أدانت روسيا بشدة قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران وأكدت عزمها على مواصلة التعاون الثنائي والحوار السياسي مع إيران.
وأعربت وزارة الخارجية الروسية في بيان صدر عنها مساء اليوم عن أسف روسيا العميق من قرار ترامب التخلي بصورة أحادية الجانب عن تطبيق التزامات الولايات المتحدة في إطار خطة العمل المشتركة الشاملة الخاصة بملف البرنامج النووي الإيراني وإعادة فرض العقوبات الأمريكية ضد إيران.
واعتبرت الخارجية الروسية أن خطة العمل المشتركة الشاملة تمثل اتفاقا دوليا بالغ الأهمية ولا سيما أنه تمت المصادقة عليه بقرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 2231 الصادر عام 2015 موضحة أن الاتفاق ليس ملكا للولايات المتحدة بل هو إنجاز للمجتمع الدولي بأكمله والذي أكد مرارا اهتمامه بالحفاظ عليه وتطبيقه المستدام “في مصلحة تعزيز السلم والأمن دوليا وإقليميا وكذلك تعزيز نظام منع انتشار الأسلحة النووية”.
وشددت الوزارة على قلق روسيا من أن الولايات المتحدة تتصرف من جديد خلافا لرأي أغلبية الدول وخدمة لمصالحها الأنانية الضيقة فقط منتهكة بشكل سافر قواعد القانون الدولي مؤكدة أنه “لا أساس لتقويض خطة العمل المشتركة التي أثبتت فاعليتها الكاملة وتتعامل بشكل فعال مع جميع الأهداف الموضوعة أمامها”.
وأشارت الخارجية الروسية في بيانها إلى أن “إيران تلتزم بصورة صارمة بكل التعهدات التي تحملتها الأمر الذي تؤءكده دوريا الوكالة الدولية للطاقة الذرية” وأضافت “نؤيد هذا التقدير بشكل كامل ونرحب به” لافتة إلى أن تصرفات واشنطن تقوض الثقة الدولية بالوكالة الدولية للطاقة الذرية التي أظهرت خلال تطبيق خطة العمل المشتركة الشاملة مهنيتها العالية.
وأوضحت الخارجية الروسية أن القرارات التي تم إعلانها اليوم تمثل تأكيدا جديدا لعجز واشنطن عن التوصل إلى توافقات كما تظهر أن الشكاوى الأمريكية على البرنامج الإيراني النووي المتوافق مع القوانين بشكل تام ليست إلا ستارا لتسوية الحسابات السياسية.
وأردفت إن موقف واشنطن المعلن يشكل انتهاكا ملموسا لخطة العمل المشتركة وعلى اللجنة المشتركة المعنية بمراقبتها دراسة هذا القرار بأسرع وقت وبأدق صورة ممكنة لتقدير الوضع في إطار العمليات المنصوص عليها. وأكدت الخارجية الروسية استعداد موسكو للتنسيق اللاحق مع باقي أطراف خطة العمل المشتركة الشاملة وأنها ستواصل تطوير التعاون الثنائي والحوار السياسي مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
وكان مصدر في الخارجية الروسية أكد في وقت سابق أن انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي مع إيران يمثل تهديدا للأمن الدولي مشددا على مواصلة موسكو الجهود للحفاظ على الاتفاق وقال إن “هذا الإجراء انتهاك صارخ للقانون الدولي والاتفاقات الدولية وعمل يقوض سمعة الوكالة الدولية للطاقة الذرية”.
ألمانيا وبريطانيا وفرنسا تؤكد التزامها بتطبيق الاتفاق
إلى ذلك أعلنت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اتفاقهم على مواصلة تطبيق التزامات دولهم بموجب الاتفاق النووي مع إيران.
وقال القادة الثلاثة في بيان مشترك ردا على إعلان ترامب انسحاب بلاده من الاتفاق النووي:”إن فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة تعرب عن قلقها وأسفها من قرار الولايات المتحدة الانسحاب من خطة العمل المشتركة الشاملة الخاصة بالبرنامج النووي الإيراني وتشدد على الالتزام بهذه الخطة” واعتبروا في بيانهم أن “العالم أصبح آمنا بشكل أكبر بفضل خطة العمل المشتركة” داعين الولايات المتحدة إلى تجنب خطوات قد تمنع الأطراف الأخرى للاتفاق من تطبيقه.
من جهته أعرب الامين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريس عن قلقه الشديد حيال قرار ترامب وإعادة العمل بالعقوبات ضد طهران داعيا الدول الخمس الأخرى الموقعة على الاتفاق الى الوفاء بالتزاماتها تماما بموجب هذا الاتفاق.
من جانبه دعا رئيس الوزراء الإيطالي باولو جنتيلوني إلى الحفاظ على الاتفاق النووي مع إيران موضحا أن بلاده “ستحافظ إلى جانب حلفائها الأوروبيين على التزاماتها”.
الاتحاد الأوروبي عازم على الحفاظ على الاتفاق
كما دعت مفوضة السياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني المجتمع الدولي إلى احترام الاتفاق النووي مع إيران على الرغم من إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب انسحاب الولايات المتحدة منه وإعادة فرض العقوبات على طهران.
ونقلت رويترز عن موغيريني قولها تعليقا على قرار ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي:”أشعر بقلق بالغ بسبب الإعلان الليلة عن عقوبات جديدة”.
وأضافت موغيريني أن “الاتحاد الاوروبي عازم على الحفاظ عليه وسنحافظ على هذا الاتفاق مع بقية المجتمع الدولي”.
وكان ترامب أعلن في وقت سابق اليوم انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووى بين إيران ومجموعة خمسة زائد واحد.
وكالات
