ناشونال بوست: محمد بن سلمان أسوأ زعيم في العالم
نشرت صحيفة “ناشونال بوست” الكندية مقالا لكيلي ماكبرلاند، بعنوان “فضح ولي العهد السعودي كأسوأ زعماء العالم”، وقال إن محمد بن سلمان بنى ومنذ ظهوره قبل خمسة أعوام سجلا مذهلا من الأخطاء الفادحة والفشل والجرائم الصارخة.
وقال إن الأزمات كتلك التي نمر بها اليوم هي أحسن طريقة لتقييم القيادة، ففيها يبرز البعض ويختفي آخرون، فيما يظهر بعضهم كارثة كاملة.
وعلى مستوى العالم فلم تعزز أزمة فيروس كورونا سمعة إلا قلة من الزعماء، فيما فضحت آخرين وعرّتهم ووضعتهم في المكان الذي يناسبهم.
وعندما يتعلق الأمر بالقادة الأقل قدرة، يجب منح محمد بن سلمان نظرة جدية. فمنذ خمسة أعوام وعندما بدأ والده الملك سلمان بمنحه المنصب بعد الآخر، راكم الأمير سجلا من الفشل والجرائم الصريحة، وكان توقيته لكل واحدة منها سيئا مثل حكمه عليها.
ويبدو أنه يعاني من سوء حظ مستمر، والذي يعتبره أي مراقب قاتلا لأي زعيم. وكانت الكارثة الأخيرة التي ارتكبها هي حرب أسعار النفط مع الرئيس فلاديمير بوتين التي لم تقم على تفكير أو مشاورة، وهي الحرب التي أدت لخفض أسعار النفط، في وقت تسبب فيه كورونا بتراجع الطلب العالمي على النفط.
وكانت نتيجة إغراق السعودية السوق العالمي بالنفط الرخيص، هبوطَ سعر النفط الأمريكي ولأول مرة في التاريخ إلى تحت الصفر.
وكان على الرئيس دونالد ترامب الذي دافع عن محمد بن سلمان شن حملة إنقاذ لصناعة النفط والغاز الأمريكية، بعد أيام من إقناعه السعودية وروسيا لوقف الحرب المدمرة التي بدأت قبل شهر.
ويرى الكاتب أن السعودية تجاوزت أزمات نفط سابقة، ومن المحتمل نجاتها من الأزمة الحالية، ولكن الثمن سيكون باهظا.
وبحسب “بلومبيرغ” فقد حصل النفط السعودي على ربع ما تحتاجه البلاد لكي توازن ميزانيتها. ولو كان هذا العمل المثير للاستهجان هو الوحيد الذي ارتكبه بن سلمان لكان مفهوما، وربما كان تقدير البعض مخطئا أو قلل من تقديره لموقف بوتين. لكن محمد بن سلمان لم يبدأ حادثا عرضيا، ففي الأشهر الأولى من بروزه، حظيت خططه لإصلاح الممارسات الجامدة في المملكة بثناء واسع، خاصة خططه لرفع الحظر عن قيادة المرأة للسيارة.
ولكن المواقف الداعمة له لم تستمر طويلا، ففي عام 2017 بدأ باعتقال كبار السعوديين بمن فيهم أقاربه واحتجزهم في فندق راق حتى يتنازلوا عن جزء من ثرواتهم التي قال محمد بن سلمان بصفته رئيسا للجنة مكافحة الفساد، إنهم حصلوا عليها بطريقة غير شرعية.
ولو كان الهدف من كل هذا هو تأكيد سلطة القانون والنظام فإنه مزاعمه انهارت عندما تم تحديده كقوة وراء اغتيال جمال خاشقجي، الصحافي الذي كان مقيما في أمريكا وتم جره إلى القنصلية السعودية في اسطنبول، وقبض عليه وخنق ثم قطعت جثته على يد فريق جاء خصيصا من الرياض لهذه المهمة.
وجاء مقتل خاشقجي في نفس الوقت الذي كانت فيه الرياض تصعّد من الحرب في اليمن، والتي أنتجت أكبر كارثة إنسانية في العالم. ورغم ما لدى السعودية من ثروة وتكنولوجيا ومصادر وميزانية عسكرية أعلى من روسيا، فلم تكن قادرة على هزيمة متمردين تدعمهم إيران استطاعوا السيطرة على مساحات واسعة من البلاد.
ومع دعوة السعودية من جانب واحد، لوقف إطلاق النار كذريعة لمحاربة فيروس كورونا، كان اليمن قد تحول إلى حقل موت محطم وبعشرات الآلاف من القتلى ووباء كوليرا انتشر في البلاد، وباتت نسبة 80% من السكان تعتمد على المساعدات الإنسانية.
ومن الناحية العسكرية لم يتم إنجاز أي شيء. أما حديث الأمير وخططه الطموحة لتحويل اقتصاد البلاد لم يكن سوى حديثا وأحلاما مكلفة. فخطته البراقة رؤية 2030 التي “تحمل أجندة رائدة تقوم على ثلاث أعمدة، مجتمع نابض بالحياة، واقتصاد مزدهر، وأمة طموحة”.
وتم استئجار شركات استشارة لرسم خطط بناء مدينة أحلام بالصحراء وبكلفة 500 مليار دولار، فيها روبوتات وسيارات طائرة ورمال مضيئة وقمر صناعي ضخم.
ولكي يمول بناء المدينة، قام الأمير بوضع جزء من أسهم شركة النفط العملاقة أرامكو في السوق العام، ولم يجمع الطرح العام سوى 75 مليار دولار، مع أنه كان يريد جمع 100 مليار. وبدلا من طرح الأسهم في الأسواق المالية بلندن أو نيويورك اختار السوق المالي السعودي.
وعاد في الفترة الأخيرة لعمليات اعتقال الأمراء بذريعة التخطيط للانقلاب عليه. كما أن جهوده لدعم المرأة توقفت بعدما اعتقل الناشطات.
وكشفت تحقيقات برلمانية بريطانية أن الناشطات تعرضن للتعذيب والحرمان من النوم والهجمات والحجز الانفرادي.
ويحتاج تعيين شخص لحاكم فعلي لأكبر قوة نفطية في العالم إلى عمل كبير، ولكنه استطاع (بن سلمان) وخلال سنوات قليلة جرّ بلاده إلى حرب كارثية في اليمن، وأدخل البلاد في أزمة مالية وحصل على سمعة رجل شرس وقاتل.