“رمزان فلسطينيان لا يُنسيان، الختيار والشيخ الجليل”
الذكرى 16 لاغتيال الشيخ المجاهد أحمد ياسين
جريمة اغتيال الشيخ الجليل
بقلم: محمود كعوش
(في 22 آذار/ مارس 2004، تمكنت صواريخ الغدر الصهيونية من جسد الشيخ)
(وذكر إن نفعت الذكرى)
يوم استهدفت صواريخ الغدر الصهيوني، أمريكية الصنع، جسد الشيخ أحمد ياسين، مؤسس حركة “حماس” في 22 آذار/مارس 2004، أرسل الإرهابي المقبور آرئيل شارون أكثر من رسالةٍ إرهابيةٍ الى العرب والمسلمين، وبالأخص إلى حكام النظام الرسمي العربي.
في ذلك الوقت، كان النظام المصري منهمكاً بخطة شارون الخاصة بالانسحاب الصهيوني أحادي الجانب من قطاع غزة تحت وطأة ضربات المقاومة الفلسطينية الموجعة، وبمسألتي الأمن في القطاع وعلى الحدود المصرية – الفلسطينية بعد الانسحاب.
وفي ذلك الوقت، لم يكن قد مضى إلا وقت قصير على انتهاء مهمة الوزير المصري الراحل عمر سليمان الخاصة بذلك الأمر. وفي نفس الوقت أيضاً كان وزراء الخارجية العرب منهمكين في الإعداد لعقد مؤتمرهم التحضيري لقمة تونس التي انفرط عِقدها قبل انعقادها جراء رسالةٍ من تلك الرسائل التي أرسلها شارون، والتي أُضيفت الى رسائل سبقتها وأخرى لحقت بها أرسلها البيت الأبيض الى العديد من الحكام العرب بشأن “مشروع الشرق الأوسط الكبير” و”مستقبل الجامعة العربية” والمستقبل العربي برمته.
وفي ذلك الوقت، كانت الحملة الأمريكية ضد المقاومة العراقية قد بلغت ذروتها، وكانت الحملة العسكرية الأمريكية – الباكستانية في منطقة القبائل الباكستانية قد قطعت شوطاً متقدماً جعل من الصعوبة بمكان العودة عنها، أقله في المفهوم الأمريكي – الباكستاني.
جريمة اغتيال الشيخ أحمد ياسين الإرهابية وما حملت من مضامين وأرسلت من رسائل ما كانت لتحدث بالطريقة الخسيسة التي حدثت بها وفي ذلك الوقت بالذات لو لم يكن الإرهابي شارون قد حصل على موافقة أمريكية مسبقة، برغم نفي مستشارة الأمن القومي الأميركي آنذاك غونداليزا رايس لذلك.
وإلا فماذا كان المغزى من وجود وزير خارجية الكيان الصهيوني في واشنطن في نفس اليوم؟ ولِمَ كان الفيتو الأمريكي الذي تكرمت به الإدارة الأمريكية على الفلسطينيين والعرب عامة؟ وماذا عنت حالة الإرباك المشبوهة التي انتابت عدداً من الحكام ورؤساء الحكومات في النظام الرسمي العربي؟ ولماذا تطوعت تونس منفردةً بإلغاء القمة!!؟
لم يكن ممكناً وصف تلك العملية الجبانة التي نفذها الطيران الصهيوني وخطط لها وأشرف على تنفيذها الإرهابي شارون، وفق اعتراف ورد على لسانه في حينه، بأقل من جريمة حرب كان القصد من ورائها اغتيال الإنسانية والشرعية الدولية والقيم الأخلاقية والحضارية.
فكيفما كانت نظرتنا الى تلك الفعلة المستنكرة والمدانة شكلاً وموضوعاً، وكيفما كانت المعايير التي اعتمدناها في تلك النظرة، ومن أي زاويةٍ تمت نظرتنا، أجاءت في الإطار الإنساني أو الأخلاقي أو السياسي أو الأمني ما كان بالإمكان إدراجها تحت عنوان غير عنوان الإرهاب الرسمي الصهيوني المُدان جملةً وتفصيلا.
