و للخرس بقية و بقايا .. فانخرسنا مرة أخرى
بشير شريف البرغوثي
نشرت بعض مراكز الأبحاث الأمريكية ما يفيد أن هناك قيادة عراقية سوف تقدم إلى محاكمات شبيهة بمحاكمات نورنبيرغ سنة 1990
مرة أخرى :
وزع الأمريكان بعد ذلك بسنوات بطاقات تحمل صور القادة العراقيين “المطلوبين” .. و تم الغزو سنة 2003 و تم تشكيل محكمة على غرار المحاكم الدولية بصياغة عراقية و رغم ذلك ظل كثير من الإخوة العراقيين يقولون ” أبد ما يصير .. ما يجوز يسلموا العراق لإيران”
كنت أقول : انتهى الأمر القضية أصبحت فقط قضية الحصول على الحق في محاكمة عادلة !! و كان ثمن تحليلي هذا باهظا و كان مرفوضا باستكبار لا مثيل له !
فانخرسنا مرة أخرى
صعد الرئيس إلى المشنقة و ظل رئيس هيئة الدفاع عنه يقول : ” أبد ما يصير”
منذ سنة 1981 كان هناك خطأ في التقدير الإستراتيجي العراقي يقوم على أن امريكا لن تبدل نظام حكم قومي علماني بنظام ولاية الفقيه
و بالتالي يمكن للعراق و قد خرج من الحرب مع إيران أن يتحرك كما يشاء دون خوف أقول:
كيف أن الرؤوس التي حملت هذه الفكرة تسببت في إفشال كل جهود رأب الصدع و مع ذلك – بل و ربما لذلك السبب نجت !!! حتى الآن
لا أريد الإطالة في تفاصيل عاصفة الصحراء و درع الصحراء .. كنت و غيري كثيرون يتمنون أن لا ينصب جحيم التحولات الدولية على العرب .
استطاعت سوريا و مصر ان تنجوا من تأثيرات الدرع و العاصفة مؤقتا و تحمل الأردن و فلسطين الثمن
كان ابو عمار يلوح منذ أواخر الثمانينيات أن القدس على مرمى حجر و أن هناك ضوءا في نهاية النفق
كنت أعلم أن هناك مغازلة تمت بين ابو عمار و عزرا وايزمان قبيل اجتماع المجلس الوطني الفلسطيني في الجزائر لإعلان الدولة .. عن طريق وسيط فلسطيني
لكن بعد 1988 و بعد تردي الوضع العربي بدأ القلق من استمرار تفاؤل السيد عرفات قلت لنفسي : هذه ليست معادلة سياسية ! هذه بحاجة إلى ” شيخ طريقة ” يحلها ! ..
قال لي الشيخ : فعلا لقد سألت ابو عمار عن سر تفاؤله .. بهدوء “وشوشته” هل أسر لك الملك حسين بشيء؟ فقال لآ ! قلت معقول الأمريكان فنفى .. احترت و قلت لم يبق إلا اليهود ! كنت أنتظر سماع الإجابة : أيوه يا شيخ , بماذا أجابك ؟ قال : ما حكى .. و أعطاني مائة ألف دينار ! و ابتسم لكن السؤال ظل قائما ما مصلحة فلسطين و ما مصلحة العراق و ما مصلحة العرب في إرسال أعضاء فتح إلى العراق إلى ساحة لا يعرفونها جيدا و العراق ليس بحاجة إلى قوات مشاة أصلا .. و لماذا معاقبة من لم ينصاعوا للأمر بالذهاب إلى العراق ؟
صار مجرد التساؤل “تهمة ” و تشكيكا بالقيادة
فانخرسنا مرة أخرى.