في الذكرى الواحدة والخمسين لهزيمة حزيران 67
حواتمة: مازالت «إزالة آثار العدوان» مهمة راهنة على جدول أعمال الحركة الوطنية الفلسطينية وعموم قوى التحرر والدول العربية
- الإنحياز الدولي لصالح قضيتنا وعزل إسرائيل والولايات المتحدة، ثمرة من ثمرات المقاومة الشعبية والتضحيات الغالية لشعبنا
- ندعو لوقف الرهان على بقايا أوسلو وتطبيق قرارات المجلس الوطني، إصلاح مؤسسات منظمة التحرير، إنهاء الانقسام، وإلتزام إستراتيجية المقاومة الشعبية في الميدان والإشتباك السياسي في المحافل الدولية مع إسرائيل و«صفقة القرن»
في الذكرى الواحدة والخمسين لهزيمة الخامس من حزيران (يونيو) 67 أصدر نايف حواتمة الأمين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين نداءً وطنياً وقومياً ودولياً قال فيه:
ندخل العام الثاني والخمسين لهزيمة الخامس من حزيران (يونيو) 67، ومازالت آثار حرب العدوان الإسرائيلي التوسعي تفعل فعلها في الحالة الفلسطينية والعربية والإقليمية.
فالإحتلال الإسرائيلي لا يزال جاثماً على صدور شعبنا في القدس والضفة الفلسطينية وقطاع غزة، وعلى صدور الشعب السوري في الجولان المحتل، والشعب اللبناني في مزارع شبعا في الجنوب اللبناني.
وقال حواتمة: لا بد أن نعترف أن عدوان الخامس من حزيران 67 قد حقق قسماً كبيراً من أهدافه، حين نجح في جر مصر السادات إلى معاهدة كامب ديفيد، والقيادة الرسمية الفلسطينية للإنقلاب على البرنامج الوطني، لصالح مشروع أوسلو بإلتزاماته وقيوده المذلة والمهينة، وتلا ذلك التراجعات العربية، والحروب الداخلية والأهلية.
وأضاف حواتمة يقول: وإذا كانت هذه الخطوات الثلاث، قد حاولت أن تتغطى بشعارات السلام المزيف، فإن الوقائع الدامغة تثبت يومياً أن لا سلام في المنطقة إلا إذا تحققت لشعبنا حقوقه كاملة في العودة وتقرير المصير والإستقلال والسيادة والكرامة الوطنية والخلاص من الإحتلال والإستيطان.
واستطرد حواتمة مؤكداً «أن إتفاقيات السلام الفاشلة عجزت عن إقناع شعبنا بالتخلي عن نضاله ضد الإحتلال والإستيطان الإستعماري، بل زادته إصراراً على رفض هذه الإتفاقيات، أياً كانت التضحيات، والمعاناة، وبحيث نجح في إقناع العالم كله أن لا حل للمسألة الفلسطينية إلا بالإعتراف بحقوقه الوطنية المشروعة، تقرير المصير والدولة والعودة.
وأوضح حواتمة أن ما نشهده اليوم من احتضان عالمي للقضية الوطنية الفلسطينية، في مجلس الأمن الدولي وفي الجمعية العامة للأمم المتحدة، وفي المجلس الدولي لحقوق الإنسان، وفي محكمة الجنايات الدولية وغيرها من الدوائر الدولية ما هو إلا ثمرة من ثمار المقاومة وهذا الصمود الأسطوري والتضحيات الجسام لشعبنا وقواه الوطنية في الميدان.
وأكد حواتمة أنه لولا هذه التضحيات، لما وقف مجلس الأمن، بأعضائه الـ 14 ضد قرار إدارة ترامب الإعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ولما وقفت 129 دولة في الجمعية العامة للأمم المتحدة، ضد الولايات المتحدة وإسرائيل المعزولتين، ضد قرار إدارة ترامب الإعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ولما وقف مجلس الأمن، بكامل أعضائه [11 مع ــــــ 3 ممتنع] في مواجهة الولايات المتحدة مؤيداً حق شعبنا في الحماية الدولية. وكذلك لما وقف مجلس الأمن، أيضاً، بكامل أعضائه (4 ضد ـــــ 10 ممتنع) ضد مشروع قرار الولايات المتحدة وسم نضالات شعبنا بالإرهاب.
كما دعا حواتمة القيادة الرسمية الفلسطينية، واللجنة التنفيذية في م.ت.ف، والسلطة الفلسطينية، إلى تثمير هذا الإحتضان الدولي، والذي دفع شعبنا مقابله الدماء الغالية للشهداء والجرحى، والتقدم إلى الأمم المتحدة بالخطوات التالية:
1- نقل مشروع الحماية الدولية لشعبنا إلى الجمعية العامة بناء لتوصية ووعد من الأمين العام للمنظمة بالعمل على تطبيق القرار.
