوري، وبعضهم يتهم الرئيس الأسد ب القاتل ، والجيش العربي السوري…الخ.
وقاحة العدو لم تتغير ، من نووي صدام إلى كيماوي الأسد.
وبعيداً عن المزاعم، دائما اسأل نفسي: هؤلاء العملاء/ات العرب الذين يكررون مزاعم الغرب، حتى لو هي صحيحة فمن الذي أعطى الغرب “حق” التدخل والعدوان؟ هل العالم اسرة ابوية اباها وامها الغرب وخاصة امريكا؟ هل صحيح ان هؤلاء الأوغاد والسفلة لم يعرفوا من هي امريكا والغرب؟
نفس جواسيس الابتهاج بسقوط صدام هم جواسيس اليوم لإسقاط الأسد. لم يتغير شيئاً سوى بعض الزمن، ودخول الزمن الروسي على الخط.
بعد كل القتل والنهب والدمار والخراب للعراق، لا يزال هؤلاء يطالبون بتطبيق نفس الهمجية ضد سوريا! عجيب! فهل هؤلاء عرباً! أم عملاء بأغطية، وحتى بلا أغطية.
وإذا كان مبرر احتلال العراق هو إسقاط النظام، وقد حصل، فأين العراق نفسه!
بعض هؤلاء يتمنفخ على الشاشات قائلا:”ليست هناك سياسة امريكية واحدة تجاه سوريا”! أي هرا ءهذا؟ مشروع امريكا اقتلاع التراب السوري، تذويب الوطن والناس. فهل اوضح! امريكا عاجزة عن جر نصف مليون وحش من جنودها كما فعلت بالعراق. ومأزقها ليس غياب مشروعه ضد سوريا، بل فشل ادواتها وهزيمتهم. وامريكا لا تتخبط في سوريا، بل تقوم باستخدام أجدى الأدوات لاستمرار مشروعها التدميري. لكن العملاء الذين ابتهجوا لتدمير العراق لا يرون أن امريكا:
تمسك بالخطوط مع تركيا، ومع الصهاينة الكرد، ومع داعش، ومع جميع منظمات الإرهاب في نفس الوقت. هذا ناهيك انها تنتعل كل الحكام انفطيين. هل هذا هبلا أم مشروعا خطيراً، هي تستخدم كل أداة حتى لو صغيرة وفي الوقت نفسه تلبي شبق الكيان كي يعتدي ايضا.
وأخيراً، إذا كان للشارع العربي أن يبدأ الحراك، فليستهدف هدفين:
ضرب هؤلاء الذين هتفوا لموت العراق ويحلمون بقتل سوريا بكل طريقة ممكنة
وضرب مصالح كل دول العدوان ضد سوريا.
وهذا إلى أن يكون لسحق الأنظمة يوما، فهذه تقربه.