لديهم ما يبيِّتونه .. والآتي يستنفرهم!
عبد اللطيف مهنا
غزة لم تعد تحتمل، وفي الضفة عمليتان فدائيتان تواترتا خلال يومين في اريحا والقدس.. وبعد أيام ذكرى معركة “الكرامة”، و”يوم” الأرض، وبعدهما بأسابيع قليلة تحل ذكرى النكبة، ومعها نقل السفارة الأميركية للقدس.. وفوق ما تقدم هسيس “صفقة القرن” التصفوي يدب في عواصم التبعية وعار المرحلة في دنيا الأمة المغيَّبة..
المحتلون، والأوسلويون، وعربهما، مستنفرون.. حديث “مسيرة العودة الكبرى” واستعداداتها الجارية في غزة، وصداه في الضفة، ورجعه في الجليل، فالمنافي، يقلقهما حد الهلوسة.. “يدعوت احرونوت” تنفث “تحذيرات استراتيجية” مصدرها تقارير أمنية تقول:
إن المواجهة بين “الشارع الفلسطيني” والاحتلال “باتت قريبة جداً”، وتضيف:
“وفي خط موازٍ فإن المواجهة بين الشعب الفلسطيني، وتحديداً في الضفة الغربية، والسلطة أصبح وشيكاً”..
“التحذيرات الاستراتيجية” هذه، ومحذورات القادم الشعبي الفلسطيني، ولقطع الطريق عليه، وراء مسارعة المخابرات المصرية للاستفسار من غزة عن كنه مسيرتها، وكذا مسارعة أبو مازن لاتهامها بمحاولة اغتيال الحمد لله وفرجه، وتحميل المغفور لها “المصالحة” وزر المحاولة، التي “لن تمر”.. وصولاً إلى:
“بصفتي رئيساً للشعب الفلسطيني قررت اتخاذ الإجراءات الوطنية والقانونية والمالية كافة من أجل المحافظة على المشروع الوطني”!!!
من نصّبه “رئيساً” على الشعب الفلسطيني نعرفه، وإجراءاته “الكافة” وفهمناها، يعني المزيد من القرارات العقابية لغزة المحاصرة.. أما مشروعه “الوطني”، فلا علم لأحد في الساحة الفلسطينية به بخلاف معهود “التنسيق الأمني” الجاري و”المقدَّس”!!!
.. لدى جبهة أعداء شعبنا ما تبيّته، أما بالنسبة له فقد بلغ السيل الزبى.. الآتي لن يحمل سوى نذر تصاعد المواجهة، أما الصراع فلا من قوة في الأرض بمستطاعها إنهائه.. حتى العودة..