القرد و صاحب الأرض
بشير شريف البرغوثي
… كان يا ما كان في شجرة .. شجرة خضرة و عالية كثير و شروشها عميقة في الأرض .
جاءت قرود كثيرة و اجتمعت تحت الشجرة .. قرود بعضها كان يلهث من العطش و بعضها أكل الحر و الجرب جلده .. و بعضها ما عمره طول حياته شاف شجرة
صاحب الأرض نهر القرود .. فتبسمت القرود و قالوا له : لا تزعل .. نحن نريد الشجرة و الارض لك .. حتى اننا سنحفظها لك و لن نتقاسمها .. و طلعت القرود و معها النسانيس على الشجرة و فرحت بالفيء و بالإغصان و ما خلت عليها و لا ثمرة
راح صاحب الأرض لقي عصا كبيرة .. كبيرة كثير .. و هجم على القرود .. طلعت القرود الكبيرة فوق فوق على اعلى أغصان الشجرة و النسانيس الصغيرة ظلت تقفز تحت و فوق .. و صاحب الارض نازل فيها ضرب من زاوية لزاوية و هي تستنجد بالقرود اللي فوق .. و القرود الكبيرة اتي كانت فوق ما عرفت لا تنزل على الارض و تدافع عن النسانيس و لا عرفت توخد النسانيس لعندها فوق
أكبر قرد ما عجبه الحال .. وقف و قال لقرد كبير :انزل عن الشجرة و لم النسانيس و احشرها بقرنة واحدة لأني محتاجها بشغل
القرد المتوسط حاول لكن ما عرف ينزل عن الشجرة .. ويله الغصن اللي كان قاعد عليه عالي كثير و ويله خائف من العصا الكبيرة .. و ويله انه متأكد ان النسانيس الصغيرة ما يمكن تسمع كلمته
حاول اكبر قرد يسقط القرد الأصغر و دفعه لكن القرد تشبث بغصنه باسنانه و فجأة قرر يعض ذنب القرد الكبير و فعلا
القرد الكبير كثير كان اله كمان أكثر من ذنب فما سأل لما شاف ذنبه بتأرجح .. و قال لحاله : في الي اذناب كثير .. ما علي !
صاحب الارض كان يراقب المنظر .. نادى على القرد الصغير و قال له : انزل و لا يهمك .. القرد اللي كان كبير و صار اصغر شوي .. قال : طيب كيف انزل دون ارض تحتي ؟
قام صاحب الارض قال : اعطيك مساحة متر تهبط فيها و من هناك بتروح و بترجع عل بلادك و يا دار ما دخلك شر
سأل القرد : طيب و العصا هذه ؟
و رد عليه صاحب الارض : ولك ما يهمك ! أنا صاحب الارض .. انت انزل محل ما حكيت و ما يهمك
و فعلا هذا ما صار .. لكن القرد ظل في مساحة المتر .. و لا يزال يرتاح قليلا
أكبر قرد فوق .. كان يرى و يسمع .. جمع القرود و قال الهم : إذا بتنسجوا لي عباءة كبيرة من جلودكم سوف اخلع ذنبا .. اكبر ذنب عندي و اضرب به صاحب الارض لأن ذنبي الكبير اطول من عصاته كما ترون
اقتنعت القرود الاخرى و بدأت تسلخ جلود بعضها .. و لا يزال القرد الأكبر .. يلوح بذنبه الكبير في الهواء !