في نهاية اشتداد الأزمات .. متغير إيجابي عميق قادم .. فاستبقوه
محمد شريف جيوسي
يبلغ الكيان الصهيوني أو المستعمرة الإسرائيلية ؛ ذروة العنت، و الصلف ، والعنجهية ، والغرور والعلو. .عندما يصر على إضاعة فرصة ” الإكتفاء ” بما أقرّته الشرعية الدولية الظالمة ؛ له ، تباعاً ، منذ وعد بلفور ، وما لحق في مؤتمرات دولية غربية ومشتركة ، فيضيّعها ، أو هو في طريق إضاعتها ، على ما في هذه ” الشرعية ” المزعومة ، من ظلم وإستباحة لسيادة وأمن واستقرار ومستقبل الأمة العربية ؛ والمنطقة .
حيث أُغرقت المنطقة في الصراعات والحروب والإرهاب والعدوانات وتدمير الطاقات والقدرات ، وأشغلت بترميم جراحها ؛ الدول والقوى التي رفضت الإستسلام والتي يمكن أن توجّه طاقاتها نحو تحرير الأرض وتمكين قدراتها ، فيما تساقطت مهرولة ؛ الدول التابعة ؛ تباعاً كأحجار الشطرنج ، مقدمة “أموالها” التي لم تكن كذلك يوماً،وجندها،بل ومستقدمة مرتزقة الدنيا، واعتياداتها ، في سبيل خدمة ورضا الصهيوأمريكي طوعاً وعشقاً، بمنتهى الإصرار والرغبة والاستمتاع .
حدث ويحدث ذلك في وقت لا يمر فيه هذا الكيان بوضع كوني أو داخلي ؛ طبيعي ، بل في ظل أسوأ ظروفه،حيث الصراعات الداخلية والمكائد تنخره، والفساد المتصل، فلا يُترك أحد من قادته دون أن يَثبت فساده ، وتجري إنتخابات 3 مرات خلال عام ولا تقود إلا من سيء إلى أسوأ، ويتكرس في النهاية، زعيم فهلوي أزعر ؛ في السياسة والحرب،كذوب،فاسد مدان،يُنتخب من تجمع بشري بنسبة “محترمة ” ! الأمر الذي يدل على أن نسبة هائلة متأصلة من صفات ذاك الزعيم في ذاك التجمع البشري؛ الذي يتنكر حتى لما يسمى الشرعية الدولية التي أتت به، فضلاً عن عدوانيته واحتلاله أرض الغير وتهديده لأمن واستقرار جيرانه والمنطقة ، وارتكابه جرائم القتل الجماعي وضد الإنسانية، وما يسوده في الداخل من فساد وعنصرية وغطرسة وقتل ميداني ، معرضاَ مستقبل تجمعه للزوال في مقابل الإستمرار في سلطة يعلم أنها آيلة للسقوط ، ويسرّع استغراقه في العنت وقهر الآخر في زوالها.
في مقابل هذا ، زعيم ليس أفضل حالاً؛عنصرية ، وعدوانية ، يقبل أن يتحالف معه ، وقاسمهما المشترك، العداء لمواطني فلسطين الأصليين ؛ أصحاب الحق الشرعيين فيها،رغم كل شرعيات الزيف الأممية،كما قاسمهما المزيد من التعدي حتى على الشرعيات التي أتت بكيانهما،ومئات قرارات مجلس الأمن والجمعية العامة ومختلف المنظمات الدولية ، ومع كل ذلك لا تتحرك هذه الشرعيات عملياً ، إلا إذا كان ذلك خدمة للمستعمرة الصهيونية .
ومع هذا الحال المتردي في الكيان، والحال الأردأ عربياً، سواء بتهافت البعض على التبعية أو بإنشغال البعض في ترميم جراحه جراء العدوان المستمر عليه دوليا وتركياً ومن بعض العرب .. فإن الحال الفلسطيني ، ليس أفضل حالاً ، فهو إما ينفذ تهدئة مع الكيان وقمعٍ للحريات في المنطقة الواقعة تحت هيمنته ، وقمع للمقاومة عندما لا تخدم توجهاته الفردانية ، والتباهي بشلال دم إستعراضي مهيب !؟
في مقابل التهدئة ، تنسيق أمني مع الكيان ومنع لاستخدام السلاح ضده ، و قرارات على الورق بوقف التنسيق ، ومثله مثل الطرف الآخر ليس هناك من حرص على تنفيذ قرارات الوحدة الوطنية المتفق عليها مراراً وتكراراً .. حد ان العدو طالب أحيانا بالإتفاق، بزعم أنه محتار فيمن يتفاوض معه حول “السلام” ، فيما هو يعمل بكل الوسائل لعدم الوصول إلى اتفاق .
إنه لأمر مخجل ان يطالب القادة الفلسطينيين ؛ العرب والعالم الإسلامي والعالم الثالث والدول الصديقة وروسيا وإيران والصين وفنزويلا وكوريا الديمقراطية وكوبا وغيرها من القوى المحبة للعدل والسلام ، بالانتصار للقضية ، فيما هم لا ينتصرون لها بما فيه الكفاية و منقسمون (على أنفسهم) ويستأثرون بل يحتكرون قيادة الشعب الفلسطيني وقضيته الأكثر عدلا في عصرنا .
يعلم المنقسمون جيداً (في حال بقوا على حالهم هذا) أنهم ما عادوا بإنقسامهم يمثلون أكثرية الشعب الفلسطيني، ولا حتى أقلية فيه وهم إلى اضمحلال.
ولا بد ستظهر ليس بوقت بعيد ، قوى وقيادات جديرة بتولي زمام القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني الفذ ؛ الذي ما زال يناضل منذ قرن ونيف مع كل أحرار العرب ، وسيتعزز نضاله ، مع اشتداد واستفحال الأزمات وشيوع الفساد والعهر السياسي ؛ ومعه الوباء ، وسيتضح أن متغيراً كبيراً عميقاً قادم ، سيدرك ذلك كل من هو بعيد النظر ؛ عميق البصيرة ؛ استراتيجي ، ومطلوب الآن ؛ صعود من يستشعر ، ويبني على ذلك ، ويجترح الآليات والأساليب والوسائل والأدوات ؛ لاستباق وإنجاح المتغير الإيجابي القادم .