حصاد القدس لشهر أيار / مايو 2018 تهويد الأرض والمقدسات – السكان- الاحتلال وعمليات المواجهة
تهويد الأرض والمقدسات
يواصل الاحتلال الإسرائيلي إجراءاته التهويدية والأمنية في مدينة القدس المحتلة، متجاهلًا الحراك الشعبي الفلسطيني والدبلوماسي العربي الرافض لقرار الإدارة الأمريكية بحق القدس وافتتاح السفارة الأمريكية في المدينة المحتلة.
واستثمرت سلطات الاحتلال الإسرائيلي الدعم الأمريكي لها ولسياساتها، ونفذت العديد من المشاريع التهويدية والاستيطانية في القدس المحتلة، فضلًا عن استمرارها بسياسية هدم المنازل العربية في القدس وفلسطين المحتلة، وهدمت سلطات الاحتلال الإسرائيلي خلال شهر أيار/ مايو أربعة منازل ومنشآت تجارية، من بينهم ثلاث منازل أُجبر أصحابها على هدمها بأنفسهم في مخيم قلنديا بالقدس المحتلة تفاديًا لدفع تكاليف عملية الهدم الباهظة. فيما سلّمت جمعية “عطيرت كوهنيم” الاستيطانية أمر إخلاء من المنزل للمقدسي جواد أبو سنينة في بلدة سلوان جنوبي الأقصى بزعم ملكية المنزل، ودفع غرامة مالية بقيمة 19 ألف شيكل. كما انهار سقف منزل المقدسية أم موسى الكرد بحي الشيخ جراح وسط القدس المحتلة بسبب سياسة منع ترميم المنازل العربية التي تتبعها سلطات الاحتلال بحق المقدسيين.
وفي المقابل، يواصل الفلسطينيون (ومعهم شعوب الأمة) حراكهم الثائر في غزة والقدس والضفة الغربية وخارج فلسطين رفضًا للمشروع التهويدي الاستيطاني وسياسات الإدارة الأمريكية تجاه القدس وفلسطين.
مشاريع تهويدية واستيطانية
أقدمت سلطات الاحتلال الإسرائيلي خلال الأيام الأولى لشهر أيار/مايو على استهداف مقبرة “باب الرحمة” الملاصقة للمسجد الأقصى من خلال نبش القبور وجرف أجزاء من المقبرة. وتسعى سلطات الاحتلال عبر مؤسسات متعددة تابعة لها، للسيطرة على طول الواجهة الشرقية للمقبرة ومصادرتها تمهيدًا لبناء حديقة فوق قبور عدد من الأئمة والسلاطين ومدافن عائلات مقدسية ورفات عدد من الصحابة.
و في (25/5)، أصدرت محاكم الاحتلال قرارًا بهدم تجمع الخان الأحمر الذي يقطنه 35 عائلة بدوية ومدرسة شرق القدس المحتلة، وتهجير أهالي التجمع إلى منطقة “بوابة القدس” في بلدة العيزرية شرق القدس المحتلة.
ومن المتوقع تنفيذ قرار الهدم والترحيل لسكان تجمع الخان الأحمر في أي لحظة. ويعتبر هدم التجمع وترحيل سكانه بداية لترحيل بقية التجمعات البدوية القاطنة في شرق مدينة القدس المحتلة، لتنفيذ المخطط الإستيطاني ( E1) الذي يفصل شمال الضفة الغربية عن جنوبها.
وصادقت سلطات الاحتلال الإسرائيلي في (30/5) على بناء 2070 وحدة استيطانية جديدة في الضفة الغربية المحتلة، كما صادق “مجلس التخطيط الأعلى” في ما يسمى “الإدارة المدنية” التابعة للاحتلال الإسرائيلي، على إقامة 92 وحدة أخرى في مستوطنة “كفر أدوميم” المقامة على أراضي بلدة أبوديس المقدسية.
أهل القدس (السكان)
شهد شهر أيار / مايو ذروة المواجهة بين الفلسطينيين وسلطات الاحتلال التي استهدفت آلاف المدنيين الذين تظاهروا على حدود قطاع غزة مع فلسطين المحتلة، حيث سجل استشهاد عشرات الفلسطينيين وجرح الآف برصاص قوات الاحتلال، فيما استشهد في القدس الأسير عبد العزيز عويسات 53 عامًا في سجون الاحتلال إثر اعتداء قوات الاحتلال عليه بالضرب في زنزانته في (20/5)، وشهد شهر أيار/ مايو ارتفاعًا ملحوظًا بعدد المعتقلين الفلسطينيين في القدس، حيث شدّدت قوات الاحتلال إجراءاتها الأمنية في المدنية تزامنًا مع شهر رمضان المبارك.
واعتقلت سلطات الاحتلال خلال شهر أيار/مايو 197 مقدسيًا من مختلف القرى والبلدات المقدسية، وشكلت نسبة الأطفال من بين المعتقلين المقدسيين ما يقارب 25%، فيما أطلق جنود الاحتلال النار على المقدسية خولة صبيح في حي شعفاط وسط القدس المحتلة خلال اعتقالها في (27/5). كما شهد المسجد الأقصى العديد من حملات الاعتقال التي تمت معظمها خلال تصدي المقدسيين لاقتحامات المستوطنين المتكررة للمسجد الأقصى المبارك، فيما شن عناصر شرطة الاحتلال العديد من الاعتقالات المتكررة التي استهدفت “مسحري” القدس بهدف إخفاء المظاهر الإسلامية في رمضان في مدنية القدس.
عمليات المواجهة مع الاحتلال
شهدت مدينة القدس المحتلة 111 نقطة مواجهة مع الاحتلال الإسرائيلي خلال شهر أيار/مايو، تركزّت في العيسوية ومخيم شعفاط وحزما، مما أدى إلى وقوع 13 إصابة في صفوف جنود الاحتلال ومستوطنيه. وتضمنت نقاط المواجهة إلقاء 34 زجاجة حارقة.
ويعتبر شهر أيار/مايو الشهر الأعلى في عدد نقاط المواجهة مع الاحتلال خلال عام 2018، ويُرجع ذلك لتنفيذ قرار نقل السفارة الأمريكية إلى مدينة القدس المحتلة، وباعتباره شهر النكبة الفلسطينية.
إعداد: وسام محمد، علاء عبد الرؤوف، عبد الكريم يعقوب
إشراف:محمد أبو طربوش
مؤسسة القدس الدولية