فاغتيال الشيخ ياسين الذي كان رجل فكرٍ وعلمٍ وتربيةٍ ودينٍ وسياسةٍ، ولم يسبق له أن حمل بندقيةً أو رشاشاً أو خاض معركةً عسكريةً أو قتل محتلاً صهيونياً أو مستوطناً صهيونياً أو اخترق أمن الكيان الصهيوني عِبْرَ حاجزٍ ثابتٍ أو متنقل أو طيارٍ أو بوابةٍ لثكنةٍ عسكريةٍ أو قاعدةٍ عسكريةٍ، وحتى لو رغب في ذلك لما تمكن بسبب إعاقته الجسدية، لا يمكن مضغه أو هضمه حتى من قِبَل خصومه لا أصدقائه ومعارفه وأبناء جلدته فحسب، إذا ما تمت النظرة الى الاغتيال من زاويةٍ إنسانيةٍ أو زاويةٍ أخلاقية.
واغتيال الشيخ لا يمكن إدراجه تحت عنوان النصر السياسي للكيان الصهيوني، لأن الشيخ الشهيد كان يمثل حالةً روحيةً ورمزيةً خاصة، بينما كان المكتب السياسي لحركة “حماس” هو مصدر القرار السياسي.
كما أنه ما كان بالإمكان في مطلق حالٍ إدراج عملية اغتيال الشهيد الجبانة تحت عنوان النصر الأمني الاستراتيجي للإرهابي المقبور آرئيل شارون وجيش احتلاله وأجهزته الأمنية، لأن الشيخ لم يكن صاحب قرارٍ أمنيٍ أو عسكريٍ في وجود “القسام” الذراع العسكري لحركة “حماس” وفي وجود قادة كبار لهذا الذراع اغتال الكيان العنصري المجرم منهم من استطاع الوصول إلى أجسادهم وبقي من بقي وانضم إليهم من انضم لمتابعة المسيرة الطويلة والشاقة.
فالشهيد الكبير اختار البقاء في قطاع غزة ولم يلجأ الى “طورا بورا” ولا الى “جبال الأوراس” ولا إلى “أدغال إفريقيا” ولا حتى إلى “الجليل الأدنى أو الأعلى” لتمكين الإرهابي ومجرم الحرب شارون من التبجح بأن مهمته كانت صعبةً وأنه أنجز نصراً أمنياً كبيراً حقق له هدفاً استراتيجياً أكبر عندما وجه صواريخه من طائراته أمريكية الصنع الى كرسي القعيد التي لم تكن مصفحةً ضد الرصاص والصواريخ والأسلحة الصهيونية المحرمة دولياً.
لا شك أن تواجد الراحل الكبير المتواصل في قطاع غزة وعدم مغادرته للقطاع طوال فترتي الانتفاضتين الفلسطينيتين المباركتين في 1987 و 2000، جعل منه هدفاً سهل المنال كجميع رجال ونساء وأطفال غزة ورجال ونساء وأطفال الضفة الغربية.
فإلى جانب أن سطوة الوضع الأمني التي فرضها الاحتلال وقتذاك من خلال تواجد قواته في القطاع كانت تُحدد دائرة تنقل الشيخ الجليل، خاصة وأن وضعه الصحي لم يكن يساعده على أكثر من التنقل بين المنزل والمسجد لأداء الصلوات الخمس جماعةً، وربما لغرض المجاملات الاجتماعية “فوق العادة”، وكانت نادرة جداً في ظل الانتفاضتين والأوضاع الأمنية الصعبة التي كانت سائدة خلالهما.
