لالا، هذه ليست مصر التي عرفناها!!
خدعتهم يا سيسي يوم “تدثرت بجلباب” عبد الناصر!!
ألم نقل لك أنها لا تورد الإبل هكذا يا سيسي؟
محمود كعوش
استفاضت مواقع التواصل الاجتماعي منذ فجر هذا اليوم بنشر أخبار مفادها أن وسط العاصمة المصرية، سيستضيف في ساعات ما قبل المساء احتفالاً في الذكرى السبعين لاستيلاء الصهاينة على جزء كبير من فلسطين وإقامة كيانهم المسخ المسمى “إسرائيل”، دعت إليه السفارة “الإسرائيلية” في القاهرة وزمرة من المطبعين المصريين، المطبلين والمزمرين لحثالات الصهاينة في تل أبيب. وقد علم أن هذا المهرجان، غير المسبوق في تاريخ مصر، سيقام في فندق ” ريتز كارلتون”، “الهيلتون” سابقاً، أي في واحد من أرقى واغلى الفنادق في مصر.
وحسبما جاء في مواقع التواصل فإن الإعداد لهذا المهرجان جرى في ظل صمت شعبي مصري مريب وملفت للنظر، استدعى الدهشة والاستغراب. وكان الفضل لهذه المواقع في الكشف عن المهرجان وإلقاء الأضواء الإعلامية عليه وتعرية القائمين على إعدادة والمشاركين في ترتيباته.
المتابعون لردود الفعل على هذا الاحتفال الخياني لم يجدوا لها صدى على المستوى الشعبي، حيث إن الغالبية العظمى من الشعب المصري مشغولة بالسعي وراء لقمة العيش والبحث عن العيش الكريم، فضلا عن أن وسائل الإعلام المصرية الرسمية لم تولِ الاحتفال الخياني اهتماما يذكر سواء في صحافتها أو إذاعتها أو تليفزيوناتها، وأن الإعلاميين قد سادهم “صمت القبور” وباتوا كمن على رؤوسهم الطير، او انهم التزموا بتعليمات عليا صدرت إليهم من أعلى مراكز القرار في الدولة!!
ليس من قبيل المبالغة القول أن الغضب الذي عكسته مواقع التواصل الاجتماعي، التي ينظر إليها في البلدان التي تحكمها أنظمة شمولية، ومصر واحدة منها، على أنها “الإعلام البديل”، كان عارماً وصارخاً، إذ أن النشطاء في هذه المواقع صبوا جام غضبهم على الحكومة المصرية وعلى النظام القائم في مصر برئاسة عبد الفتاح السيسي، بسبب سماحهما وربما ترحيبهما بهذا الاحتفال” الطارئ على الحياة المصرية، والذي يعتبره المصريون الملتزمون بوطنيتهم وقوميتهم “سبة” و”عاراً” في جبين الحكومة والنظام، وفي جبين كل من وافق عليه أو سمح به.
ومما هو ظاهر حتى اللحظة الراهنة فإن قلة ضئيلة من المفكرين والكتاب والنشطاء قد حركهم هذه الحدث الخياني، وفي طليعة هؤلاء د. رفعت سيد احمد، رئيس مركز يافا للدراسات والأبحاث، والناشط العمالي الشهير أحمد خليل، ود. يحي القزاز، والكاتب الصحفي يحي الجمل والكاتبة سلوى سالم.
وكما تناقلت صحف ومواقع إلكترونية ومواقع للتواصل الاجتماعي، فإن د. رفعت سيد أحمد قال إن عقد مثل هذا الاحتفال هو نوع من التبجح “الاسرائيلي” والتساهل الرسمي المصري غير المبرر وغير المقبول، مشيرا الى أنه احتفال يقام على الدماء المصرية والفلسطينية والعربية . وأضاف أن الاحتفال كان يقام في منزل السفير “الاسرائيلي” بالمعادي بحضور حفنة من الخونة المطبعين، إلا أن الجديد هذه المرة يتمثل بإقامته وسط القاهرة، وفي واحد من أهم الفنادق في القاهرة، هو فندق “ريتز كارلتون”.
