تضامنوا مع المناضل خضر وناصروه وتذكروا جيدا أن “الساكت عن الحق شيطان أخرس”
سلطة رام الله تواصل اعتقال القيادي الفتحاوى حسام خضر على خلفية إبداء الرأي!!
محمود كعوش
– أقدمت أجهزة أمن السلطة الفلسطينية يوم الجمعة الماضي الموافق السادس من آذار/مارس الجاري، على اعتقال حسام خضر، القيادي البارز في حركة “فتح” النائب في المجلس التشريعي الفلسطيني رئيس “لجنة الدفاع عن اللاجئين الفلسطينيين”، بعد مداهمة منزله في مخيم بلاطة شرق مدينة نابلس، شمال الضفة الغربية المحتلة. وحدثت عملية الاعتقال التي لقيت استنكارا وإدانة من قبل الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج على خلفية منشورات وكتابات له على بعض وسائل التواصل الاجتماعي.
وقالت أميرة، إبنة النائب خضر، عبر صفحتها على “فيسبوك أن “جهاز الأمن الوقائي برفقة القوات المشتركة اقتحموا منزلهم في مخيم بلاطة، واعتقلوا والدها بالقوة”.
وأضافت “اعتقلوه بكل همجية ووحشية سبق لي أن شاهدتها من قبل عامي 2003 و2011، عندما اقتحمت قوات الاحتلال الصهيوني منزلنا واعتقلوا والدي”.
وأكدت أميرة “تعرضها للاعتداء” من قبل قوات أمن السلطة، مشيرة إلى أن مسلحيْن احتجزاها ومنعاها من الحركة “وتم دفعي وإيذائي بأيديهما”، وتساءلت: “ترى من تتلمذ على يد مَن!!”.
وعقب الاعتقال، أطلق مسلحون في مخيم بلاطة النار بكثافة في الهواء؛ احتجاجا على اعتقال خضر.
– حسام خضر مناضل وقائد وطني فلسطيني بارز غنيّ عن التعريف، اعتقل أكثر من عشر مرات، وأمضى 20 سنةً في سجون الاحتلال الصهيوني، وهو عضو مُنتخب في المجلس التشريعي الفلسطيني، وآخر مرة اعتقل فيها كانت على خلفية نشاطاته في انتفاضة الأقصى المباركة التي انطلقت في أواخر أيلول/سبتمبر من عام 2000، إثر اقتحام رئيس الحكومة “الإسرائيلية” الأسبق المقبور آرئيل شارون للمسجد الأقصى المبارك.
تضامنوا مع المناضل خضر وناصروه وتذكروا أن “الساكت عن الحق شيطان أخرس”!!
رغم تبوئه مناصب رفيعة، من بينها نائب في المجلس التشريعي، وعضو لجنة مركزية في حركة فتح، وفي المجلس الوطني الفلسطيني، واصل ابن العائلة المهجّرة من حي العجمي في يافا، الإقامة في مخيم بلاطه، واصفا المخيّم بأنه ينبوع عطاء وصمود لا ينضب، متحدثا بألم وعزّة عن المخيّم بالقول: “أترون هذا الطريق وتقاطعاته (مشيرًا إلى الزقاق الذي يقطن فيه)، كل بيت فيه قدّم شهيدا أو أسيرًا أو كلاهما أو أكثر”
هو مناضل عنيد، وأسير صلب، مثقف عضوي، وناقد جريء، مخلص بشّدة لقناعاته دون تسهيلات، يحمل الثوابت بثبات وعلى رأسها حقوق اللاجئين، حريص بشدة على الوحدة الوطنية وعلى إنهاء الانقسام في البيت الفلسطيني، وحيثما حلّ شكّل حالة نضالية تشحن المعنويات.
هو من مبعدي الانتفاضة الأولى، ودفع فاتورة باهظة لنضاله الوطني، فقد أنهى قبل أيام فترة الاعتقال الخامسة والعشرين، لكنه يؤكّد أنه ماض في طريقه مهما كان الثمن.
انخرط حسام في العمل النضالي منذ نعومة أظفاره في إطار حركة التحرير الوطني “فتح”، ويعتبر أحد قادة ومؤسسي الحركة الطلابية في جامعة النجاح الوطنية، حيث حصل من هذه الجامعة على بكالوريوس إدارة أعمال وعلوم سياسية، وكان دائمًا في مقدمة صفوف المواجهة المباشرة مع جنود الإحتلال، مما عرضه للإصابة مرتين عامى 81، و87 في كتفه الأيسر وساقه اليمنى.
