مؤسسة القدس الدولية (سورية) تحيي ذكرى يوم الأسير السوري والفلسطيني
أحيت مؤسسة القدس الدولية (سورية) يوم القدس الثقافي لشهر نيسان بندوة فكرية سياسية، وذلك صباح الأربعاء 25/4/2018م، في قاعة المحاضرات في مكتبة الأسد الوطنية بدمشق، بحضور السيد باسل الجدعان؛ رئيس مجلس الإدارة، والدكتور خلف المفتاح؛ المدير العام للمؤسسة، والسادة ممثلي سفارة فلسطين؛ والسيد نايف القانص؛ سفير اليمن، والسيد محمد الدليمي؛ القنصل العراقي، والسيد محمد ثروت سليم؛ القائم بأعمال السفارة المصرية، إضافة إلى عدد من قادة الفصائل الفلسطينية، وممثلين عن جيش التحرير الفلسطيني، وعدد من النخب الفكرية والسياسية السورية والفلسطينية.
افتُتِحَت الفعالية بالوقوف دقيقة صمت؛ إكراماً لأرواح شهداء الأمة، ثم تبعها النشيدان العربي السوري والفلسطيني، وكلمة جامعة للدكتور خلف المفتاح؛ المدير العام للمؤسسة، الذي أكد أن العدو الصهيوني يتبع “كل الأساليب بهدف إخماد أي حالة نضالية بمواجهة عدوانيته؛ لإدخال الشعب العربي الفلسطيني في حالة الخوف والهزيمة النفسية؛ التي تمنعه من القيام بأي عمل بمواجهة سلطات الاحتلال، وفي هذا الإطار عامل الأسرى الذين نفَّذوا عمليات بطولية بمواجهته بأبشع الأساليب في مراكز الاعتقال من التعذيب الجسدي إلى الحرب النفسية؛ بهدف إعطاء رسالة بأن مصير كل من يقف في وجه عدوانه هو الموت أو النهاية غير السعيدة”.
ونوّه الدكتور المفتاح إلى أن الأحداث أثبتت “أن كل الأساليب التي استخدمت في مواجهة الشعب الفلسطيني لم تضعف حالة المواجهة والرفض التي جابه بها الشعب الفلسطيني قوات الاحتلال بجميع أطيافه وفصائله، ولعل ما شهدته الضفة الغربية خلال الأشهر الماضية بعد إعلان ترامب نقل السفارة الأميركية إلى القدس، والانتفاضة الشعبية في غزة التي هزت أركان العدو الصهيوني؛ هي أبلغ دليل على أن إرادة المقاومة وروح النضال ما زالتا تشكلان المحرك والدافع الذي يحرك الشارع الفلسطيني دون حدود”.
وفي ختام كلمته توجه الدكتور المفتاح بالشكر والتحية “لأبطال المقاومة الفلسطينية والشعب الفلسطيني في مواجهة العدو الصهيوني، وللمقاومة الوطنية اللبنانية في تصديها الشجاع للعدو الصهيوني، والإجلال لأبطال قواتنا المسلحة الباسلة؛ جيشنا العربي السوري، الذي قدم التضحيات الكبرى دفاعاً عن فلسطين”.
بعد كلمة مؤسسة القدس الدولية (سورية)، عُرضت رسالة مرئية مسجلة من الجولان المحتل، أعدها الأسير المحرر عطا فرحات؛ الذي التقى عميد الأسرى السوريين الأسير المحرر بشر المقت، الذي لخص معاناة الأسرى داخل زنازين الاحتلال، وأشاد بقدرة المعتقلين على قهر جبروت الاحتلال.
ثم عقدت ندوة ثقافية أدارها الدكتور حسين جمعة؛ عضو مجلس أمناء المؤسسة، وشارك فيها الأسيران المحرران؛ الأستاذ تحسين الحلبي والأستاذ علي اليونس؛ عضوا مجلس أمناء مؤسسة القدس الدولية (سورية)، واستهل الأستاذ تحسين كلمته بالحديث عن معاناته في سجون الاحتلال، وعن وعن الصفقة؛ التي تم فيها التبادل بينهم وبين الاحتلال، ونال على أثرها حريته المنشودة.
ثم تطرق إلى العملية البطولية التي نفذتها الفصائل الفلسطينية وأُسر من خلالها جنود الاحتلال؛ لتتم صفقة تاريخية أوجعت الاحتلال ومؤسساته الأمنية، تمثلت بتحرير عدد كبير من الأسرى من سجون الصهاينة.
بعدها أوضح الأستاذ علي اليونس أن “الأسرى العرب -الفلسطينيين والسوريين- يواجهون معركة حقيقية في أقبية التحقيق الصهيونية ومعتقلاته؛ التي تعبّر عن الوجه الحقيقي للعنصرية الحاقدة، والتي تهدف إلى قتل الأسرى معنوياً، وتصفيتهم جسدياً وإلحاق الأذى المتعمد بأوضاعهم الصحية وتحويلهم إلى جثث مؤجلة الدفن”.
ودعا المجتمع ومنظماته الإنسانية والحقوقية “أن تقوم بدورها، وتؤدي واجباتها بتوفير الحماية للأسرى أمام الاتهامات الصهيونية الفظيعة والممارسات الخطيرة على مدار الساعة، وعلينا -بوصفنا مؤسسات تُعنى بقضايا الأسرى في معتقلات الأسر- تفعيل المقاومة القانونية المتمثلة برفع شكوى على سلطات الاحتلال باسم الأسرى أمام المحاكم الدولية”.
وفي ختام الندوة تم تكريم الأسيرين المحررين بشهادة دكتوراه فخرية من قبل مؤسسة (رؤية) من الأراضي المحتلة؛ لصمودهم في وجه العدوان، رغم المحاولات الحثيثة لقتل روح التحدي والإرادة، واغتيال الحرية في وجدانهم.