ووصف رئيس مركز يافا إدارة الفندق بأنها خائنة لمصريتها وعروبتها، مطالبا بمقاطعة الفندق، ومعتبرا إقامة مثل هذا الاحتفال بأنه اعتراف ضمني بأن “دماء المصريين كانت إرهابا في كل الحروب التي خاضوها ضد الكيان الصهيوني”.
وعن كيفية مواجهة العدو الصهيوني، قال سيد أحمد إنه بد من إعادة سلاح المقاطعة الفعال والمؤثر، داعيا حركة مقاومة التطبيع بإعادة تنظيم صفوفها لمواجهة الصهاينة، مختتماً بدعوة الأحزاب المصرية والحركات الوطنية إلى الإعلان عن مواقفها الرافضة والمدينة لهذا الاحتفال، باعتبارة “خيانة كبرى لدماء المصريين والعرب”، ومطالبا برجم المشاركين فيه بالحجارة.
أما الناشط العمالي أحمد خليل فقد كتب قائلا: “كل العار لمن يسمحون للصهاينة بالاحتفال بذكرى اغتصاب فلسطين في القاهرة”. ووصف من سيحضرون الاحتفال من المصريين والعرب بأنهم عملاء..خونة.
وتساءل د. يحيى القزاز قائلا : “اليوم فى قلب القاهرة.. كم عميلا خائنا سيحضر احتفالية الكيان الصهيونى باستقلاله المزعوم على جثث شهدائنا الفلسطنيين والعرب!! وقال أن “إسرائيل تحتفل اليوم بالمدعو عيد استقلالها، وتخرج لسانها، وتبصق فى وجوهنا جميعا وهى تنظر من شرفة فندق ريتز كارلتون – هيلتون سابقاً المطل على ميدان التحرير – رمز ثورة 25 كانون الثاني/يناير – ساخرة مستهزئة قائلة: العام القادم سأحتفل فى قلب ميدان التحرير والراجل يورينى شطارته”.
أما الكاتب الصحفي جمال الجمل فقال “إن احتفال الصهاينة باغتصاب فلسطين في فندق مصري لن يمر بسلام”.
وبدورها كتبت سلوى سالم معلقة على الاحتفال غير المسبوق قائلة: “في قلب مصر وعلي بعد خطوات من النصب التذكاري للبطل المصري الفريق عبد المنعم رياض الذي استشهد وهو يقاتل العدو الصهيوني، وفي نفس الفندق ريتز كارلتون الذي افتتحه الراحل الكبير جمال عبد الناصر الذي أمضى حياته في مواجهة دولة الاحتلال، يقيم سفير الاحتلال الإسرائيلي احتفالا كبيرًا في الذكرى السبعين للنكبة، وذلك في نفس الوقت الذي يستمر تساقط الفلسطينيين بين شهيد وجريح ضمن فعاليات الاستعداد ليوم العودة يوم 15 أيار/مايو رفضًا للقرار الأمريكي بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب للقدس؟.
وتابعت سالم : “ومن ثَمَّ نؤكد أن المشارك في الاحتفال بهذا اليوم ليس تطبيعًا فجّا مجردًا أو احتقارًا لمشاعر ورغبة الشعوب العربية فقط و لكنه أيضًا موافقة واضحة أكيدة علي أن تكون القدس عاصمة ما يسمى إسرائيل”.
لالالا لالا هذه ليست مصر التي عرفناها!!
خدعتهم يا سيسي يوم “تدثرت بجلباب” عبد الناصر!!
ألم نقل لك أنها لا تورد الإبل هكذا يا سيسي؟
kawashmahmoud@yahoo.co.uk