الاحتلال يعمل على استمرار إغلاق الأقصى، ومطالبات مقدسية بإعادة فتحه والشيخ عكرمة صبري يطلق نداء استغاثة عاجلة للقدس
طالب مستوطنون بإعادة اقتحامات المسجد الأقصى الذي أغلق في سياق التدابير الصحية لمواجهة فايروس كورونا، ورد الشيخ عكرمة صبري على هذه الدعوات، بأن أي اقتحام للأقصى سيواجه بفتحٍ كامل لأبواب الأقصى، ودخول آلاف المصلين، وتأتي هذه المعطيات مع تعيين شخصية أمنية لإدارة انتشار الوباء في القدس المحتلة. وعلى الصعيد الديموغرافي تتابع سلطات الاحتلال اقتحامها للأحياء الفلسطينية، واعتقال الشبان الفلسطينيين منها، وتسلط القراءة الضوء على تصريح وزير الخارجية الأمريكية الذي يفتح الباب أمام سلطات الاحتلال لضم المستوطنات المقامة في أراضي الضفة الغربية المحتلة، في إطار تطبيق بنود “صفقة القرن”.
التهويد الديني والثقافي والعمراني
يستمر إغلاق المسجد الأقصى بقرارٍ من دائرة الأوقاف الإسلامية في إطار التدابير الوقائية لجائحة كورونا، ومع منع سلطات الاحتلال المستوطنين من اقتحام الأقصى، تظاهر عددٌ منهم في 24/4 أمام باب المغاربة، مطالبين بفتح الأقصى أمام اقتحاماتهم. وعلى الرغم من انتشار الوباء بشكلٍ كبير بين صفوف المستوطنين المتطرفين، يؤدي العديد منهم صلوات تلمودية أمام حائط البراق.
وفي سياق الرد على مطالبات المستوطنين، أعلن خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري في 27/4 أن الرد على فتح باب المغاربة لاقتحامات المستوطنين، سيكون فتح أبواب الأقصى كافة، أمام آلاف المصلين. وردًا على تصريحات الشيخ عكرمة صبري، اقتحمت قوات الاحتلال منزله في 27/4.
وبحسب نشطاء مقدسيين، تعمل سلطات الاحتلال على استمرار إغلاق المسجد الأقصى، ومنع أي محاولة لإعادة فتح المسجد ولو جزئيًّا، وتأتي هذه المعطيات، بعد تعيين سلطات الاحتلال للضابط رافي ميلو مسؤولًا عن إدارة انتشار فايروس كورونا، في الشطر الشرقي من القدس المحتلة، وأثار القرار العديد من علامات الاستفهام، خاصة بما يتصل بإغلاق الأقصى، وتشديد الإجراءات العقابية بحق المصلين والمرابطين، وأشارت معلومات صحفية إلى أن سلطات الاحتلال عينت في مدن الاحتلال الأخرى ضباطًا لديهم إلمام بالقضايا المدنية، إلا في القدس المحتلة، تم تعيين ضابط عسكري رفيع، مع فرض قانون نظام الطوارئ لإدارة الحروب والأوبئة والكوارث.
التهويد الديموغرافي:
تتابع سلطات الاحتلال استهدافها أحياء القدس المحتلة، ففي 23/4 شنت قوات الاحتلال حملة على الأحياء القريبة من حاجز قلنديا، وحرر جنود الاحتلال مخالفات مالية للفلسطينيين، بحجج مخالفة تعليمات الطوارئ والسلامة. وفي 24/4 اندلعت مواجهات بين الشبان الفلسطينيين في العيسوية وقوات الاحتلال، وأطلقت قوات الاحتلال خلالها قنابل الصوت الحارقة والمسيلة للدموع، وشهد أسبوع الرصد العديد من نقاط المواجهة في أحياء القدس المحتلة.
وفي سياق متصل بالاستيطان الإسرائيلي، حذرت تقارير فلسطينية من تداعيات الضوء الأخضر الأمريكي، الذي سمح لسلطات الاحتلال بضم المستوطنات المقامة في الضفة الغربية المحتلة، وفرض السيادة عليها، وتأتي هذه المعطيات على خلفية تصريح وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو الأسبوع الماضي، إذ قال: “إن قرار ضمّ أراضٍ في الضفة الغربية المحتلة يعود في نهاية المطاف إلى إسرائيل”، ويأتي هذا التصريح في إطار استكمال تطبيق بنود صفقة القرن، وقيام سلطات الاحتلال بضم المستوطنات، خاصة في ظلّ انتشار الجائحة عالميًا، وانشغال العالم بها.
قضايا:
في 22/4 نفد الشاب إبراهيم هلسة (25 عامًا) من السواحرة، عملية مزدوجة على الحاجز العسكري قرب مباني جامعة القدس في بلدة أبو ديس جنوب شرق القدس المحتلة، وقام الشاب بدهس أحد جنود الاحتلال، ثم ترجل من السيارة وحاول طعن الجنود على الحاجز، وما لبث أن استشهد بعد إطلاق الرصاص عليه.
التفاعل مع القدس:
أطلق الشيخ عكرمة صبري في 28/4 رئيس الهيئة الإسلامية العليا وخطيب المسجد الأقصى المبارك، نداء استغاثة عاجلة للقدس المحتلة، جراء استفحال الأزمة الاقتصادية والمعيشية في المدينة، وفي ظلّ وبائي الكورونا والاحتلال الإسرائيليّ، ووجه الشيخ صبري الدعوة إلى الميسورين والمقتدرين في هذه الأمة، لمد يد العون للمقدسيين، للثبات في هذه المرحلة العصيبة.
في 23/4 أطلقت مؤسسة وقف الأمة التركية، حملةً شعبية عالمية تحت عنوان “إسعاف القدس”، تهدف إلى إغاثة المقدسيين، الذين يعانون من الاحتلال ومن تردي الأوضاع بفعل فايروس كورونا، وتم إطلاق الحملة من مدينة إسطنبول التركية، بالتنسيق والشراكة مع العديد من الهيئات والجمعيات والمؤسسات العاملة من أجل القدس في العالم، وبحضور مجموعة من العلماء والشخصيات، وبفعل الإجراءات الصحية، تم الإعلان عن الحملة رقميًا عبر العديد من منصات التواصل الاجتماعي. وتشمل الحملة العديد من المشاريع الخيرية، من بينها دعم الغارمين، وكفالة الأسر المتعففة، ودعم العاطلين عن العمل، وغيرها.
مدينة القدس