وإذا كان الكيان الصهيوني قد هدف من خلال جريمته البشعة التي تمثلت باغتيال المجاهد الكبير الشيخ احمد ياسين إلى وضع حدٍ لما ادعاه زوراً وبهتاناً “التطرف” الفلسطيني، فقد ثبت خطأ ذلك لأن الشيخ كان معروفاً باعتداله، أكان ذلك داخل حركة “حماس” أم داخل حركة النضال الفلسطيني بشقيها الوطني والإسلامي.
فعلى صعيد حركة “حماس”، أقرَّ الجميع بما كان له من مبادرات إيجابية، أكان ذلك في إطار التهدئة او في إطار محاولة التوصل الى “حل سلمي مشرف” مع ذلك الكيان، إلا أن تلك المبادرات كانت في كل مرةٍ تُحبطُ من قِبَل الإرهابي المقبور آرئيل شارون ومن قبل الإرهابيين الصهاينة الآخرين، الذين تعاقبوا على السلطة اللقيطة في تل أبيب.
أما على صعيد الداخل الفلسطيني، فقد أظهر الشيخ الجليل، منذ ما بعد عودة منظمة التحرير الفلسطينية الى الأراضي الفلسطينية عام 1994، حرصاً بالغاً على أن يشكل مانعاً لأي اقتتالٍ فلسطيني – فلسطيني.
وأذكر له من بين فضائله على هذا الصعيد موقفاً كان له بعد اغتيال الشهيد محي الدين الشريف. فيومها أطلت الفتنة برأسها داخل المجتمع الفلسطيني ولولا حكمة الشيخ الذي فهم بفطنة الحكيم ما أراده في حينه نتنياهو الذي كان يهرب الى الأمام تجنباً لاستحقاقات سياسية كان يطالبه بها العالم. وقد عكست حكمته نفسها على الكثير الكثير من المواقف التي كان له فيها فضل كبير في تجنيب الفلسطينيين المواجهات الدموية. والشيخ كان يفعل ذلك من منطلق إيمانه بأن “الفتنة أشد من القتل”.
نعم كان الشهيد أحمد ياسين “ضامن الوئام” في الساحة الفلسطينية أكان ذلك داخل حركة “حماس” أو خارجها.
أما إذا كان هدف الكيان الصهيوني من وراء جريمة الاغتيال الآثمة تلك تغييب “الضامن” لخلط الأوراق في الساحة الفلسطينية وبالأخص في قطاع غزة، نعيد القول أن ظنه قد خاب أيضاً لأن قيادة “حماس” في الداخل والخارج تمكنت من التغلب على المحنة والتعالي فوق الجرح العميق من خلال الترتيب السريع لبيتها.
وفي حينه، دلل تطور العلاقات في ما بين حركة “حماس” وحركة النضال الوطني الفلسطيني بعيد الجريمة على أن الحكمة لم تكن قصراً على الشيخ فحسب بل كانت في حينه سمة كل قادة “حماس”، وقد ساعد في ذلك توفر حكمة مماثلة داخل صفوف حركة النضال الوطني الفلسطيني بقيادة الرئيس الفلسطيني الراحل الكبير ياسر عرفات.
أجزم أن ليس بيننا من يتنكر لحكمة “الختيارين”!! فالحكمة كانت في تلك الأيام سمةً ملازمة “لجميع الفلسطينيين، اكتسبوها من “رحم” المعاناة الطويلة والشاقة التي فُرضت عليهم من قِبَلْ الإرهابي اللعين آرئيل شارون وجميع الشارونات الذين سبقوه، وحافظوا عليها في ظل الشارونات الذين خلفوه. وإلا فما معنى تجاوزهم المحنة وتجنيب أنفسهم حالة الفوضى العارمة والتنابذ والتنافس التي أراد هذا الشارون إيقاعهم في فخاخها من خلال العملية الجبانة والمستنكرة التي أودت بحياة الشيخ الشهيد، والتي هدف من ورائها خلط الأوراق بصورة مربكةٍ وخطيرةٍ قبيل انصياعه للانسحاب من قطاع غزة وتنفيذه مشروعه أحادي الجانب فيه !!
