إلى السيد…المقاومة بين الأصل والتلفيق أو الوجه والقناع
د. عادل سمارة
تواكباً مع إعلان الثورة المضادة لصفقة القرن ضخ الإعلام كثيراً عن الاصطفاف والتحشيد. دعك من هذا. ولكن السيد تحدث تكرارا عن محور للمقاومة بمآت الآلاف. وهذا صحيح، ولكنه لم يقل لنا، من الذي يقود هذا الفريق أو ذاك. وكم من بين مآت الآلاف من يعتمد إيديولوجيا : “وما أنا إلا من غزية إن غزت غزوتُ…وإن ترشُد غزية ارشُدِ”.
في معسكر المقاومة هناك الكثير من التلفيق، وهذا مخيف ومرعب لأكثر من سبب:
• لأن العدو يعرف خريطتنا جيداً سواء لنباهته أو لتشغيل مخبريه.
• ولأن الامتحان سوف يكشف للطبقات الشعبية بأن هناك تلفيقا ونفاقاً في محور المقاومة، مما يؤدي إلى إحباط ليس لدينا فائض عواطف وأعصاباً كي نتحمله لا سيما بعد أن كان الضخ باسم الإسلام وإذا به الذبح على شهادة أن لا إله إلا الله بأيدي قوى الدين السياسي وبمُدى إمبريالية وصهيونية.
• ولأن ترتيبات ولاية الفقيه والمرجعيات لا تنفع في عصر العلم والطبقية والتجسس.
• والأهم، لأن هناك تجارب ماثلة للعيان.
حماس من الشعب نعم، وقواعدها من الطبقات الشعبية فعلاً، وهي التي لو كان هناك تيار عروبي شيوعي أو حتى قومي لا يُمالىء ولا يرتزق ولا يساوم ولا يكتفي بالشعارات، ولم يتأنجز لكانت هذه جماهيره. ألم تكن جميعها جماهير عبد الناصر؟
ولكن قواعد حماس نفسها التي قاتلت في فلسطين، لم تتردد حين قيل لها قاتلي سوريا وشاركي في احتلال مخيم اليرموك لكسر قاعدة اللجوء وعاصمته بانتظار التحرير والعودة. لم تكن قيادة حماس من البساطة بمكان، بل كانت من “الأخونة والعثمنة والتخارج الغربي والارتواء بالنفط والردة عن العروبة بكثير من التمترس والتصلب”.
قيل لها من كل هؤلاء سوريا إلى سقوط لأن هذا منطق “التاريخ” طبقاً لفهم الثورة المضادة المدعَّم بسقوط الناصرية في مصر، ثم العراق وليبيا، فكيف يمكن لسوريا ان تبقى؟
وكان ما كان لقيادة حماس أن عادت إلى قطر بعد أن كانت قطر منذ عقد ونيِّف قد رفضتها. وتخيلت تلكم القيادة أنها عائدة إلى الشام الداعشية العثمانيةعما قريب. ولم يحصل. فكان لا بد من تغيير الجلد والمداهنة بل وحتى إنكار ما فعلت والوقوف على حافة الزعم بأنه محض افتراء.هذا ما آل إليه موقف السيد اسماعيل هنية رغم عديد الشواهد بالصوت والصورة والخطابة والابتسامة بأن سوريا ساقطة لا محالة.
وهنا يفرض السؤال نفسه:
هل حقاً تعتقد يا سيد أن هذه القيادات لم تحتفظ بالمُدية وراء ظهرها؟ وهل حقا انت على ثقة أن هذه القيادات ستقاتل حين يجد الجد دفاعاً عن حزب الله مثلاً؟ أخالك توافقني. ولكن، لماذا تكرر الحديث عن اتساع محور المقاومة، وبه من التلفيق ما يخيف!
