تنبّهوا واستفيقوا أيها العرب
ساهر يحيى*
تنبّهوا واستفيقوا أيُّهَا العَـرَبُ فقد حلّت بنا الخطوب وأصابتنا الأرزاء حتى بلغت حدّ الركب ، وإني أتعجّب من هذا الصبر الّذي نحن فيه ، وأتمنى لو أن هذا الصبر يُنفق في ساحات المعارك لقتال أعداء الله والحب والإنسان .
ضاعت فلسطين ؛ وتَهالك الصومال ؛ وتَسَول لبنان على أبواب العربان ؛ وقُسمَت السودان ؛ وحَلَّت الفوضى بتونس الخضراء ؛ ودُمرتْ سوريا والعراق ؛ وكثيراً ما وقع الجور والظلم على دول الأمة العربية وشعوبها فلم تَظهر أي شكوى أو تململ .. وكثيراً ما استغضبتهم فلسطين فلم يَبدو على عربان السعودية الوهابية الخائنة والخليج الداعر غضب أو بدت منهم حمية أو أنفة ..
واستبيح اليمن يَقْتُلُونَ شَعبه باسمِ الله والعروبة وهم أعداء الله والعروبة والإنسان . يَقْتُلُونَ شَعب اليمن لأنه قال كلمته الفَصْل ” كفى ” لمُلوك وأُمراء العهر العربي والخَيبة العربية .
وليبيا تلك الجماهيرية التي كانت قبلة الدنيا في الأمن والامان ، وكان شعبنا العربي ينعم فيها بالثروة والرفاه باتت تعاني من التشتت والدمار وغياب القانون .
إنه زمن العهر العربي .. زمن اللا أخلاقيات ؛ زمنٌ وصَل فيه الغدر والخداع إلى القمم العربية بعد أن إشتراها الأعراب بأبخس الأثمان ؛ وأبعدوا عنها شرفاء الأمة ليندثر ما تبقى من شرف رفيع في دهاليز وأقبية متاحف التاريخ ؛ وتربع على مقاعدها الصَدئة الأعراب والخونة والعملاء دون منازع .
تَنَبَّهُـوا وَاسْتَفِيقُـوا أيُّهَا العَـرَبُ وانقلبوا على زمن البترودولار ؛ وعلى خَصِيَّ الرجال ؛ وعلى زنْمى الزنماء ؛ وعلى لقطى اللقطاء ؛وعلى أصحاب الرايات السوداء الذين يُريدون أن يُسقطوا ( الحاء) من أحلامنا لنعيش (آلامنا) .
تَنَبَّهُـوا وَاسْتَفِيقُـوا أيُّهَا العَـرَبُ إنه زمن الردة و البُهتَان الكل فيهِ نائمٌ أو مُهَانٌ أو جَبانٌ . فقد اشتد الصراع في بلادنا العربية من أجل الاسئثار بالسلطات والمغانم والثروات ، والحرب لخدمة أمن وسلامة اسرائيل وأعداء الأمة العربية المنكوبة .
تَنَبَّهُـوا وَاسْتَفِيقُـوا أيُّهَا العَـرَبُ فالمذلة أصبحت فيكم طبعا مُكتسَباً فلا نخوة ولا حميّة ولا غضب لكرامة مهدورة حتى أن الإحساس بالجور والظلم لم يعد يُشْعَرْ بهِ أو يُحْسُّ .
جَحَافل المُرتزقة الأوغاد تَجتَاح الدول وعواصمها والمُدن والبلدات وميليشياتهم الوهابية الداعشية تتصارع في الشوارع والطرق والأزقة بالمفخخات والأحزمة الناسفة والعبوات المزروعة والمسدسات الكاتمة للصوت، من أجل اعادة تقاسم السرقات والثروات التي اصبحت مباحة للفاسدين بمئات المليارات من الدولارات ، في حين يعيش الشعب العربي على امتداد خارطة الأمة حياة بائسة في ظل غلاء الفاحش وبطالة واسعة وازمة سكن الخانقة ، وانعدام الخدمات، والتصاعد الخطير في اعداد الأرامل والأيتام، وما تسببه من نتائج كارثية على الأمة وبُنيَتها الاجتماعية .
تمنُّونَ نفوسكم بآمال خادعة وأوهام زائفة بينما أنتم حقيقة مسلوبي الإرادة وقد حكمتم بالقوة .. ألستم احفاد من دانت الأرض لهم شرقا وغربا و كلّلتهم العزّة أينما ذهبوا و حلّوا .. ألشتم حفدة أجداد أشادوا حضارة باسقة الراية وطيدة الطود لا تنال منهم يد طامع .
عليكم أن تعدُّوا للأمرِ عدَّته وأن تغتنمُوا فرصةً ذهبيةً متاحة لكم قلَّما يجودُ بها الزّمانُ .. هيا إلى السلاح .. حيا إلى الجهاد .
هيا إلى السلاح .. حيا إلى الجهاد .
رحم الله الشاعر إبراهيم اليازجي الذي قال :
تنبّهـوا واســـــــــــــتفيقوا أيّها العــربُ
فَقَدْ طَمَى الخطبُ حتّى غاصَتِ الرُّكَبُ
28 اذار 2015
ساهر يحيى .. بيروت – لبنان