من حكم الشركات/ الأثرياء إلى حكم بلوتوقراط واحد
د. عادل سماره
هكذا يتدهور العالم نحو الهاوية . كنت أقرأ كتابا عنوانه When Corporations Rule the World الصادر عام 1996 للاقتصادي الأميركي ديفيد.سي. كورتن، وهذا ليس شيوعيا ولا يساريا بل لبرالياً. لكنه بعد عقود طويلة من العمل لصالح الإمبريالية الأمريكية توصل إلى موقف نصف إنساني مفاده ان هذا العالم يسير إلى الكارثة طالما تحكمه الشركات. والشركات طبعاً يملكها أشخاص أو طبقة الأثرياء Plutocracy. ومما يقوله:
(في الحقيقة فان أساطير الدعاية الهادفة لتبرير انتشار الجشع والتغطية على الانحراف المعولم للمؤسسات الانسانية هو نتيجة التدخلات الممولة جدا والنتائج المعقدة لما قامت به نخبة صغيرة التي مكنتها اموالها من العيش في عالم من الوهم بعيدا عن بقية الانسانية).
طبعاً، الفكر الشيوعي يسمي اقتصاد المركز الإمبريالي ب اقتصاد الراسماليةالاحتكارية، لأنه يقرأ العالم كطبقات.
جميل، ولكن، بعد أن ألغى ترامبو اتفاق بلاده النووي مع إيران، وقرر نقل سفارة بلاده من تل الربيع المحتلة إلى القدس العربية المحتلة، وأصدر فريقه “صفقة القرن لنقل الفلسطينيين إلى سيناء، وبعد أن أمر بن سلمان وحكام قطر والإمارات البريطانية المتحدة بدفع أموال التجهيز، وبعد أن هدد كل دولة في العالم بأنه إن لم تقاطع إيران فإن شركات بلاده ستقاطعها، أي يعد ان وقف على حافة الكرة الأرضية مهددا بحروب تدميرية في الاقتصاد والعسكر وعلم النفس والثقافة،أي بعد أن وقف شخص ثري واحد Plutocrat واحد على دفة التحكم بالعالم، فإن العالم على شفا جرف هارٍ!! لذا، نحن بحاجة اليوم إلى من يقوم، أو أن نقوم، بدور الاتحاد السوفييتي السابق الذي هزم النازية كإحدى تمفصلات الراسمالية، وليست نقيضة الراسمالية كما يزعم البعض.