أعيد التذكير بأن اغتيال الشيخ الجليل أحمد ياسين رد في حينه السِحَر على الساحر إذ لأول مرةٍ منذ إقامتي الطويلة في الغرب كنت قد رأيت صوراً مرفوعة بكثافة منقطعة النظير لشهيد فلسطيني في عواصم ومدن هذا الغرب. فما من مظاهرةٍ خرجت استنكاراً لعملية الاغتيال المجرمة، إلا وازدانت بصور الشهيد التي تصدرت شعارات الاستنكار والإدانة للكيان الصهيوني وللإرهابي شارون ومن خلفهما الولايات المتحدة الأمريكية، زعيمة الاستعمار الجديد في العالم.
رحم الله شهيد فلسطين والعرب والمسلمين وتغمده بواسع رحمته.
رحم الله جميع شهداء فلسطين والأمتين العربية والإسلامية.
الشيخ أحمد ياسين في سطور
حفر الشيخ المجاهد أحمد إسماعيل ياسين مكانة عالية بين العظماء، فعاش مقاومًا، وخرج من الدنيا كما عاش فيها مرفوع الرأس، حاملا لواء المقاومة ورافضًا الذل والاستسلام لكيان سرق الأرض واغتصب العرض وكل شيء.
كان الشيخ القعيد رمزاَ حقيقياَ جسد فكرة واحدة، كانت ولا زالت تهدد كيان الاحتلال، وهي فكرة الصمود والمقاومة التي هزت أركان واحد من أكبر الجيوش في منطقة الشرق الأوسط والعالم، هو جيش الاحتلال الصهيوني الغاصب.
رغم شلله الرباعي كان الشيخ ياسين أول قعيد يواجه بـ “كرسيه المتحرك” رصاص ودبابات الاحتلال، ويكلف الصهاينة مجلس حرب ويحرك طائراته ويفرض حالة من السرية حول عملية إجرامية أشرف عليها رئيس وزراء الصهاينة بنفسه وأرسل المقاتلات الأكثر تجهيزًا وضراوة لحماية طائراته من الأعلى لينفذ جريمة اغتيال جسده الطاهر.
عبر حياته الزاخرة، استطاع الشيخ ياسين أن يتدرج بأطفال الحجارة الذين أشعلوا الانتفاضة في ثمانينيات القرن الماضي ليكونوا جنداً وقادة ميدانيين قضوا مضاجع الاحتلال لعقود من الزمان.
تعرض ياسين، الذي ولد في 28 حزيران/يونيو 1936 في قرية الجورة التابعة لقضاء المجدل جنوبي قطاع غزة، وهو في السادسة عشر من عمره لحادثة أثرت غيرت حياته كلها، إذا أصيب بكسر في فقرات العنق إثر مصارعة ودية بينه وبين أحد زملائه في عام 1952، وبعد 45 يومًا من وضع رقبته داخل جبيرة من الجبس اتضح أنه أصيب بشلل رباعي، فبات لا يقوى على تحريك الأشياء إلا بلسانه فقط.
عدم قدرته على الحركة لم يمنعه من المشاركة وهو في العشرين من عمره في المظاهرات التي اندلعت في قطاع غزة احتجاجًا على العدوان الثلاثي على مصر عام 1956، وأظهر قدراتٍ خطابية وتنظيمية ملموسة في إلهاب مشاعر المصلين من فوق منبر مسجد العباس الذي كان يخطب فيه لمقاومة المحتل.
عمل رئيساً للمجمع الإسلامي بغزة إلى أن اعتقل في عام 1983 بتهمة حيازة أسلحة وتشكيل تنظيمٍ عسكري والتحريض على إزالة “الدولة اليهودية” من الوجود، وأصدرت عليه إحدى المحاكم “الإسرائيلية” حكماً بالسجن 13 عاماً إلا أنه تم الإفراج عنه عام 1985 في عملية تبادل للأسرى بين سلطات” إسرائيل” والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.
