وأناديكِ أمّي .. لا تدمعي
لينا قنجراوي
وأناديكِ أمّي ..
لا تدمعي
زينة الشّباب أنا ..فارفعي
رأسك عالياً بشهادتي ..وافرحي
إذ غادرتكِ …لتُخَلَّدي
أمّ الشّهيد ..وافخري
كما عهدتكِ…أيقونتي
زيّني بها صورتي ..بيت أبي
أمّاه …. وإذ عدتُ إليكِ مسجّى
زغردي
في اللّيل قبّلي وسادتي
لا تحزني
إني غادرت ُ حضنكِ إلى مخدعي
بين حنايا الثّرى …وهللّي
زفافاً يليقُ بابنكِ
ففي ساحات الوغى
الكلُّ يتطلّعِ
للشّهادة أو الِشّهادةِ بقداسةِ
وإذ جاؤوا يهنّؤوكِ بي لا تخجلي
من بيتنا المتواضعِ ..
واصنعي
لهم طهر السّلام ولا تقنطي
من رثّ ملابس أخوتي
أو منديلِ رأسكِ البالي
المرصّع
بنور الشّرف والعفّةِ
أمّاه …لا تخنعي
لغطرسةِ خائنٍ أو فاسدٍ مرتشي
قولي لهم
من دمِ كرامتي صنعتُ عجينتي
ومن ساعدِ أبي رويتُ ذريّتي
كوني لهم في الإباءِ …أمثولةِ
فما عاشَ وطن بخنوعٍ أو بتذلّلِ
ولا كانت ِ الحياةُ بدون حرِّ الدّمعةِ
أمّاه أنا أنشد ُ الخلود على باب ِ مصرعي
فلا تجزعي