نسرين عميرة .. الفدائية
رشاد أبوشاور
يوم الإثنين شاهد كثيرون يتابعون أخبار شعبنا واقعة لفتت الانتباه لشجاعة وبطولة من كانوا ( أبطالها).
أصيب أحد الشباب الغاضبين الذين اشتبكوا مع جيش الاحتلال احتجاجا على اقتحام جامعة ( بير زيت) واختطاف أحد الطلبة، واقتياده لجهة مجهولة يوم الأحد 11 الجاري.
انقض الجنود بأسلحتهم المسددة إلى جسده المطروح أرضا، وهمّوا أن يعتقلوه رغم إصابته…
عدد من متطوعي الدفاع المدني بزيهم المميز اندفعوا لإنقاذ الشاب المصاب، وأخذوا يسحبونه بعيدا، رغم انقضاض الجنود بأعقاب البنادق على أجسادهم…
في المشهد رأينا أحد أفراد الدفاع المدني يتشبث ببدن الشاب المصاب.رغم تسديد أحد الجنود فوهة البندقية إلى رأسه.
اليوم صباحا، على فضائية فلسطين، في برنامج ( فلسطين هذا الصباح) كانت استضافة لاثنين من أبطال ذلك المشهد الذي رأيناه أمس، ونقلته بعض الفضائيات: الفتاة نسرين عميرة، ومسئول الدفاع المدني الرجل الوقور أيمن قرط…
نسرين عميرة هي التي أنقذت ذلك الشاب الفلسطيني المصاب، وهي روت ما دار بينها وبين الجندي الذي ظهر عصبيا مرتجفا وهو يسدد فوهة بندقيته على رأسها صارخا بها أن تتركه وإلا سيطلق عليها الرصاص!
هي كما روت صرخت في وجهه: فشرت عينك ولا توخذه وأنا حيّة..بدّك اتطخ طّخ!
وأُنقذ الشاب.
هذه الفتاة النحيلة غزيرة شهر الرأس السمراء الشجاعة التي كانت على قرب من الموت لو ضغط إصبع الجندي الصهيوني على الزناد..لم تجبن وتترك الشاب ..وأنقذته مع زملائها!
هذه الفتاة من بيتونيا. أمها مناضلة مثقفة وصحفية، ووالدها مات قبل سنوات، وهي في بيتها الفلسطيني تلقنت ثقافة الانتماء لفلسطين ومقاومة الاحتلال منذ فتحت عينيها على الاحتلال وهو يزحف سارقا الأرض، ومحولاً حياة شعب فلسطين إلى جحيم.
هذه الفتاة تدرس طب الأسنان في جامعة بيرزيت، وتكتب الشعر، وهي تنوي أن تكون شاعرة ذات قيمة وحضور.
أمّا الرجل الوقور الفلاّحي الحضور فقال: مهنتنا وطنية وإنسانية..ونحن حيث يفترض أن نكون مع شعبنا نتواجد ونضحي، ونتحمّل المعاناة.
تبتسم نسرين: ضربوني على ظهري وبطني وكتفي..ولم أترك ذلك الشاب.
والد عهد التميمي أكد في أكثر من مقابلة: نحن لسنا استثناء كعائلة..عهد ليست استثناء، هناك أبطال وبطلات من شعبنا، وتوقف عند إبراهيم الثريا شهيد العلم الذي ارتفع عاليا وفي يده العلم رغم ساقيه المبتورتين في حرب غزة الأخيرة.
الفرق بين عهد ونسرين أن نسرين سمراء و..عهد شقراء، وكلتاهما تبتسمان سعيدتين بما تفعلان، وبإغاظتهما لجيش الاحتلال، و..بتواضع وبراءة..وتمثلان جيلاً فلسطينيا شجاعا لا يعرف الخوف وهو يواجه ويتحدى الاحتلال.
“نشرة كنعان”