عائلتان تحكمان العالم ( الجزء الثاني )
روتشيلد , روكفلر , مورغان : وكر الأفاعي
سومر نديم حاتم
كان لا بد لمشوار السيطرة الروتشيلدي العالمي أن يمر بالقارة المكتشفة حديثا ألا وهي أمريكا الشمالية والتي أصبحت فيما بعد
تعرف بالولايات المتحدة الأمريكية فبعد أن احكموا قبضتهم على اقتصاد وسياسة وثروات أوروبا كما ذكرنا في الحلقة السابقة كانت الولايات المتحدة الأمريكية هي الهدف التالي , كيف لا وقد اصبحت هذه القارة البكر مركز ثقل تجاري وصناعي هام جدا بعد أن استقطبت الوافدين الأوروبيين إليها لما احتوته من ثروات طبيعية هائلة كان الإنسان الأبيض قد استولى عليها بعد عمليات ابادة جماعية بحق سكانها الأصليين المعروفين بالهنود الحمر
وكان الطريق الأقصر بالنسبة للروتشيلديين للوصول إلى اطباق سيطرتهم على الولايات المتحدة الأمريكية هو بإجراء تحالف مع العائلات التي استطاعت تحقيق نفوذ اقتصادي تراكمي خلال فترات تطور الاقتصاد والصناعة في الولايات المتحدة الأمريكية
ترى من هي هذه العائلات الأمريكية ؟ دعونا نتعرف سوية
• عائلة روكفلر
ما أن يكتب اسم ( جون .د. روكفلر ) في خانة البحث ضمن أي متصفح انترنت حتى تظهر الأف المقالات عن هذا الرجل الذي شاءت الاقدار أن يكون أول ملياردير في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية
فالشاب ذو ال25 عاما والذي كان قد وضع هدف تحقيق الثروة نصب عينيه ( خلفيته الدينية المتشددة زرعت لديه فكرة أنه المنفذ لمشيئة الله ليس دينيا فقط بل واقتصاديا ) بدأت أحلامه بالتحقق بعد أن أسس شركة تجارية تتداول بالبقوليات والخضروات والفاكهة مشاركة مع صديقه ( ماريسبي كلارك ) في العام 1859
تطور عمل الشريكين في العام 1863 ليتم إنشاء أول مصفاة للبترول في مدينة كليفلاند بولاية اوهايو تزامنا مع بدء الفورة الهستيرية لاكتشاف النفط في هذه المنطقة
في العام 1865 قام جون د روكفلر بشراء حصة شريكه كلارك ليصبح المالك الوحيد للشركة
كان جون د روكفلر متيقنا لمدى الثروة الهائلة التي يمكن تحقيقها من خلال الاستثمار في هذا الاكتشاف الحديث المسمى بالنفط فهو في ذاك الوقت كان المادة المعتمد عليها في إنارة الولايات الأمريكية بأكملها ..ومما ايقنه جون أيضا انه لتحقيق هذه الثروة الهائلة يجب أن يتم احتكار العمل في القطاع النفطي واقصاء كل المنافسين من رواد عمل هذا القطاع في حينه وهذا ما بدء بتحقيقه بالفعل بكل الطرق غير الشرعية الكفيلة بذلك .
في العام 1870 قام جون د روكفلر بتاسيس شركة ( ستاندارد اويل كومباني ) بواسطة قروض بنكية رافعا شعاره ( التشاركية اصبحت من الماضي )
ساهم الكساد على شراء شركة ستاندارد اويل لممتلكات المنافسين بكلفة ضئيلة للغاية،
عدا عن الضغوط التي كان يمارسها جون على منافسيه لإجبارهم على بيعه شركاتهم العاملة في نفس المجال والمتمثلة بحرمانهم من الحصول على المواد الخام المستخدمة في هذه الصناعة إضافة للضغط الذي كان يمارسه على شركات السكك الحديدية لفرض رسوم شحن اضافية على المنافسين
عدا عن قيامه بالبيع في منطقتهم بسعر اقل من سعر التكلفة ليقودهم إلى الافلاس ومن ثم اجبارهم على بيع اعمالهم وشركاتهم
ومع نهاية مرحلة الكساد في العام 1879 كان روكفلر يسيطر على 90 % من صناعة النفط في أمريكا
في سنة 1879م اتهم تحالف بنسلفانيا روكفيلير بأنه يحتكر تجارة و صناعة الكحيل في الولايات المتحدة الأمريكية قاطبة، ورفعوا شكوى للمحكمة الفدرالية على شركته (ستاندارد اويل) و اجتمعت هيئة المحلفين والقضاة و لجنة محاربة الاحتكار لتقول في تقريرها أن روكفيلير يمتلك عشرين ألف بئر و اربع الأف ميل من خطوط الأنابيب و خمس الأف صهريج نقل و مئة وخمسون ألف موظف و ثمانية و أربعين حقل 9 أحواض و بذلك فهو يسيطر على 90% من صناعة النفط الأمريكي. هذا وكان جون روكفلير قد عمل على أنشاء بورصة منهاتن للنفط سنة 1882م لتسهيل تداول وبيع العقود الآجلة، كما انتقل للعيش في مدينة نيويورك التجارية وأصبحت راية ” ستاندارد أويل standard oil ” ترفرف في الشارع