ادلب… هل يستطيع أردوغان تنفيذ مخططه؟ لست متأكداً
الدكتور خيام الزعبي
من حق ادلب أن تحبس أنفاسها هذه الأيام فربما أصبحت الفترة القليلة المقبلة حبلى بإنجازات كبيرة وعظيمة، حيث
تشير التقارير الصحفية بتصاعد وتيرة الانجازات الميدانية والعمليات العسكرية للجيش العربي السوري وحلفاؤه في مناطق مختلفة من إدلب لتطهير الأرض من إرهابيي تنظيم جبهة النصرة والمجموعات التي تعمل تحت رايته التكفيرية الظلامية.
على خط مواز، تمكن الجيش من السيطرة على مدينة خان شيخون، وانطلق منها للسيطرة على مساحات واسعة، قبل أن تتمركز قوات الجيش السوري على بعد أقل من ثمانية كيلومترات من مدينة معرة النعمان الإستراتيجية، والتي تمثل آخر العقبات أمام فتح الطريق الدولي الذي يمر عبر محافظات حمص وحماة وإدلب وصولاً لحلب، وفي الاتجاه الأخر فتحت ممرات لإخراج المدنيين من ادلب برعاية روسيا، وهذا يعكس جدية العمل على إنهاء وضع إدلب إن كان عسكريا أو سياسيا الأمر الذي دفع تركيا إلى إعادة تنشيط تحركاتها الدبلوماسية لتحصيل مكاسب لها.
ويبدو من خلال قراءة المشهد الميداني، أنّ تركيا والدول الداعمة للجماعات المسلحة أصبحت في وضع محرج وفاقدة للقدرة على منع قرار الجيش السوري في تحقيق هدفه الأساسي بتحرير ادلب من سيطرة الجماعات المتطرفة بعد أن أصبح في وضع مَن يقرّر مسار الأمور في الميدان العسكري، في هذا الإطار باتت معركة ادلب في آخر مراحلها، خاصة بعد تحرير مناطق مختلفة من ريفي ادلب وحماه، وكنتيجة طبيعية، بدأ الرئيس التركي محاولاته لإقناع “النصرة” بالخروج من إدلب والبديل حرب جديدة في ليبيا بالإنسحاب من ادلب، وهذا يؤكد العجز التركي في تقسيم سورية والمنطقة لحماية امن الكيان الاسرائيلي الإرهابي و أن خارطة القوى قد تغيرت لصالح الجيش السوري.
بالتالي إن إنهيار دفاعات المجموعات المسلحة في ادلب أمام قوات الجيش السوري، تعطي الإنطباع بأن المعركة لن تطول، لذلك فإن الخيبة التركية تأتي بعد أن كانت تظن بأنها ستحقق أهدافها في حربها على سورية، فتركيا كانت تعتزم إعلان زعامتها مجدداً على المنطقة وبناء معادلة إقليمية وتوازن قوى جديد لصالحها يجعل منها لاعباً قوياً في المنطقة ورقماً مهماً يصعُب تجاوزه، لكن هذا الأمر لم يحصل.
في هذا السياق، لم تعد الأمور بحاجة لوقت، فلو كان لتركيا وحلفاؤها أي قدرة على تغيير مجريات الميدان لصالحها في ادلب لحصل ذلك في ذروة عدوانها، برغم إرتكابهم كل الجرائم إلا أن هناك إرادة حديدية جسدها كل مقاتل من أفراد الجيش السوري وذهبت جميع محاولاتهم للنيل من صمود الجيش السوري أدراج الرياح ولم يحصدوا إلا الخيبة والهزيمة أمام الإيمان المطلق لتحقيق النصر النهائي بدحر الإرهاب عن الدولة السورية.
مجملاً… أوشكت سورية أن تطوي صفحة تنظيم النصرة وإرهابها، وأن الرهان الآن عليها هو لعب في الوقت الضائع، ولم تعد تخبّطاتها وسلوكياتها لتجدي نفعاً، ولا لتحقق هدفاً، فصمود هذا التنظيم لن يستمر طويلاً، كما سقوطه لم يأخذ كثيرا من الوقت، بذلك أصبحت تركيا أقل قدرة على تحقيق رهاناتها في إدلب وشمال سورية، خاصة بعد استعادة الجيش السوري وحلفاؤه زمام المبادرة في توسيع نطاق السيطرة في مختلف المناطق.
باختصار شديد: بعد انتصار الجيش السوري في الميدان، لم يعد هناك من شكوك حول حسم القيادة السوريّة قرارها باستعادة السيطرة على كامل أراضيها وقدرة الجيش على تنفيذ هذا القرار، وسف أحلام ومشاريع تركيا ليقضي على أمالها في انتصار حليفتها “القاعدة الإرهابية”.