ما بعد صفقة القرن : الرد الفلسطيني
د. لبيب قمحاوي
البكاء والعويل والصراخ لن يجدي شيئا. المطلوب الآن من الفلسطينيين الخروج ببرنامج عمل وطني يستفيد من دروس وأخطاء الماضي ، ويعمل على معالجة أسباب الخلل الذي أصاب الموقف الفلسطيني وأضعفه وجعل من الممكن لأعداء فلسطين الخروج بصفقة تأخذ من الفلسطينيين كل شئ ولا تعطيهم سوى الذل والمهانة.
الاعتماد على النفس والعمل على الخروج من قمقم الاستسلام والنزعة نحو السلام المنقوص الذي وضعت القيادة الفلسطينية شعبها فيه منذ أوسلو أصبح الآن ضرورة وطنية. وفي هذا السياق على الفلسطينيين البحث في داخلهم عن مكامن القوة والعزة وتعزيزها وتطويرها ، وفتح الأبواب أمام الاجيال الشابة لقيادة العمل في المرحلة المقبلة.
الرد الحقيقي على صفقة القرن يكون من خلال برنامج عمل فلسطيني جديد يركز على ما يلي :-
أولا: الإعلان عن رفض الفلسطينيين لحل الدولتين ورفضهم تقسيم فلسطين التاريخية لأن كلا الأمرين في غير مصلحة الفلسطينيين ضمن معطيات موازين القوى السائدة.
ثانيا: توحيد وإعادة ترتيب البيت الفلسطيني على قاعدة أولوية الصراع مع العدو الصهيوني.
ثالثاً : إعلان الإنتفاضة المفتوحة في كافة انحاء فلسطين على قاعدة الغاء مفهوم الاحتلال الهادئ.
رابعاً: إعلان السلطة الفلسطينية الغاء اتفاقات أوسلو وما تمخض عنها ووقف كافة أشكال التنسيق مع العدو الصهيوني، والإعلان عن حل السلطة الفلسطينية.
إن قوة أي برنامج عمل يكمن في بساطته ووضوحه والتزامه بالثوابت الوطنية.