قوى الدين السياسي هي قوى إيديولوجية، الوطن بالنسبة لها مجرد مكان. هل تستغرب إن قلت لك بأنها في هذا على عتيقيتها تتقاطع مع اللبراليين والمابعد حداثيين من طراز إدوارد سعيد “تلميذ أدورنو واليهودي الأخير كما وصف نفسه” الذين يرون الوطن مكانا تلفه على كتفها وتمشي كما يفعل راعي الإبل بخيمته أو كما قال مهدي عاكف “طز في مصر” . والمكان مثابة سلعة يمكن تركها او بيعها او التبرع بها كما هو حال جماعة الدولة الواحدة التي هي دولة واحدة لكل مستوطنيها.
أما المقاومة فهي مقاومة من أجل وطن لا إيديولوجيا. والفارق هنا من اتساع المدى بمدى.
قد أُصيب إذا تكهنت بأنك تحت ضغط ولي الفقيه. لكن ولي الفقيه ليس عربياً، والمعركة عربية، ولكنه مع ذلك أشرف كثيرا من حكام عرب النفط جميعاً. هو ليس مجرد رجل دين، بل هو قومي حتى النخاع. ومن هنا هو على حق في بلاده خلافاً لأنظمة وقوى الدين السياسي في بلادنا التي ترى الوطن مكانا، والوطن هو الإيديولوجيا والمال.
وبلاد ولي الفقيه حليفة لنا في سوريا، وليست حليفا في العراق، ولن تقاتل في فلسطين، ولن نطلب منها ذلك. لذا، ليس كل ما تطلبه يجب أن يُلبى. دعك من عنتريات في إيران والعراق وغيرهما بأن هذا وذاك جاهز للقتال في فلسطين. هناك البعض، وهناك من بلدان العالم من هو جاهز للقتال.
نعم، حماس حركة مسلحة قاتلت، ولكن قيادتها دفعتها لكي تَقْتُلْ وفعلت. وحين يصر ولي الفقيه على تجميعها تلفيقا في محور المقاومة، تصبح انت في مأزق فتتجرَّع ذلك.
ولكن، هل سمعت، ولا شك سمعت ورأيت، بحزب جديد يشرف عليه ولي الفقية ليكون أداة إيران مقابل الإخوان؟ أقصد “التجمع العربي والإسلامي لدعم خيار المقاومة”. تذكرني مفردة تجمع بحزب عزمي بشارة حيث وُوقِعَ في هرتسليا وكان الوضع في قطر. تجمع لملم مئات متقاعدي السياسة ليلتقوا عدة مرات سنوياً ينفق عليهم ولي الفقيه.
لا باس، لكل دولة هدفها.
ولكن، إذا كانت فلسطين هي البوصلة، وهي لنا هكذا نعم، فكيف تكون وثيقة هذا التجمع عن فلسطين بعنوان “نداء وصرخة من الأعماق لإقامة دولة مع المستوطنين” قائمة على الفقرة التالية منها: ”
“…انه مشروع مستقبلي لكفاح مشترك نبني بواسطته مستقبلا يكون كما نصنعه نحن بأيدينا وعقولنا لمصلحتنا الجماعية المشتركة، انه تغيير جذري وليس اصلاح سطحي لبنية الصراع الموروثة عن القديم المهترىءفالحقائق الملموسة الراهنة على ارض فلسطين التاريخية تؤكد ان سكانها اليوم اصليين ومستوطنين يشكلون كلا واحد ا من حيث مصلحتهم في البقاء على قيد الحياة،”
نُشرت هذه الوثيقة أولا في طهران، وجرى التكتم عليها، وأخفاها التجمع الذي به مآت “الشخصيات؟” العربية والفلسطينية ولم يعتذر عنها مما يؤكد أنه تجمع مع الاعتراف بدولة مع المستوطنين كما ورد في الوثيقة.
واليوم، الثالث عشر من حزيران 2018، تحدث “ارجوز” هذا التجمع على مغسلة الميادين ومما قاله :
“… القدس وفلسطين ستتحرروعلى المستوطنين والذين اتوا من الخارج ان يعودوا… وحرب التحرير الكبرى قريبا!!!”