يؤيد خضر الاحتجاجات الاجتماعية في الشارع الفلسطيني، لكنه ضد تخريب الممتلكات العامة، معتبرا أن الاحتلال والاتفاقات معه كاتفاقات باريس والسياسات الاقتصادية المتراكمة هي أساس البليّة، ويرى أن اية حكومة فلسطينية، مهما كانت، لن يكون بمقدورها تحقيق الكثير في هذه الظروف، معتبرًا أن الاحتجاجات يجب أن توجّه بالأساس ضد الاحتلال لأنه المسؤول الأوّل عن تدمير كل مناحي الحياة الفلسطينية، بما فيها الاقتصاد.
مشاكس كعادته، لا يتجنب توجيه النقد حين يشعر بضرورته، من غير حسابات للثمن أو لتأثيرها على علاقاته مع المسؤولين. وصفه أحد قادة حركة فتح بأنه يسبق الكثيرين في تشخيصه للحالة الفلسطينية، فيُحارَب، لكن بعد سنوات يثبت أن ما قاله كان على صواب فيكون العلاج متأخرًا.
وقال خضر، قبل سنوات كان المستوطنون لا يتنقلون من مكان لأخر إلا بحماية جيش الاحتلال، لكنهم اليوم باتوا يصولون ويجولون، وأصبح الفلسطيني بحاجة لحماية حين يتنقل من مكان لآخر.
ويبدي خضر تشاؤما من الوضع الفلسطيني العام، ويقول: ” أنا شخص متفائل، وكان لدي إيمان راسخ بأن جيلنا سيحرر فلسطين، لكن في ظل هذه الأوضاع وفي ظل الانقسام والقيادة الحالية لا يوجد بريق أمل أن نعيش في جزئية من الكرامة”.
يرى خضر ان الشارع الفلسطيني محبط نتيجة لانسداد الأفق على كافة المستويات، ووصف الحالة الفلسطينية بأنها “حالة تسونامي من اليأس الوطني العام”، ويتوقع أن ينفجر هذا الإحباط بشكل عنيف
ويتنبأ باندلاع انتفاضة ثالثة ووصفها بأنها لا زالت جنينا في طور التشكيل في رحم الشعب الفلسطيني، وسيمر هذا الحمل بمرحلة مخاض ويولد على شكل انتفاضة جديدة لا يمكن التنبؤ بشكلها.
– قال تعالى
بسم الله الرحمن الرحيم
“وَمَا كُنَّا مُهۡلِكِی ٱلۡقُرَىٰۤ إِلَّا وَأَهۡلُهَا ظَـٰلِمُونَ” “سورة القصص – الآية 59”
الظلم يزيل النعم ويعجل بالنِقم
اللهمَّ إنا نعوذ بك من البرص والجنون والجُزام ومن سيء الأسقام.
– يخوض حسام خضر القيادي البارز في حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) والنائب السابق عنها في المجلس التشريعي منذ اعتقاله يوم الجمعة الماضي الموافق السادس من آذار/مارس الجاري إضرابا عن الطعام والماء والدواء أيضا رفضا لاعتقاله.
وقال شقيقه غسان إن حسام يعاني من وضع صحي صعب، لمعاناته من مرض في القلب، لكنه رغم ذلك يرفض تناول علاجه وطعامه وشرابه وحتى الكلام رفضا لاعتقاله، وأشار إلى أنه جرى نقله من سجن الجنيد بمدينة نابلس إلى سجن بيتونيا بمدينة رام الله.
وأضاف غسان في اتصال أجرته معه إحدى الفضائيات العربية أن شقيقه رفض أي شكل من أشكال التعاون أو التعاطي معهم من قبيل التحقيق أو غيره منذ لحظة اعتقاله، وأوضح أن الهيئة المستقلة لحقوق المواطن تمكنت من زيارته في سجنه بنابلس قبل نقله لرام الله واطلعت على ظروف اعتقاله.
ونقل عن الهيئة قولها في بيانها إنها تتابع الإجراءات القانونية التي اتخذت بحقه، وتؤكد موقفها الرافض لحجز حرية أي شخص على خلفية منشورات أو كتابات على وسائل التواصل الاجتماعي، وطالبت بالإفراج الفوري عنه نظرا لظروفه الصحية واستمراره في رفض تناول الطعام والدواء.