متى وكيف سيطرد الأسد القوات الأمريكية من سوريا… انتظروا هزيمة واشنطن الخامسة
قام التحالف الاستراتيجي السوري الروسي منذ اليوم الأول في الصراع الدائر في سوريا على مبدأ وحدة وسيادة الأرض السورية والقضاء على الإرهاب ومنع تقسيم سوريا واستعادة سيطرة الدولة السورية على كامل الأرض السورية، وهو ما أعلنه رسميا وبشكل مباشر وليس تلميحا كل من الرئيسين السوري بشار الأسد والروسي فلاديمير بوتين.
كتب أحمد خضور : بالرغم من صعوبة المهمة وتعقيدها، إلا أن مجريات الصراع مؤخرا أشارت بشكل واضح إلى أن الأسد تمكن من فك شيفرة العقدة التي بدأت عام 2011، وتمكن التحالف السوري الروسي من استعادة مدينة حلب الاستراتيجية في شهر كانون الأول 2016، ثم انتقل بعدها المحور ليستعيد تدمر ودير الزور، (أذكر هنا أن الكثير من المحللين والسياسيين والإعلاميين كانوا في مرحلة معينة يجزمون بشكل قاطع استحالة استعادة حلب ودير الزور ومطار أبو الضهور وكانوا مخطئين، كما سيقومون الآن جازمين باستحالة طرد القوات الأمريكية المكونة من 2000 جندي في سوريا، إلا أن خبر إعلان انسحاب القوات الأمريكية من سوريا هو قادم لا محال)، والسؤال متى وكيف ستنسحب القوات الأمريكية؟.
المعادلة التي وضعها المحور السوري الروسي الإيراني تقوم على تقدم الجيش السوري بشكل تدريجي ومدروس وفق الإمكانيات والمعطيات باتجاه المناطق التي تسيطر عليها تنظيمات متمردة على الدولة السوري، لذلك شاهدنا توجه القوات إلى حلب ثم إلى دير الزور مرورا بتدمر والسخنة، ثم اتجهت إلى شرق إدلب واستعادت مساحات كبيرة وصولا إلى مطار أبو الضهور، بعد ذلك دفعت المعطيات بالجيش السوري إلى تأجيل عملية إدلب والتوجه جنوبا إلى الغوطة الشرقية ليتم حسمها في هذه الأيام، وبعد ذلك سنكون أمام احتمالين لتوجه القوات السورية مبدأيا، إما الجنوب واستعادة درعا والمناطق الجنوبية، أو أن إدلب ستكون الوجهة بعد الغوطة، وهذه العملية قد تستغرق أشهرا (4 — 6 أشهر) بعد انتهاء معركة الغوطة وهي مدة زمنية ليست كبيرة قياسا بعمر الأزمة السورية التي دخلت عامها الثامن.
وعندما سيفتح الجيش السوري جبهة إدلب التي قد تستغرق عملية استعادتها 4 أشهر، ستكون جبهة الشرق السوري والشمال الشرقي حيث تتواجد القوات الأمريكية وحلفائها من القوات الكردية في طور الاختمار سياسيا ولوجستيا، وبعد أن يستعيد الجيش السوري إدلب سيتجه شرقا، سيستعيد عفرين، ثم منبج، وهذا قد يكون وفقا لتسلسل الأحداث في نهاية عام 2018، وهنا يجب التنويه إلى أن تركيا أعلنت منذ أيام أن قواتها لن تبقى في عفرين، حيث قال نائب رئيس الوزراء التركي، بكر بوزداغ، إن القوات التركية لن تبقى في عفرين، شمالي سوريا، لكن عملها لم ينته بعد، وأضاف “سنعمل من أجل عودة الحياة إلى طبيعتها في المدينة، وسنسلم المنطقة لأصحابها الحقيقيين”.
وفق هذا المسار الميداني، ستشهد بداية عام 2019 بداية عمليات استعادة شرق الفرات، وهنا سنكون أمام احتمالين:
الأول: سيتقدم الجيش السوري “قوات النمور” شرقا بتغطية جوية، ويذكر هنا أن روسيا تدرس إمكانية منع سلاح الجو الأمريكي من التحليق فوق سوريا، حيث قال رئيس لجنة شؤون الدفاع في الدوما الروسية، فلاديمير شامانوف، الإثنين الماضي، إنه من الضروري النظر في إمكانية إغلاق المجال الجوي السوري في وجه البلدان التي لا يوجد لديها سماح رسمي من الحكومة السورية.
الثاني: هو تشكيل مقاومة شعبية مسلحة في وجه القوات الأمريكية وهنا تمتلك القيادة السورية خبرة كبيرة في هذا المجال بعد دعمها المقاومة اللبنانية “حزب الله” التي هزمت إسرائيل في عام 2006، وكذلك الدعم السوري للمقاومة العراقية التي أخرجت القوات الأمريكية من العراق عام 2011، بالإضافة إلى دعم المقاومة الفلسطينية بشكل كبير.
في كلا الخيارين ستكون النتيجة إعلان انسحاب القوات الأمريكية من قواعدها من سوريا، في منتصف العام القادم، وهذا وستكون الهزيمة الخامسة لواشنطن، بعد هزيمتها في لبنان أمام حزب الله (وأقصد هنا هزيمة إسرائيل) وهزيمة أمريكا في العراق وخروجها منه بعد خسارتها لأكثر من 4000 جندي، وفشلها في القضاء على المقاومة الفلسطينية، وفشلها في إسقاط الدولة السورية خلال 7 سنوات دعم لوجستي وسياسي للأطراف المسلحة المتمردة في سوريا.
إن تأجيل فتح جبهة الشمال الشرقي وشرق الفرات حاليا، هو تأجيل مؤقت وتكتيكي ليس أكثر يرتبط بالمعطيات، وهي الورقة التي يلعب عليها إعلاميا أعداء الجيش السوري ويزعمون أن هناك اتفاقا حول تقسيم سوريا، ولكن هذا حكما غير صحيح، فالرئيسان السوري والروسي صرحوا بشكل مباشر أن الهدف هو وحدة وسيادة الأراضي السورية، والسيادة هنا بالضرورة تعني خروج الأمريكي وتفكيك منظمة “قسد” المتحالفة مع واشنطن، وهذا أمر سهل مقارنة بما حققه الجيش السوري في حلب وغوطتي دمشق الشرقية والغربية.
” سبوتنيك “