القدس في أسبوع:”الطابو” أداة الاحتلال لابتلاع أراضي الفلسطينيين والأقصى في عين الاستهداف الدائم
لا تتوقف اعتداءات الاحتلال على المدينة المقدسة، ويعمل على استمرار حملاته التهويديّة التي تستهدف المعالم والسكان، وخلال هذا الأسبوع برزت اقتحامات الأقصى خلال عيد “الفصح العبري”، ومشاركة عشرات المستوطنين في اقتحام الأقصى. وعلى الصعيد الديموغرافي برز مشاريع الاحتلال الاستيطانية، وعمله على تسجيل الأراضي الفلسطينية في الشطر الشرقي من القدس، والتي تنبئ بموجة استيلاء متجددة على مساحات شاسعة من الأراضي.
التهويد الديني والثقافي والعمراني:
عمل الاحتلال على تثبيت الأعياد اليهودية كمواسم لرقع سقف اقتحامات الأقصى والاعتداء عليه، وخلال عيد “الفصح اليهودي” ارتفعت حدة الاقتحامات بشكل خطير، ففي 4/4 اقتحم 540 مستوطنًا الأقصى، وفي 5/4 اقتحم نحو 678 مستوطنًا من بينهم 11 ضابطًا في شرطة الاحتلال بالإضافة لعناصر من جهاز المخابرات العامة “شاباك”. وبلغ أعداد المستوطنين الذين اقتحموا الأقصى خلال أيام “الفصح العبري”، بحسب دائرة الأوقاف الإسلامية بمدينة القدس اقتحم، نحو 2409 مستوطنًا.
التهويد الديمغرافي:
تتابع أذرع الاحتلال استهداف منازل الفلسطينيين، ففي 8/4 أخلت سلطات الاحتلال منزلًا في بلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى، لمصلحة جمعيات استيطانية. ويأتي هذا الاستيلاء في سياق رفع عدد البؤر الاستيطانية وانتشارها في منطقة سلوان الأقرب للأقصى، والتي شهدت خلال الفترة الأخيرة، الاستيلاء على عدة مبان ومنازل وعقارات في أحياء مختلفة من سلوان، بدعم وإسناد من مؤسسات الاحتلال.
وفي سياق متصل بمصادرة أملاك الفلسطينيين، كشفت صحيفة “هآرتس” بأن سلطات الاحتلال ستعمل على تسوية أراضي الشطر الشرقي من القدس المحتلة من خلال تسجيلها في “الطابو”، وتهدف هذه الخطوة لإحكام سيطرة الاحتلال على مساحات شاسعة من الأراضي الفلسطينية، ومصادر أملاك “الغائبين” عنها، بالإضافة لإدخال أموال ضخمة إلى خزينة الاحتلال وبلديته في القدس، وبحسب الصحيفة فإن 90% من الأراضي الفلسطينية في شرق القدس غير مسجلة في “الطابو”. وتستمح هذه الخطوة للاحتلال عددًا من الإجراءات التهويديّة، حيث سيتمكن من إلغاء الكثير من عقود البيع التي لم يتم تسجيلها، وملاحقة أملاك المقدسيين بضرائب كبيرة ومتراكمة، إضافة لنقل سلطات الاحتلال المزيد من الأراضي إلى الجمعيات الاستيطانية.
وعلى صعيد آخر، كشفت وسائل إعلام عبرية عن خطة لبناء 1600 وحدة استيطانية، وستتوزع الوحدات على عددٍ من المشاريع، ستقام في مستوطنة “نفي يعقوب” وفي ومستوطنة “جبعات بنيامين”، ويأتي المشروع في سياق عمل الاحتلال على ربط المستوطنات بكتل استيطانية متصلة، للقضاء على الترابط الجغرافي للضفة الغربية.
التفاعل مع القدس:
استقبل فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون في قصره بــ”بعبدا” وفدًا من مؤسسة القدس الدولية، بهدف عرض واقع مدينة القدس وإجراءات الاحتلال التهويدية في المدينة، لا سيما بعد قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بالاعتراف بالقدس عاصمة للاحتلال الإسرائيلي، حيث أطلع وفد المؤسسة عون على مشاريع الاحتلال التهويدية في القدس المحتلة وسبل تعزيز صمود الشعب الفلسطيني لمواجهة الأخطار المحدقة بحق القضية الفلسطينية. ونوّه وفد المؤسسة بمواقف الرئيس عون حول القدس، ورفضه القاطع لتصفية حق العودة، متمنيًا أن يعبر رئيس الجمهورية خلال القمة العربية المرتقبة في الرياض عن موقف لبنان الداعم للقضية الفلسطينية وأن تكون القدس العنوان المركزي لهذه القمة.