أقلام الوطن

نتنياهو يوظف الصفقة ويعلن بقاء”اسرائيل” في الضفة الغربية الى الابد…! نواف الزرو

نواف الزرو

نواف الزرو*

 

في اقرب واحدث تصريحاته عن تداعيات صفقة القرن التصفوية، أكد نتنياهو، أن لجنة فرض السيادة من خلال رسم الخرائط والمشكلة بفريق إسرائيلي- أميركي، قد بدأت أعمالها بعد تشكيلها، وأنها قريبًا ستكمل مهمتها، وقال: “إن هذا الفريق سيحقق السيادة، على ما تبقى من وطننا في الضفة الغربية وغور الأردن وشمال البحر الميت، وهي مناطق تُعد جزءًا لا يتجزأ من دولة إسرائيل، وإلى الأبد  القدس المحتلة / سما / الأحد 16 فبراير 2020″، وهذا الموقف ليس جديدا أو مفاجئا، فنتنياهو بات يعلنه على مدار الساعة وفي كل مناسبة.بل وذهب أبعد من ذلك بالاستخفاف بشركائه في معاهدات السلام فأعلن على سبيل المثال:” إنه في حال فوزه بانتخابات الكنيست واستمرار توليه رئاسة الحكومة، فإنه سينفذ “صفقة القرن” وسيضم مناطق في الضفة الغربية إلى إسرائيل، وأن احتمال حل السلطة الفلسطينية وإلغاء الأردن لاتفاقية السلام مع إسرائيل “لا يهمّنا”.

وبالعودة قليلا الى الوراء، وفي هذا السياق ذاته، وبينما كان نتنياهو يقوم بجولة غرس أشجار في المستعمرات الممتدة من غوش عصيون-وسط الضفة الغربية المحتلة- مرورا بمعاليه ادوميم-شرقي الضفة- وصولا إلى ارئيل شمال الضفة الغربية، أعلن “بقاء” اسرائيل” في هذه الأماكن الفلسطينية الى الابد”، وكان يعلن في الوقت نفسه خلال مشاركته في”مؤتمر للهجرة والاستيعاب” ، “إنه سيعمل على إحضار مليون مهاجر يهودي جديد إلى إسرائيل”، وإنه يعتزم”إحضارهم من دول أوروبا الشرقية وأثيوبيا والولايات المتحدة وأميركا اللاتينية وأوروبا الغربية”، مؤكدا:”إنه يعمل من أجل استيعاب مهاجرين جدد، حيث “يجب تحويل دولة إسرائيل إلى دولة عظمى إقليمية اقتصادية ودولة عظمى تكنولوجيا، وتعزيز اقتصادها بشكل كبير ويصعب تنفيذ ذلك من دون مهاجرين يهود جدد”، مشيرا في السياق الى”إن استجلاب المهاجرين الجدد من اليهود بين 1989 – 2009 ، ومن بينهم مليون قادم جديد من دول الاتحاد السوفييتي السابق أنقذوا إسرائيل من النواحي الاقتصادية والأمنية والعلمية والديمغرافية// وكالات-27-1-2010”.

استحضر نتنياهو في تصريحاته هذه المرتكزات التي تقوم عليها الصهيونية ودولتها منذ مطلع القرن الماضي، ليضع الجميع مجددا –لمن يريد ان يرى ويقرأ – أمام معادلات “الأرض والترحيل والهجرة اليهودية والاستيطان والأمن”، ولكن  ليشير على نحو واضح بأن الهجرة هي القلب النابض لتلك الدولة، فلولا الهجرة اليهودية ما كانت دولة”اسرائيل” وما كانت المستعمرات منتشرة كالسرطان في الجسم العربي الفلسطيني، ف”الهجرة مصلحة وجودية لدولة اسرائيل –كما كتب جلعاد شارون / نجل رئيس الوزراء ارئيل شارون في يديعوت”.

فالحركة الصهيونية هدفت منذ البدايات إلى حشد الملايين من اليهود في فلسطين لتهويدها بالكامل من جهة، و لجعلها قاعدة انطلاق للغزو الصهيوني للوطن العربي من جهة ثانية، أما الدستور الفعلي الذي سار على نهجه الصهيونيون فقد سجله إعلان استقلال الكيان الصهيوني في الفقرة الخامسة منه، إذ نص على”أن تظل دولة إسرائيل مفتوحة لهجرة اليهود من جميع البلدان التي انتشر فيها”.

إذن، هي الأمور كذلك في الخلاصة، الهجرة اليهودية بمعنى الغزو الصهيوني، والسيطرة على الأرض العربية الفلسطينية، واحكام القبضة الصهيونية عليها وعلى المنطقة، ولكن بغطاء ودعم كامل من ترامب وصفقته…؟!

ما يستدعي بالضرورة إن عاجلا ام آجلا انتفاضة فلسطينية شاملة، وكذلك يقظة  وانتفاضة عربية في العمق…!

فهل نرى يا ترى هذه اللحظة الانتفاضية….؟!

Nzaro22@hotmail.com

نواف الزرو

-اسير محرر امضى احد عشر عاما في معتقلات الاحتلال الاسرائيلي ، حكم بالمؤبد مدى الحياة عام 1968 وتحرر في اطار صفقة تبادل الاسرى عام 1979 . - بكالوريوس سياسة واقتصاد/جامعة بير زيت-دراسة من المعتقل. - كاتب صحفي وباحث خبير في شؤون الصراع العربي - الصهيوني

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *