أشتاقُ ألفَ ألفَ مرةٍ أكثرْ
محمود كعوش
قال لها:
صباحُكِ ومساؤكِ همساتٌ دافئةٌ وبسماتُ أملٍ وتفاؤلٍ، وخريرُ ماءٍ عذبٍ زلالٍ، وحفيفُ أوراقِ أشجارٍ باسقةِ الأفنانِ وراسخةِ الجذورِ، وعبقُ عطرِ ورودٍ وأزهارٍ ورياحينَ في رياضٍ غناءةٍ وفراديسَ خصبةٍ وجنانِ عدنٍ تمخرُ عبابَها السواقي والجداولُ والأنهارْ
صباحُكِ ومساؤكِ عندلةُ العنادل وصفير البلابل وهدلُ الحمامٍ الزاجل وتغريدةُ عصافيرِ الدوري والكناري
صباحُكِ ومساؤكِ شوقٌ وحنينٍ وغرسُ قُبَلٍ بأحضانِ اللقاء تميد وهمسٌ في دُنيا العناقِ نشيد ومداعبة وتر الأماني التي معها نقولُ ونزيدُ ونزيدْ
صباحُ ومساءُ الدفء كله والرقيُ كلها والرقة كلها صباحُك ومساؤكِ يا رقيقة راقية !!
كيفَ أنتِ وكيف أحوالكِ يا حياتي؟
جئتُ لأطمئنَ عليك فطمنيني ليزول قلقي
طمنيني معَ ابتسامةِ من ثغركِ الباسمِ الغريد
طمنيني يا درةَ النساءِ ويا دانةَ القواريرِ الحِسان
أجابته بسعادةٍ غامرة وحبٍ فائضٍ وشوقٍ زائدْ:
أشكرُ اللهَ لوجودكَ في حياتي وأشكرهُ على صدقِ حبكَ بكلِ ودٍ وحنانٍ
أشكرُ اللهَ على نقاءِ وبياضِ قلبكَ الذي يُضفي على ثلوجِ قلوبِ مُحبيكَ البياضْ
بالنسبةِ لسؤالكَ عني اطمئن اطمئن فأنا بخير ولكني لم أتعلم الابتسامَ بعد على طريقتكْ
وأنا أعرفُ تمامَ المعرفةِ أنكَ أنتَ الدليلُ الوحيدُ الذي ما زالَ يُخبرني أنَ مَنْ لا يُتقنُ الابتسامَ سيتعبُ وسيعيشُ مهزوماً ومُتأرجحاً بينَ الحقائقْ !!
ثمَ نسيتُ أنْ أُخبركَ أني أشتاقُ لعُمقكَ وقُدرتكَ على فهمِ الأفكار العشوائية
أشتاقُ ألفَ ألفَ ألفَ أكثرْ
ذوقُكَ هُوَ ذاكَ الجمالُ الذي يجولُ فِيَّ كلما أحطتني بِهْ
بهِ أصيرُ كطفلةٍ لم تكتملْ ضفيرتُها
بِهِ أصيرُ كسيدةٍ نضجَ فيها الحبُ والحياةُ والأملْ
هذا الكَوْنُ الضيقُ لا يتسعُ للبوحِ أكثر
لا يتسعُ البتةْ
سلِمْتَ بعمقِ المدى
لا حرمَكَ اللهُ أحبةً يهدأُ قلبُكَ لوجودهمْ
دُمتَ بالقربِ من ثنايا الروحِ تزرعُ الياسمينَ هناكَ فينبتُ حياةً وفرحاً وحباً
أعوامُكَ أكثرُ سعادةً وسعداً
أنارَ اللهُ دربكَ وعمرَكَ وأطالَ عمرَكَ وأعمارَ أحبائكَ وأعزائكَ وأصدقائكَ جميعاً لتبقى مُضيئاً ومُشِعاً بينهمْ
ما أجملَكَ وما أرقكَ وما أرقاكْ
شكراً كبيرةً تصلُ لحدٍ تتجاوزُ بهِ ومعه أثيرَ اللغةِ وخَفْقَ الفؤادْ
سَلِمْتَ وسلمَ فؤادُكْ