مؤسسة القدس الدولية تطلق نداء القدس
يا أحرار الأمةِ والعالم
من يعتقد أنّ استهدافَ القدس وفلسطين ليس استهدافًا له مباشرة فهو إنسانٌ ناقصُ الوعيِ، مخدّرُ الضميرِ، فاقدٌ لإنسانيّته الحقيقية، مناقضٌ لفطرة الحقِّ التي فطرَ اللهُ الناسَ عليها. منذ أسابيعَ قليلة تتوهجُ شعلةُ الكفاح الفلسطينيّ على أرض فلسطين، ولا سيما في غزة البطولة والعزيمة. لقد حانت لحظةُ إسقاطِ الطغيان الأمريكي الصهيوني، وإذا تركنا هذا الطغيان يتجرّأ على قدسِنا اليوم، ويرفع رايةَ الظلم في فضاءِ المدينةِ الطاهرةِ المقدسة، فإنّ الخسارة ستكون كبيرة، والندم سيكون مؤلمًا، ومحاسبة الله والتاريخ والأجيال لنا ستكون وخيمةً.
يا أصحاب الحق بالقدس والفلسطين، يا أنصار العدالة في العالم
نحن قومٌ لا نبيعُ القدسَ وفلسطين، ولا نتركُ مقدساتنا الإسلامية والمسيحية عرضةً للتدنيس الصهيوني، ولا نتخلّى عن شعب فلسطين الأبيّ المكافح. وفي هذه اللحظة التاريخيّة الخطيرة، وفي ذروة المواجهة بين راية القدس التي هي راية الحق، وراية الباطل التي هي راية الصهيونية المدعومة من أمريكا وغيرها ليس أمامنا خيار سوى الاستجابة لنداء الضميرِ والواجب الدينيّ والقوميِّ والإنسانيّ لنهبّ في كلّ عاصمة ومدينة في صرخة غضبٍ عارمة في وجه أمريكا والاحتلال الصهيوني، ونرفض تهويدَ القدس والاعترافَ بها عاصمة للاحتلال الصهيوني، ونقلَ السفارة الأمريكية إليها، ونرفض استمرار الحصار على غزة، ونعمل لإعادة لاجئي فلسطين إلى وطنهم، ونعمل من أجل إزالة الاحتلال الصهيوني من كلّ فلسطين.
أيها الأحرار في كلّ مكان
هذه أيامكم، وكلمة الفصل بعهدتكم، فلا توجد قوةٌ بشرية قادرة على إخضاع إرادتكم إن استعنتم بالله، وتركتم خلافاتكم جانبًا، فانهضوا في كلّ البلاد، وأظهِروا وفاءكم لفلسطينَ قِبلةِ الحقّ، وانصروا شعبها المظلومَ منذ مئة عامٍ، وأسقطوا رايةَ الظلمِ ولا تتركوها ترفرف في سماء القدس العصيةِ على الغزاةِ، ومرِّغوا “صفقة القرن” تحت أقدامكم، وكونوا ظهيرًا وفيًّا للأبطال في القدس وفلسطين، وبهذا تكونون شركاء في دحر الاحتلال الصهيوني وأعوانه.
نداؤنا إلى كلّ حرٍّ شريفٍ في أمةِ العروبةِ والإسلام وكلّ العالم بأنْ تكون هذه الأيامُ وهذه المرحلة، مرحلةَ استنفار للجهودِ، ومسيراتٍ تنصر فلسطين وأهلها، وفعاليات مختلفة لا تتوقف حتى تحقيق الهدف المنشود بإسقاط كل المؤامرات، وإعادة الحقّ إلى أهله، أهل القدس وفلسطين وكل الأمة.
نداؤنا للرجال والنساء، للكبار والصغار، للمسلمين والمسيحيين، للحكام والمحكومين، ولكلّ مكونات الأمة من أحزاب وهيئات ومؤسسات وحركات ونقابات واتحادات وروابط، وكلّ شرائح الأمة من علماء، ومثقفين، وسياسيين، وإعلاميين، وحقوقيين، ومعلمين، ومهندسين، وأطباء، ورجال أعمال، وشباب وغيرهم، نداؤنا لكلّ الأحرار الشرفاء أن تهبّوا في هذه الأيام نصرةً لفلسطين، ولا سيما في يومي 14 و15 أيار/مايو الجاري ولنكنْ على يقينٍ بأنّ الحقوقَ لا تضيعُ ما دامتْ محروسةً بسواعدِ الأبطال، وجهود الأوفياء، وثباتِ الثابتين.