مؤسسة القدس الدولية (سورية) تنظم وقفة احتجاجية وسط العاصمة السورية
أبت أقدم عواصم العالم إلا أن تقول كلمتها رغم الجراح؛ فهي القدس.. توءم دمشق وصنوها، عاصمتا العزة والكرامة على امتداد التاريخ، تقفان معاً في السلم والحرب، تربت إحداهما على كتف الأخرى: أن صبراً على البلوى؛ فالنصر موعدنا..
إيماناً بأن القدس كانت عاصمة فلسطين التاريخية، وستبقى.. دعت مؤسسة القدس الدولية (سورية) إلى وقفة احتجاجية أمام مقر لجنة منظمة الصليب الأحمر في العاصمة السورية دمشق؛ احتجاجاً على نقل السفارة الأمريكية من “تل أبيب” إلى القدس، والاعتراف بالقدس عاصمة لكيان الاحتلال.
شارك في الوقفة الدكتور مصطفى ميرو؛ رئيس اللجنة الشعبية العربية السورية لدعم الشعب الفلسطيني ومقاومة المشروع الصهيوني، والأسير المحرر علي يونس؛ رئيس لجنة دعم الأسرى المحررين والمعتقلين، وممثلين عن جيش التحرير الفلسطيني والفصائل الفلسطينية.
ألقى الدكتور خلف المفتاح؛ المدير العام لمؤسسة القدس الدولية (سورية)، بياناً ختامياً تسلم نسخة منه ممثل عن اللجنة الصليب الأحمر في دمشق.
نص البيان الختامي:
السيد الأمين العام للأمم المتحدة، السادة أعضاء مجلس الأمن الدولي
في خطوة تعد سابقة خطيرة، أقدم الرئيس الأميركي “دونالد ترامب” على اتخاذ قرار نقل السفارة الأميركية في فلسطين المحتلة إلى مدينة القدس، واعتبارها “عاصمة لإسرائيل”.
إن هذا القرار يشكل سابقةً خطيرة في العلاقات الدولية؛ لأنه يمثل إقراراً واعترافاً بأن العدوان والاستيلاء على أرض الغير يمكن أن يتحول إلى حالة شرعية، وفي هذا انتهاك فاضح وواضح للشرعية الدولية وميثاق الأمم المتحدة الذي لا يجيز الاستيلاء على أراضي الغير بالقوة المسلحة، إضافة إلى أن هذا القرار مخالف لكل القرارات الصادرة من الأمم المتحدة بشأن القضية الفلسطينية والصراع العربي-الصهيوني، ونشير هنا إلى القرار /181/ لعام 1947، والقرارين 242 / لعام 1967 و/ 338/ لعام 1973.
وإلى جانب ذلك يشكل القرار عدواناً على حقوق الشعب الفلسطيني، وحقه في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها مدينة القدس، ويشجع سلطات الاحتلال الصهيوني التي تمارس كل أشكال التهويد الجغرافي والديمغرافي بحق الشعب الفلسطيني وأرضه المغتصبة على الاستمرار في تلك السياسة.
إضافة إلى أنه يمثل ضربة قاسمة لكل سعي دولي يهدف لإحلال السلام في منطقة الشرق الأوسط، وفي ملف الصراع الذي طالما هدد الأمن والسلم الدوليين.
لقد جاء القرار؛ ليصب الزيت على النار في منطقة تشهد صراعات دموية حادة بفعل الإرهاب الذي تعاني منه، ولعل أحد أسبابه الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية وعدم حل القضية الفلسطينية، ما يشكل بيئة مولدة للعنف والتطرف، لا سيما وأن كيان الاحتلال يمارس كل أنواع الإرهاب المادي والمعنوي بحق أبناء فلسطين، إضافة إلى عدوانها المتكرر على أكثر من دولة عربية ولا سيما الجمهورية العربية السورية.
إننا باسم مؤسسة القدس الدولية (سورية) نطالب الإدارة الأميركية بالتراجع عن القرار المذكور، وأن تتخذ الأمم المتحدة موقفاً صارماً برفضه وعدم الاعتراف بأي أثر قانوني أو سياسي له، ونطالب كل دول العالم بإدانته وعدم الانجرار وراء الضغوط الأمريكية لنقل سفارات الدول إلى القدس؛ ما يشكل تشجيعاً لذلك العدوان ومحاولة تكريسه وشرعنته.
إن القدس ستبقى مدينة عربية بهويتها، ورمزاً للعيش المشترك بين كل الديانات، وستبقى عاصمة فلسطين الأبدية، ولن يغير ذلك القرار غير المشروع من حقائق التاريخ والجغرافيا.
والنصر لقضيتنا العادلة.
دمشق 13/5/2018م
مؤسسة القدس الدولية (سورية)