فور خروجه من معتقلات الاحتلال أسس الشيخ الفلسطيني المجاهد مع مجموعةٍ من رفاقه حركة المقاومة الإسلامية “حماس”، ومع اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الأولى عام 1987 ضد الاحتلال “الإسرائيلي”، تمكنت الحركة في خلال عامين من تنظيم صفوفها، واعتمدت المقاومة المسلحة التي أخذت آنذاك طابع الهجمات بالسلاح الأبيض على الجنود والمستوطنين واغتيال العملاء، الأمر الذي استشاط غضب قوات الاحتلال فعمدت إلى مداهمة منزله الشيخ وهددته بالنفي إلى لبنان، ثم ألقت القبض عليه في عام 1989 وأصدرت إحدى محاكم الاحتلال حكماً بسجنه مدى الحياة إضافة، إلى 15 عاماً أخرى بتهمة التحريض على اختطاف وقتل جنودٍ “إسرائيليين” وتأسيس حركة حماس وجهازيها العسكري والأمني.
تم الافراج عنه في عام 1997 بموجب اتفاقٍ تم التوصل إليه بين الأردن و”إسرائيل” إثر عملية إرهابية فاشلة قام بها الموساد في الأردن، استهدفت حياة رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل.
انتمى الشيخ الجليل إلى جماعة الإخوان عام 1955 وكلف بقيادة الجماعة في فلسطين في عام 1968. وأسس الجامعة الإسلامية وجمعية المجمع الإسلامي وجمعية الرحمة الخيرية ومستشفى دار السلام بخان يونس. ومع بدء ظهور مواهبه الخطابية ظهرت قوته وسطع نجمه وسط دعاة غزة. وبسبب التباين بين سياسة حماس وسياسة السلطة في رام الله غالباً ما كانت تلجأ السلطة للضغط على حماس ومؤسسها، وفي هذا السياق فرضت الإقامة الجبرية على الشيخ أكثر من مرة.
“أملي أن يرضى الله عني”، بهذه الكلمات البسيطة التي كانت آخر ما تم تسجيله له، رد الشيخ ياسين على التهديدات الصهيونية باغتياله، إثر عملية عسكرية مثّلت تطورا غير مسبوق لحركة “حماس” أوقعت 10 قتلى من الصهاينة في ميناء أسدود، اعتبرها جيش الاحتلال حينها من أخطر العمليات التي نفذتها الحركة. وذلك نظرًا لاعتبار الميناء “رمزًا من رموز الدولة”، و”منشأة ذات مكان استراتيجية هامة للغاية”، وهو الميناء الذي صار هدفا تقليديا بعد ذلك لهجمات “حماس” الصاروخية وإغلاقه يسير بأوامر الحركة وقادتها.
عقب تهديدات الاحتلال الصهيوني للشيخ المجاهد بأيام، نفذ الاحتلال مخططه واغتاله في 22 آذار/مارس 2004 عقب تأديته صلاة الفجر، في مسجد المجمع الإسلامي، القريب من منزله بغزة، حيث أطلقت طائرات مقاتلة، ثلاثة صواريخ باتجاهه، ما أدى لمقتله برفقة 7 من المصلين الذين تواجدوا في المكان، وجرح العشرات، اثنان منهم من أبنائه.
وقد ذكرت الصحف “الإسرائيلية” وقتها أن رئيس هيئة الأركان العامة موشيه يعلون ووزير الجيش شاؤول موفاز قادًا العملية الإجرامية مباشرة، وأعلما رئيس الوزراء المقبور آرئيل شارون الذي كان يتواجد في بيته بنجاحها. وفي الساعة السابعة صباحًا، أصدر الجيش “الإسرائيلي” بيانًا رسميًا، أكد فيه مسؤوليته عن “تصفية ياسين الذي كان مسؤولا مباشراً عن مئات القتلى والجرحى الإسرائيليين”، وأصدرت حركة حماس بيانًا نعت فيه الشيخ، متوعدة بالثأر لدمه الطاهر.