الخامس هناك، ولاحقا بنى برجها في منطقة برودوي وقد حمل اسم “ستاندرد اويل ” ثم حول شركته إلى شركة قابضة تحت مسمى النفطية القياسية معيار(الثقة) وترأس مجلس أدارتها 1909م وفي سنة 1911م حكمت المحكمة العليا الأمريكية على شركة معيار(الثقة) بالتقاسم إلى 34 شركة جديدة، بسبب انتهاكها لقوانين الاحتكار والسيطرة المعمول بها في أسواق الولايات الأمريكية، وهنا ظهرت شركات مثل ستاندارد أويل أوف كاليفورنيا وستاندارد أويل أوف نيوجيرسي ستاندارد اويل أوف أوهايو ستاندارد أويل أوف نيو يورك ستاندارد أويل أوف أنديانا والقياسية وأخيرا اكسون موبيل ، وكانت جميعها تابعة له بطريقة غير مباشرة
• روتشيلد , روكفلر , مورغان ..السيطرة على الاحتياطي الفيدرالي الامريكي
تعود محاولات الروتشيلديين لاقامة البنك الاحتياطي الفيدرالي إلى أيام الرئيس الأمريكي (توماس جيفرسون) والذي كان يعارض اقامة البنك الاحتياطي وحارب الروتشيلديين واحبط مخططاتهم في السيطرة على الاقتصاد الأمريكي،وتذكر المعلومات أن وزير الخزنة الأمريكي انذاك (اليكساندر هاميلتون )كان عميلا للروتشيلديين ويسعى جاهدا لتنفيذ مخططهم في اقامة البنك الفيدرالي إلى أن قام ( آرون بور ) _ نائب الرئيس جيفرسون بقتله في نزال منهيا بذلك كل مساعيه.
دامت أول محاولة لبدء بنك مركزي 20 عاما لتغلق بعدها
لكن اصحاب البنوك الروتشيلديين حاولوا مجددا ضد الرئيس (اندرو جاكسون ) والذي حارب بشراسة أيضا محاولاتهم تلك ،فمن انجازاته انه أمر وزير الخزنة بسحب جميع الودائع من البنوك التابعة لروتشيلد في أمريكا عام 1832 وايداعها في حساب بنوك الدولة , وتمكن من تسديد كافة الديون الفيدرالية للمرة الأولى في التاريخ وهذا ما جعل الحكومة الأمريكية مستقلة عن سيطرة الروتشيلديين ،وهذا ما عرضه لمحاولة اغتيال .
في خطاب شهير له وجه الرئيس جاكسون كلامه للروتشيلديين قائلا : أنتم وكر من الأفاعي .. وأنا عازم على استئصالكم.
بعد نجاته من محاولة الاغتيال تمكن جاكسون من القضاء على البنك عام 1836 وعندما سئل عن أعظم انجازاته أجاب ( لقد قتلت البنك )
في عام 1910 عقد اجتماع سري في مقر ( جي بي مورغان ) ( ممثل المصالح الروتشيلدية في الولايات المتحدة الامريكية وعراب المصارف الأمريكي ) على جزيرة جاكلا بالقرب من ساحل جورجيا
الاجتماع كان سري للغاية ومغلق تماما عن الحكومة والشعب وضم كل من جون د روكفلر، وجي بي مورغان ،وممثلي عائلة روتشيلد وتم من خلاله تحديد اليات وتوقيت اطلاق البنك .
تم تنفيذ الضربة في الثالث والعشرين من ديسمبر 1913 والشريك في الجريمة كان الرئيس وودرو ويلسون الذي وافق مسبقا على توقيع الاتفاقية قبل أن ينتخب ( التعديل السادس عشر لدستور الولايات المتحدة الامريكية _ اصلاحية الضرائب ) وبهذا تم انشاء البنك الاحتياطي الفيدرالي الذي يملك القوة الحصرية لطباعة النقود الأمريكية ويتم اقراض هذه الأموال للبنوك والحكومة الأمريكية بفائدة , واضعين دينا فوريا على النقود ويطبعون المزيد والمزيد ولذا تصبح قيمة كل دولار اقل من الذي قبله
وبهذا يدفع المواطن الأمريكي ضرائبه للاحتياطي الفيدرالي المملوك لعائلات روتشيلد وروكفلر ومورغان
كان الرئيس جون كينيدي أخر رئيس وقف ضد البنك الفيدرالي ..ففي الرابع من حزيران 1963 قام كينيدي بتوقيع الأمر الإجرائي رقم ( 11110) _ هذا الأمر الإجرائي منح السلطة للخزانة الأمريكية بصك النقود بدون البنك الفيدرالي وكان الأمر لينجح
بدأت خطة كينيدي بتفكيك ألة الاحتياطي الفيدرالي ولكن بعد 6 اشهر ذهب كينيدي إلى دالاس ..ولم يعد
تخلص الرئيس الجديد ليندون جونسون من قرار كينيدي وبعدها لم يجرؤ أي رئيس على مواجهة القوى الخفية القابعة خلف الاحتياطي الفيدرالي .
يتبع ….
المصادر
The 20 Richest People Of All Time”. Business Insider_
_The All-Time Richest Americans”. All the Money in the World. Forbes
_ وثائقي ( الروكفلرز ) اخراج وانتاج ELIZABETH DEANE
_ وثائقي ( الحلم الاميريكي ) كتابة واخراج TAD LUMPKIN AND HAROLD UHL
“الجمل”