أقلام الوطن

خطاب نصرالله عن “يوم الحرب الكبرى” يستدعي خطة الهجرة الى “فندق النزلاء”…؟

نواف الزرو

حينما ختم السيد نصرالله خطابه/ الجمعة 2018-6-8/ بمناسبة يوم القدس العالمي بدعوة الاسرائيليين الى مغادرة فلسطين والعودة الى أوطانهم الاصلية من حيث أتوا غزاة الى فلسطين، مضيفا:”اذا اصريتم على الاحتلال فإن يوم الحرب الكبرى قادم وهو اليوم الذي سنصلي فيه جميعا في القدس”، فقد استدعى عمليا تلك الخطة الاسرائيلية التي اطلقوا عليها “خطة فندق النزلاء” لحالة الطوارى القصوى..

فبينما تتركز كل الانظار العربية والدولية على الاحداث السورية وتطوراتها،   بفضل الامبراطوريات الاعلامية المعادية التي لم يعد لديها على اجنداتها الاعلامية سوى الملف السوري، ولاحقا “صفقة القرن”، تنشغل الدولة الصهيونية بقضاياها الاستراتيجية، إن على مستوى الاستيطان والتهويد واختطاف الارض والتاريخ، وان على مستوى الجبهات الاخرى ضد الشعب الفلسطيني، في الوقت الذي تنشغل فيه بحسابات البقاء والحروب المفتوحة مع لبنان، حيث نتابع تطورات مرعبة باتجاه حرب قادمة قد لا تبقي ولا تذر، والمؤشرات على ذلك كثيرة متراكمة  على مدار الساعة.

فقد كانت صحيفة”يديعوت احرونوت”العبرية- 11 / 06 / 2012 –نشرت على موقعها خطة لجيش الاحتلال تتصدى لحالة تعرض”إسرائيل”لهجوم صاروخي، أطلق عليها خطة الطوارئ”فندق النزلاء” لإخلاء مئات آلاف “الإسرائيليين”  نحو النقب وإيلات، وجاء في التقرير :أن”إسرائيل” تستعد ليوم الحساب حيث تدربت الجبهة الداخلية على خطة لإجلاء”الإسرائيليين”القاطنين شمالي ووسط “إسرائيل” إلي جنوبها إلى منطقة العرفا-النقب- وإيلات، وقد أطلق على الخطة “فندق النزلاء” والهدف من التدريب هو إخلاء مئات آلاف”الإسرائيليين” في إطار تعرض المدن الاسرائيلية لهجوم صاروخي كبير تضطر فيه الجبهة الداخلية لإخلاء مدن كاملة من سكانها.

ووفقاً ليديعوت فان الهدف الرئيس من خطة الجلاء الاستعداد لأي سيناريوهات محتملة، وقاد خطة الإخلاء في وقتها وزير حماية الجبهة الداخلية متان فلنائي الذي أطلق علي الخطة ( فندق النزلاء).

فهل حان الآن وبعد خطاب نصرالله يا ترى الوقت للهجرة الصهيونية من الشمال والوسط الى “فندق النزلاء” في الجنوب…؟!

وهل المسألة باتت مسألة وقت وتوقيت…؟!

ام أن للحكاية سيناريو آخر يتعلق بمجريات الاحداث في سورية…؟!

ام أن الدولة الصهيونية تعد نفسها استراتيجيا ليوم الحساب المفتوح…؟!

في هذا السياق الاجلائي لمئات آلاف الصهاينة نحو الجنوب، قال الجنرال”ادم زوسمان” قائد الجبهة الداخلية في منطقة “جوش دان-تل ابيب- حينئذ- خلال لقاء صحفي مع وكالة فرانس برس-13 / 06 / 2012 -“أن إسرائيل ستخلي جميع سكان مدينة تل أبيب في حال تعرضت لهجمة صاروخية لا سيما أن كانت مجهزة برؤوس حربية غير تقليدية”، مضيفا بان “أي هجوم على وسط “إسرائيل” سيؤدي إلى عملية إجلاء واسعة النطاق، مشيراً إلى انه في حال شن هجوم صاروخي على وسط “إسرائيل” خاصة إن كان غير تقليدي فانه سيتم إجلاء سكان تل أبيب ومدن أخرى ونقلهم إلى مناطق أخرى في إسرائيل”، مقدراً بانه في حالة حرب ستضرب مئات الصواريخ تل أبيب والمدن القريبة منها، ونتيجة لهذه الهجمات سيكون هناك مئات المصابين الإسرائيليين –على حد تقييمه-.

