الهروب بالدين إلى الأمام
د. عادل سماره
غداً سوف يصلي بالصهاينة والأمريكيين الصهاينة القس روبرت جيفرس ل “تقديس” نقل سفارة العدو الأمريكي من القدس إلى القدس. من فلسطين إلى فلسطين. وهذا باركته معظم العواصم العربية والإسلامية ولو بالصمت، وكتب مديحا له حكام النفط ومثقفي الغاز زاعمين أن لليهود أرضا هنا. ليس لليهود سوى عباءة دينية هي ظل وقناع فقط.
نحن لنا فلسطين قبل الأقصى وقبل القدس وأي هراء غير هذا هو تساوق مع العدو. الرفض الشعبي الفلسطيني عظيم وهام وضروري، ولكن يجب ان لا يكون فقط لهذا الحدث، لأن الدنس في فلسطين منذ 1860 وحتى غدٍ. الرفض هو لوجود الكيان.
نقل السفارة ليس سوى هروب أمريكي صهيوني وهابي إلى الأمام. إنه نقل فلسطين المغتصبة إلى أحضان الحكام العرب العملاء والمتحدثين باسم الدين. كما تم نقل “المفاوضات” بعبثيتها من غزة إلى قطر ومن رام الله إلى الرباض ومن القيادة الفتحاوية البديلة إلى دُبي. وهذه البقع الوسخة الثلاثة شاركت في دمار العراق وليبيا وسوريا واليمن وها هي تدمر فلسطين.
المسألة ليست دينية ابداً . تديين الصراع هو خدعة خبيثة وكذبة هائلة. وزخرفة السفارة بصلوات ليس سوى هراء وأفيون حقيقي رغم أن هناك بلايين التعساء الذين يغتسلون بالصلوات كذبا وتخلفاً.
المسألة أن الكيان لن يتغير، والإمبريالية لن تتغيرإنه جشع راس المال ايها الفقراء، سوف يواصل راس المال مص دما ءالعالم حتى يموت إما بالانتفاخ وإما بالثورة، والوهابية لن تتغير والتوابع العرب لن يتيغيروا بغير الثورة، ولن تكون دينية أبدا. الدين علاقة خاصة مع الغيب، فردية تماما. إعطوني شخصين يفهمان الدين بشكل متطابق؟ يكفيكم درس الدواعش.
لكن الوطن واحد وموحد.
باختصار، التصدي مهم ولكن من أجل قلب وتدمير كل الخطاب السابق، اي من أجل قضية واحدة طلاق تام لشعار العودة الذليلة التي تخدرنا بها منذ سبعين عاماً، لصالح الأصل التحرير. ضعوا الجهد والدماء هذه جميعها في موضع التحرير وحسب. ومهما هربوا إلى الأمام، فإذا وقفنا ضد الخطاب الذليل للعودة، ضد المفاوضات، ضد التطبيع، ضد دويلة ودولتين، ضد أوسلو ستان إذا تحولنا إلى رفض حقيقي، فلن يجدي هروبهم إلى الأمام.