النووي السعودي “الإسرائيلي” تكتيكي ضد اليمن وشامل ضد إيران
د. عادل سمارة
إذا صح ما يُشاع بان الكيان الصهيوني وباكستان يتنافسان أو حقيقة (يتحاوران) على توفير نووي للسعودية سواء ببيع الجاهز أو ، وهذا الأصعب والأقرب للمحال ، بالإنتاج محليا لأن الإنتاج محليا بحاجة لحامل /قاعدة علمية بشرية ومادية تقنية لا أعتقد أن السلطات هناك فكرت في ذلك أصلا. فسلطة بدون جيش وتعتمد على مرتزقة من جيوش أخرى ومتطوعين، هي قوة شكلانية مصطنعة. بل قد يكون من مفارقات التاريخ أن تتشابه السعودية مع الكيان وأمريكا في النتائج مع اختلاف مطلق في المقدمات والسيرورة. فالعدوان السعودي ضد اليمن ينحصر دور السعودية فيه تقريبا من الجو لافتقارها لبنية جيش بري، وهو الخيار، اي العدوان من الجو، الذي تنحاز إليه كل من أمريكا والكيان، لكن مع وجود بنية جيوش برية وبحرية. وبالمقابل، فإن القوة البرية اليمينة سواء الجيش أو مقاتلي المقاومة هو سر صمود اليمن رغم العدوان الرسمي المعولم ضد هذا البلد.
وربما هذا الاختلاف بين الحالة السورية والحالة اليمنية، حيث في سوريا يتم العدوان نعم بقيادة رسمية غربية ونفطية، ولكن بإرهابيين على شكل حرب عصابات مزدوجة أي نظامية وغوارية معاً، بينما العدوان على اليمن عسكري نظامي في أغلبه. إنهم يتفننون في العدوان على الوطن العربي. فقد كان العدوان ضد ليبيا أولا واساسا من الناتو ثم تم إنزال الإرهابيين كما لو كان بالباراشوت!
يمكن لتوحش الغرب الراسمالي أن يصل حد توفير سلاح نووي للنظام السعودي، ولا شك بأن الأمريكي والصهيوني سوف يتحكمان بكل المؤسسة إن وُجدت ، تماما كما هو حال باكستان في ما يسمى القنبلة الإسلامية! ولا ندري هي سنية/وهابية أم شيعية؟ . مسكين هذا الإسلام أصبح نووياً، بينما تسعون بالمئة من المسلمين بالجوع والفقر والاقتتال الدموي!! بقي علينا قنبلة في السعودية باسم إبن تيمية أو محمد بن عبد الوهاب.
وإذا كان التحكم بالنووي السعودي بيد أمريكا والكيان، فما هي وجهة استعماله؟ نعم استعماله لأن سلطة وحشية متخلفة في مختلف المستويات ومتخصصة ضد العروبة على الدوام وضد إيران ومحور المقاومة كما هي الآن، وقرارها بيد نتنياهو وترامب/و ، هي مهيأة لاستخدام هذه القنبلة . وسيكون، إن حصل، شكليا هجوم سعودي ضد إيران، وجوهريا هجوم امريكي صهيوني. وقد يكون بتزويد الإرهابيين في سوريا قريبا بقنابل تكتيكية تصنع في الكيان ويُكتب عليه (لا إله إلا الله) لإعاقة النصر السوري.
صحيح أن لدى إيران ترسانة صواريخ، ولكن من قال أن آل سعود قلقين على دمار البلاد أو مصرع مليون عربي في السعودية، فهي سلطة عدوة للشعب والأمة، ولا شك أن آل سعود رغم كثرة عددهم يكونوا قد اشتروا تجهيزات “البانكرز” لحمايتهم. فحرص إيران على شعبها وعلى الشعب في الجزيرة وحرص سوريا على السوريين والعرب لا يُناظره اي حرص سعودي ابدا.
النووي السعودي مزدوج لأن الوهابية هي نووي فكري بشري يتضح دوره الوحشي في اليمن وسوريا وليبيا ويتفشى اليوم في العراق عبر نفخ المنتفخ أصلا مقتدى الصدر! ثم يُقال مرجعية!
إن التوحش الداعشي الثلاثي (الوهابي والأمريكي والصهيوني) مقترنا ومتحالفا مع دور تركي خبيث ومتقلب، ولكن دائما ضد سوريا يظهر ويختفي طبقا للتطورات، هذا المعسكر لن ينسحب من الحرب بسهولة أبداً. وماذا يضير هؤلاء لو تم تدمير إيران وقتل بضعة ملايين؟ إنه تأخير تصفية الكيان بضعة عقود بانتظار تطورات أخرى. ألم يقل اسحق رابين في عام 1988 في جريدة جيروزالم بوست (25 آذار 1988- كما اذكر): الحل لوقف الانتفاضة الفلسطينية هو طرد 600 الف إلى الأردن. فرد الصحفي: لكن هذا سيطيل الصراع خمسين سنة أخرى. فرد رابين: حينها من يحكم إسرائيل عليه أن يتدبر”. وها قد مضى على الانتفاضة هذه واحد وثلاثون عاماً!
إن العقول الوحشية التي يقودها النهب والاستغلال والعنصرية لا تتورع عن اية جريمة شيء.
علينا أن نتذكر أن امريكا أول من استخدم العدوان النووي بكامل طاقته ضد اليابان، واستخدمته تكتيكيا في فيتنام واستخدمته بريطانيا ضد زيمبابوي. وها هو معسكر الدواعش الثلاثة بغض النظر عن اللون ودونية السعودي (امريكا، الكيان والسعودية) يستخدمونه ضد اليمن. أنظر الفيديو.