الى ذلك، ففي المشهد الصهيوني ايضا، فان الاسرائيليين عموما، من الرئيس، الى رئيس الوزراء، الى الوزراء، الى كبار الجنرالات والضباط،الى الجنود في كل مكان، الى رجال الدين-الحاخامات، الى رجال الاعلام والاكاديميا، الى عصابات المستوطنين في انحاء الضفة، كلهم بالاجماع اصبحوا ينتظرون اندلاع الحرب الكبرى، وهم يرون حرب الصواريخ القادمة عبر التدريبات العسكرية الاوسع والاشمل في تاريخ تلك الدولة الصهيونية التي يقوم بها ويتابعها جيش الاحتلال في السنوات القليلة الماضية التي اعقبت هزيمتهم في حرب تموز/2006…!.

فالتدريبات والمناورات العسكرية التي أطلقوا عليها “نقطة تحول”، هي في مضمونها العسكري، تشكل نقطة تحول ليس على مستوى التدريبات والاستعدادات الحربية لديهم فقط، وانما اخذت تتكرس كنقطة تحول استراتيجي في المواجهات العسكرية الحربية منذ الهزيمة الحارقة التي لحقت بجيشهم الذي لا يقهر في تموز/2006، وشكلت بالتالي نقطة تحول سيكولوجي في استعداداتهم النفسية  لمواجة حروب اخرى مع حزب الله وعلى الجبهات الاخرى..!

بل يبدو ان المشهد الاسرائيلي بات مثقلا ب”نقاط التحول” المقترنة بسيكولوجيا الرعب والقلق، وهواجس الوجود، من الحرب ومن الخسائر ومن الهزيمة المحتملة، ومن المستقبل الغامض، ومن احتمالات الانهيار الشامل في حال ما صدقت تنبؤات بعض جنرالاتهم بان آلاف الصواريخ ستنهمر يوميا على المدن الاسرائيلية، فيا له من “يوم حساب” مرعب…؟!

وزير”الجبهة الداخليةالإسرائيلية سابقا الجنرال متنان فيلنائي، رسم سيناريو الرعب الإسرائيلي المتوقع في أية حرب مستقبلية مع حزب الله، ويتمثل بسقوط آلاف الصواريخ يوميا، لمدة شهر كامل على الأقل، واستهداف محطات إنتاج الطاقة والبنى التحتية، والمؤسسات الاقتصادية، وتعرض مدينة تل أبيب لقصف مكثف/ 06/06/2011″.

فحينما يرسم  فيلنأي مثل هذا السيناريو المرعب،  فان في ذلك معان ودلالات حربية صريحة…!.

فقد قال فيلنائي في لقاء مع أرباب الصناعة والتجارة والأعمال: “ستسقط آلاف الصواريخ يوميا على إسرائيل، وسترتفع ألسنة النيران من مواقع استخراج الغاز، ينبغي أن نكون مستعدين لحرب شاملة مع سوريا وحزب الله وحماس”، واصفا مواقع التنقيب عن الغاز في عرض البحر بأنها الخاصرة الرخوة لإسرائيل. موضحا: “السوريون ليسوا بحاجة لإطلاق عشرات الصواريخ على تلك المواقع، فلديهم منظومات دقيقة، ويكفي بضعة صواريخ لإحراق كل شيء”، وقال فيلنائي”إن العرب يعرفون استخلاص الدروس، هم لا يخافون، ولا يهربون كما علموكم ذات مرة، انسوا ما علموكم إياه، هم يعرفون أنهم لا يمكنهم هزيمة إسرائيل في ساحة المعركة، لهذا يستعدون لضربها في العمق بواسطة الصواريخ، يمكنكم احتساب كم صاروخ بحوزتهم، كم منها يمكننا قصف مواقع إطلاقها، وكم سنسقط منها قبل وصولها، سيطلقون علينا آلاف الصوارخ والقذائف”.

وانتقالا الى التنفيذ على الارض، فحينما تواصل وحدات جيش الاحتلال الصهيوني المناورات العسكرية الاكبر في تاريخها التي اطلق عليها “نقطة تحول ولحقها الكثير من المناورات باسماء عديدة”، فان لذلك حسابات ودلالات وتداعيات استراتيجية/ باتجاه “فندق النزلاء”، او ربما باتجاه سيناريوهات اخرى خفية ابعد واعمق واشد خطورة، غير انها حربية مدمرة بالتأكيد، حيث لا تعرف تلك الدولة الصهيونية سوى الحروب…!

Nzaro22@hotmail.com

نواف الزرو

-اسير محرر امضى احد عشر عاما في معتقلات الاحتلال الاسرائيلي ، حكم بالمؤبد مدى الحياة عام 1968 وتحرر في اطار صفقة تبادل الاسرى عام 1979 . - بكالوريوس سياسة واقتصاد/جامعة بير زيت-دراسة من المعتقل. - كاتب صحفي وباحث خبير في شؤون الصراع العربي - الصهيوني

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *