حين ينطق القلم

ما ثبت بالعيان لا يمكن نفيه بالبرهان

بشير شريف البرغوثي

بشير شريف البرغوثي

 

قبل و منذ بداية و بعد الحرب على سوريا و أنا أقول إن كل تقارب بين البلدين مصلحة بقاء للشعب العربي الواحد في البلدين
كان ذلك مصدر عنت .. لأن هناك افرادا و جماعت كان لها مصالح ضيقة في تأجيج النزاع بين الشعبين
لكن السؤال الحاسم كان دائما : من المستفيد من أي تصعيد بين سوريا و الأردن ؟
و لم اكن و لآ أزل أجد إلا طرفا واحدا : هو “إسرائيل”
و طبيعي أن لا أكون مع أي موقف يفيد “إسرائيل”
الآن باتت الحاجة إلى التكامل الأردني / السوري/ الفلسطيني / اللبناني / المصري أقوى من أي وقت مضى
الحديث هنا لا يدور عما كان من هذه الحكومة أو تلك أو ما كان من هذا الشخص أو ذاك .. بل عن تحدٍ وجودي
تحدٍ واضح و معلن من جانب إ”سرائيل” و من جهات أمريكية عديدة و يتمثل في إنهاك المنطقة و تفتيتها
الأمر لا يحتمل “مزاحا” ثقيل الدم و لا يحتمل أن يحاول طرف أن يكون وصيا على طرف آخر
الأمر يمس أمن و سلامة كل العرب و لن تستطيع كل دولة على حدة أن تواجه الخطر وحدها
لا مصلحة لنا أبدا في عداء إيران أو تركيا أو البكستان .. و لكن أيضا لا مصلحة لنا في قيام أي قوة أجنبية بغزو أرض عربية
هنا علينا الإحتكام إلى الحد الأدنى من التفاهم بين العرب : القانون الدولي الذي يمنع تدخل دولة في شؤون داخلية لدولة أخرى بحجة حماية مواطني دولة ما من دولتهم !! هذا سخف و غير مقبول لكن في نفس الوقت من حق كل دولة قائمة و موجودة ضمن حدود معترف بها دوليا أن تطلب مساعدة دولة أخرى سياسيا أو اقتصاديا أو عسكريا
يعني من حق الدولة السورية طلب الدعم من أي دولة
و من حق الأردن كذلك
لكن ليس من حق مواطن أو حزب أو جماعة ما تعيش داخل دولة أن تستعين بجهات خارجية .. هذا الخطأ التاريخي الذي ارتكبه العرب في ليبيا يجب أن يتم كبحه لأن نتائجه مدمرة فقد حول الدول إلى ميليشيات و حول الميليشيات إلى دول .. إنه انتحار
و ما ثبت بالعيان لا يمكن نفيه بالبرهان

بشير شريف البرغوثي

بدأ الكاتب بشير شريف البرغوثي حياته المهنية مترجما و محللاً سياسياً و باحثاً في دار الجليل للنشر و الدراسات و الأبحاث الفلسطينية في العاصمة الأردنية عمان و خلال الفترة من سنة 1984-1989 صدرت له عن تلك الدار عدة كتب و أبحاث باسمه أو باسم الدار و تميزت كلها بالريادة و استشراف الأحداث و كان كتاب " إسرائيل عسكر و سلاح " سنة 1984 أول من أوائل الدراسات العربية حول خطورة تمدد المجمع الصناعي العسكري الإسرائيلي في العالم. و في سنة 1986 أصدر أول دراسة شاملة عن تأثير المياه في الصراع العربي الصهيوني بعنوان " المطامع الإسرائيلية في مياه فلسطين و الدول العربية المجاورة و قد ظل هذا الكتاب سنوات طويلة مرجعا أساسيا لكثير من الدراسات و الدارسين و الساسة , و قد تنبأ فيه إلى أهمية مطالبة الفلسطينيين بتعويضات عن الاستغلال الإسرائيلي لمياههم و مواردهم الطبيعية فور ان تسنح أية بادرة تفاوض !

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *