أبو ليلى يشيد بالتجربة الصينية ودور الصين في دعم الحقوق الوطنية الفلسطينية
خلال ندوة سياسية في مدينة شنجن الصينية
شنجن – الصين : أكد قيس عبد الكريم “أبو ليلى” نائب الأمين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين أن نهضة الصين المتعاظمة، والتي يقودها حزب ينتمي إلى الطبقة العاملة، تكمن في استرشادها بالماركسية دليلا من أجل التغيير. منوهاً أن تجربة الصين هي تأكيد حي لنظرية لينين “أن لا سبيل في هذا العصر أمام البلدان المتأخرة للإفلات من الحلقة المفرغة للتبعية والتخلف إلا بثورة ديمقراطية تقودها الطبقة العاملة وتضع البلاد على طريق الانتقال إلى الاشتراكية، وهو الطريق الذي سلكته الصين: طريق الاشتراكية ذات الخصائص الصينية”.
وأعرب عبد الكريم عن اعتزاز أبناء الشعب الفلسطيني بتعاظم دور الصين في صنع القرار الدولي، والذي اصطف تاريخياً إلى جانب الحقوق الوطنية المشروعة لشعبنا ودعم نضاله من أجل حقه في الحرية والاستقلال والعودة.
جاءت تصريحات عبد الكريم خلال ندوة سياسية في مدينة شنجن الصينية في جمهورية الصين الشعبية، بدعوة رسمية من الحزب الشيوعي الصيني بمناسبة الذكرى الـ 200 لوفاة كارل ماركس، وقال في معرض كلمته:
“أبدأ بالشكر للقيادة الصينية على دعوتنا لهذه الزيارة التي شكلت لنا بصدق إلهاماً حقيقياً. لقد رأينا بأمهات عيوننا الحلم وهو يتحقق، رأينا المستقبل يتكشف لنا فصولاً تنبض بالحياة. إن حلم البشرية ومستقبله الاشتراكي يتجسد على الأرض الصينية. في الذكرى المئوية الثانية لميلاد كارل ماركس، هل تريدون دليلاً على حيوية الماركسية وراهنيتها. انظروا حولكم في الصين الناهضة لتجدوا مليون دليل”.
وتساءل عبد الكريم “كيف أمكن للصين أن تحقق هذه النهضة الجامحة في زمن قياسي، بينما بلدان أخرى، من بينها بلداننا العربية، تغرق أكثر فأكثر في مستنقع التبعية والتخلف؟” وأضاف “الجواب واضح: مسيرة الصين يقودها حزب يسترشد بالماركسية دليلاً للعمل من أجل التغيير، حزب ينتمي إلى الطبقة العاملة ويوحد تحت قيادتها القوى الحية للأمة الصينية بأسرها. فتجربة الصين هي تأكيد حي لنظرية لينين أن لا سبيل في هذا العصر أمام البلدان المتأخرة للإفلات من الحلقة المفرغة للتبعية والتخلف إلا بثورة ديمقراطية تقودها الطبقة العاملة وتضع البلاد على طريق الانتقال إلى الاشتراكية. هذا هو الطريق الذي سلكته الصين: طريق الاشتراكية ذات الخصائص الصينية”.
وتابع: “بالنسبة لماركس ولينين لا شيء يدعو إلى الاستغراب فيما يسمى “بناء الاشتراكية بآليات رأسمالية”. فالاشتراكية لا يمكن أن تتحقق إلا على قاعدة درجة عالية من النمو والتطور في قوى الإنتاج تفوق ما حققته الرأسمالية في أكثر مراكزها تطوراً. وخلال عملية الانتقال من الرأسمالية إلى الاشتراكية تبقى العديد من آليات وقوانين التراكم والتوزيع الرأسمالي تحتفظ بمفعولها ولا يمكن إلغاؤها بقرار إرادوي. والسؤال هو كيف يمكن توظيفها من أجل إطلاق العنان للنمو المتسارع لقوى الإنتاج، وكيف يمكن إخضاعها لسيطرة الدولة، التي تقودها الطبقة العاملة، بما يضمن تجييرها لصالح التوجه الاشتراكي. سياسة الاصلاح والانفتاح قدمت الاجابة الصينية على هذا السؤال. وهي إجابة خلاقة ومبدعة أثبتت نجاعتها بالممارسة العملية إذ ارتقت بالصين إلى ثاني أكبر اقتصاد في العالم (وربما كانت الأولى إذا أخذنا بالحسبان القيمة الشرائية الحقيقية لليوان مقابل الدولار) مع ارتفاع مذهل في مستوى معيشة الشعب الصيني والتراجع الملموس لنسب الفقر والبطالة إلى معدلات هامشية”.
وأشار عبد الكريم إلى أن “الصين باتت أمة غنية، وهي اليوم تقف على أبواب منعطف حاسم حيث أفكار “شي جين بينغ” حول الاشتراكية ذات الخصائص الصينية في العصر الجديد تدفع بها للتحول إلى أمة قوية تلعب دوراً متعاظماً على الصعيد الدولي، وتشارك بشكل فعال في صنع المصير المشترك للبشرية، مما يجعل منها عامل توازن لحفظ الأمن والاستقرار الدوليين في مواجهة السياسة الهوجاء لإدارة ترامب والتي تثير الفوضى والاضطراب في النظام الدولي”. وأردف: ” لا أحد أكثر منا نحن الفلسطينيين يرحب ويعتز بتعاظم دور الصين في صنع القرار الدولي. فقضيتنا الوطنية تواجه اليوم خطر التصفية من خلال ما يسمى “صفقة القرن”، أو بالأحرى “مؤامرة القرن” التي تحوكها إدارة ترامب بالتحالف مع أقصى اليمين الاستيطاني المتطرف في إسرائيل. إن شعبنا بحاجة، في مواجهة هذا التهديد، إلى الحماية الدولية التي يشكل أحد أبرز ركائزها الدور الدولي المتعاظم للصين التي تقف إلى جانب الحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني وتدعم نضاله من أجل حقه في الحرية والاستقلال والعودة” .
وختم نائب أمين عام الجبهة الديمقراطية قائلاً ” اليوم ونحن نشهد أحدث منجزات العلم والتكنولوجيا، وأفخم شواهد التقدم الانساني، وقد رسمت بالعلم الأحمر الذي تتوسطه المطرقة والمنجل، رمز التحالف بين العمال والفلاحين، تمتلئ قلوبنا زهواً وفخراً من جديد، وتتعمق ثقتنا بأن هذا الطريق، كما هو في الحضارة الصينية بداية طريق الحرير، هو الطريق إلى المستقبل الذي سوف تنعم فيه البشرية بحرير الوفرة والرفاه، وينعم فيه الإنسان بالحرية والرخاء. العزة للصين والنصر لفلسطين”.
جدير بالذكر أن عبد الكريم أجرى العديد من اللقاءات والحوارات السياسية مع قيادات الحزب والمسؤولين الصينيين أشاد خلالها بالتجربة الصينية وأكد على عمق العلاقات التاريخية التي تربط البلدين والشعبين، وسبل تمتين أواصر التعاون والتنسيق المشترك.