2- طلب العضوية العاملة لدولة فلسطين في الجمعية العامة للأمم المتحدة، بالبناء على القرار 19/67 في 29 نوفمبر 2012 منح فلسطين العضوية المراقبة على حدود 4 حزيران 67 وعاصمتها القدس، وحق اللاجئين بالعودة بموجب القرار 194.
3- تقديم طلبات إنتساب دولة فلسطين إلى باقي الوكالات الدولية المتخصصة.
4- إستكمال إحالة جرائم الحرب الإسرائيلية إلى محكمة الجنايات الدولية.
5- الدعوة لمؤتمر دولي تحت إشراف الأمم المتحدة وبرعاية الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن، وبموجب قرارات الشرعية الدولية. في إطار سقف زمني محدد، وتكون قراراته ملزمة للجميع.
ودعا حواتمة إلى وقف الرهان على بقايا أوسلو، وأية مشاريع بديلة للبرنامج الوطني المشترك والموَّحد وإستراتيجية الكفاح في الميدان والمحافل الدولية ومحكمة الجنايات الدولية. وفي هذا السياق طالب حواتمة بتطبيق قرارات المجلس الوطني الفلسطيني واصلاح مؤسسات منظمة التحرير الائتلافية على قاعدة الشراكة الوطنية، وإنهاء الانقسام العبثي المدمر، في دورته الأخيرة، بما في ذلك:
1- فك الإرتباط بإتفاق أوسلو وإلتزاماته وبروتوكول باريس الإقتصادي وقيوده.
2- سحب الإعتراف بإسرائيل.
3- وقف التنسيق الأمني وقفاً تاماً.
4- فك الإرتباط بالإقتصاد الإسرائيلي، ووقف العمالة الفلسطينية في المستوطنات الإسرائيلية ووقف التداول بالشيكل الإسرائيلي.
5- إسترداد سجل السكان وسجل الأراضي من الإدارة المدنية لسلطات الإحتلال.
6- إعادة الإعتبار لمنظمة التحرير الفلسطينية وتعزيز مكانتها التمثيلية، عبر استكمال خطوات إصلاح مؤسساتها، على أسس ائتلافية وقواعد تشاركية.
7- إعادة هيكلة السلطة الفلسطينية، بإعتبارها إدارة ذاتية، لشعب تحت الاحتلال، تعمل على تعزيز مقومات صموده، في إطار حركة تحرر تقودها م.ت.ف الائتلافية، ووجه حواتمة تحية النضال الى جماهير شعبنا في مناطق تواجده كافة، وهو يثبت يوماً بعد يوم جدارته وأصالته في صون قضيته الوطنية، عبر هبات وإنتفاضات وصدامات دامية ضد الاحتلال والاستيطان الإستعماري التوسعي.
8- تشكيل مرجعية موحدة للدفاع عن القدس من كل قواها السياسية والروحية، عاصمة أبدية لشعب ودولة فلسطين.
9- رفع وإلغاء الإجراءآت العقابية عن قطاع غزة.
كذلك توجه بالتحية الى «الهيئة الوطنية العليا لمسيرة العودة وكسر الحصار» في قطاع غزة (الجبهة الديمقراطية ــــ حماس ـــــ الشعبية ـــــ فتح ــــ وباقي القوى والفصائل والفعاليات السياسية والاجتماعية والنقابية والثقافية) والى جماهير شعبنا في القطاع التي استعادت تجارب الانتفاضة الوطنية الكبرى(1987) وادخلت التطورات والابداعات، وقدمت عشرات الشهداء وآلاف الجرحى آخرهم الشابة رزان النجار أيقونة فلسطين، ابنة الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، والعضو الناشط في إطارها النسائي، والمسعفة الجريئة التي ضحت بنفسها لإنقاذ أبناء شعبها من رصاص الإحتلال والغدر الإسرائيلي.
كذلك وجه حواتمة التحية الى أبناء شعبنا اللاجئين في المخيمات في القطاع، في القدس والضفة الفلسطينية، وبشكل خاص أبناء مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في سوريا، في ظل الأزمة الطاحنة، وفي لبنان، في نضالهم من أجل حق العودة والتمتع بالحقوق الاجتماعية الانسانية التي تكفل لهم الحق في العيش الكريم:
وختم حواتمة البيان داعياً الى بناء الجبهة العربية التقدمية المقاومة من كافة القوى العربية الوطنية والديمقراطية واليسارية والليبرالية لإسقاط مشروع «صفقة القرن» و«الحلف الاقليمي»، والتصدي لسياسات التطبيع، ولمحاصرة إسرائيل والمشروع الصهيوني، وبناء الدولة العربية الوطنية الديمقراطية، دولة السيادة، والكرامة الوطنية، والقانون، والعدالة الاجتماعية؛ ومواصلة الطريق من أجل العمل على محو آثار حرب عدوان حزيران 67، فلسطينياً وعربياً.