تدنيس الأقصى من محاكم الاحتلال وقمة “القدس” العربية تفرط بالأرض وتؤكد على “السلام”
أصبح تهويد القدس هو الثابت الذي لا يتغير ولا يتبدل، ويحشد الاحتلال آلته التهويدية وأذرعه المختلفة في سياق معركته في القدس، وخلال هذا الأسبوع سمحت محاكم الاحتلال للمستوطنين الصراخ خلال اقتحامهم للمسجد الأقصى، في حين تستمر اعتداءات الاحتلال على مقابر القدس الإسلامية الملاصقة للمسجد. تأتي هذه الاعتداءات المتصاعدة متزامنةً مع تصاعد التقارب العربي مع الاحتلال، والذي وصل للتنسيق مع الاحتلال في “اليونسكو” لتأجيل أي قرار يتصل بالأراضي الفلسطينية المحتلة، وتعيين مبعوث خاص للدول العربية. ومع التفاعل المستمر مع القدس وقضاياها الحياتية، نجد ثباتًا في تعامل القمم العربية مع القدس، والتمسك بـ “مبادرة السلام” والحل الشامل، دون أي مبادرات عملية، أو دعم فعلي يستطيع تغيير المعادلة على أرض الواقع، أو يساهم في تثبيت المقدسيين في أرضهم على أقل تقدير.
التهويد الديني والثقافي والعمراني:
تستمر اقتحامات المسجد الأقصى على وقع تصاعد التهويد في القدس المحتلة، ففي 15/4 اقتحم 112 مستوطنًا المسجد الأقصى، وفي مساء اليوم ذاته وخلال مسيرة المستوطنين الليلية الشهرية، أدى المستوطنون طقوسًا تلمودية في أزقة البلدة القديمة من جهة باب الأسباط، بحماية مكثفة من شرطة الاحتلال. وفي 16/4 اقتحم 72 مستوطنًا المسجد الأقصى من بينهم 30 طالبًا يهوديًا، و6 موظفين من “سلطة الآثار” الإسرائيلية، واستمرت جولات المقتحمين لأربع ساعات متتالية.
وفي سياق اعتداءات الاحتلال على المقابر الإسلامية في القدس المحتلة، كشفت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس، بأن عناصر من “سلطة الطبيعة” الإسرائيليّة، تعتدي على مدخل المقبرة اليوسفية حيث حفرت كل المنطقة الشرقية – الشمالية بمحاذاة “سوق الجمعة التاريخي، وفي 15/4 حطمت مستوطنتان قبرًا في مقبرة “باب الرحمة” وسط شتائم، وشعارات عنصرية.
وفي سياق آخر من الاعتداء على الأقصى، كشفت وسائل إعلام عبرية، بأن محكمة الاحتلال في القدس المحتلة، سمحت للمستوطنين الصراخ في الأقصى بعبارة “شعب الدولة العبرية حيّ”، وبحسب المستوطن المتطرف إيتمار بن چفير الذي قدم الالتماس إلى المحكمة، ستكون الخطوة القادمة السماح لليهود بالصلاة داخل الأقصى.
قضايا:
يتابع الاحتلال استهدافه لمؤسسات القدس، ففي 17/4 وقع الوزير في حكومة الاحتلال أفغدور ليبرمان، قرارًا باعتبار “معهد إيلياء” في القدس المحتلة بأنه “منظمة إرهابية، وقال ليبرمان إن القرار اتخذ بناءًا على توصية من “الشاباك”.
وفي سياق التقارب العربي مع الاحتلال، كشف موقع “واي نت” العبري، اتفاقًا بين دولة الاحتلال وعدد من الدول العربية بالإضافة للجانب الفلسطيني، تتضمن تأجيل التصويت على مقترحات عربية وفلسطينية متعلقة بفلسطين المحتلة حتى تشرين أول/ أكتوبر القادم، بالإضافة لصمت إعلامي متبادل. وأشار الموقع بأن الاتفاق “أقفل عامًا غير مسبوق، دون اتخاذ قرار ضد الدولة العبرية”. ووصف المندوب الإسرائيلي لدى الـ “يونسكو”، هذه التسوية بأنها “عرس”.
وفي سياق متصل عيّن وزير الجيش أفيغدور ليبرمان إريك بن حاييم مبعوثًا خاصًا له إلى العالم العربي، وكان يعمل بن حاييم سابقًا في جهاز المخابرات الإسرائيلي “الموساد”، ويأتي التعيين في محاولة من الاحتلال للدفع أكثر نحو التطبيع العلني مع الدول العربية، ولتصدير نفسها ككيانٍ مقبول تربطه علاقات ومصالح مع مختلف الدول العربية المحيطة به.