فهل يُعقل يا سماحة السيد أن يكون لنفس الشخص موقف التبرع بوطننا للعدو ويُحتفى به ليكذب ويقول عكس ما كتب، وأين؟ على قناة المنار؟ فيديو يوم 16 ايار 2018 مقابلة مع غدار على فضائية المنار باعتباره بطل التحرير.
https://www.youtube.com/watch?v=asTbjFFx7Po
قد أكون دقيقا إذا قلت أن العتب على المنار لأنها قناة المقاومة، أما الميادين، فهي قناة ولي الفقيه والوهابية وأمريكا، ولم يبق امامها سوى ابواب “تل الربيع”.
لعل أطرف ما قاله هذا الأراجوز بأن الحراك في رام الله هو من الناس أساساً ومن “بقايا الفصائل” .وهي نفس عبارة السخرية من المقاومة الفلسطينية في وثيقة هذا التجمع إياها!! ولم يفته أن يقول بأن له فرع في رام الله وفي العراق! هذا التجمع الذي زعم أنه قاد هبة/انتفاضة 2015 !!! يا للهول!!! انظر ادناه.
وأخيراً، أرجو ان لا تأخذك البغتة من نقدي هذا، ذلك لأن هناك من يقول ما يجب ان يُقال، لسبب واحد في هذا الزمن، فقط، لأن عينه لم يغطيها الدولار، وأخذا بقول عنترة :
فشققتُ بالرمح الأصمِّ ثيابه… ليس الكريم على القنا بمحرَّمِ.
وهو سبق مقولة ماركس: “إن سلاح النقد لا يغني عن نقد السلاح”
@@@@@@@
أنظر التالي للتدقيق: ملخص لاهم التضاربات والتناقضات حول فرع التجمع المذكور في فلسطين تحت تسمية الجبهة الوهمية في فلسطين التاريخية، وذلك في متابعة للرفيقة حياة ربيع:
التضارب في الاعلان عن الجبهة المزعومة:
كتبت القدس العربي انها تعلن لاول مرة بتاريخ 16 اكتوبر 2015عن تأسيس “كيان سياسي”جديد اسمه “الجبهة الوطنية الميدانية الموحدة في فلسطين التاريخية”بينما موقع الجبهة ظهرعلى الفايسبووك على الاقل منذ 21 تموز 2013 باسم “الجبهة الوطنية الموحدة في فلسطين التاريخية”
التضارب في الاسم:
تذكر القدس العربي بتاريخ 16 اكتوبر2015 انها تعلن لاول مرة عن تأسيس كيان سياسي جديد اسمه ’الجبهة الوطنية الميدانية الموحدة في فلسطين التاريخية’ ويتبعها كذلك الصحف الإلكترونية الباقية بينما ظهرت صفحة على الفايسبووك باسم “الجبهة الوطنية الموحدة في فلسطين التاريخية” أقله من تاريخ 21 تموز 2013 . “الجبهة الوطنية الفلسطينية” تغير اسمها وصورتها على بروفايل الصفحة بتاريخ 21 تموز 2013 وتصبح “الجبهة الوطنية الموحدة في فلسطين التاريخية” يبدو ان “الميدانية” قد سقط سهواً من الاسم اثناء التغير
التضارب حول البيان رقم (1):
زعمت القدس العربي لاول مرة عن بيان نداء (1) بتاريخ 16 اكتوبر2015
مع ان موقع الجبهة على الفايسبووك اصدر بياناً غير منسوب بعنوان نداء (1) مؤرخ بتاريخ 15 تموز 2013 ونُشِر بتاريخ 23 تموز 2013
التضارب في الاعلان عن “الوثيقة المرجعية”:
صفحة البوابة الإلكترونية تنشر بتاريخ 19 اكتوبر2015 انها اتطلعت على وثيقة حصلت عليها القدس العربي انفرادياً (بطريقة جيمس بوندية) بتاريخ 16 اكتوبر2015
بينما وثيقة “صرخة ونداء وطني من الأعماق” تقول في نسختها شباط 2016 انها سبق وصدرت “قبل ثمان سنوات تقريباً”