اللهم قِّنا من شرور النفوس النرجسية
رانية مرجية
يفقد أي مسؤول شرعيته ومصداقيته عندما يتخذ النرجسية درب ونهج حياة.
فعلينا ان نعي جيداً ان النرجسي او صاحب الشخصية النرجسية هو من يتسم بالأنانية وعشق الذات ورؤية نفسه فوق الجميع وفوق كل انتقاد وتوجيه. ويرى أن كل ما يقوله وكل ما يفعله يرقى الى مرتبة القداسة. اذ لا يقبل ان يتم انتقاده من قِبل أحد فهو فوق كل نقد وهو الوحيد من يحق له ويسمح له بنقد الآخرين وعلى الاخرين ان يتقبلوه و ينزلوه من أنفسهم منزلة عاليةً. فهو فوق الأعراف والتقاليد لأنه هو الذي يضع للأخرين القيّم. نعم! فهو غير مسؤول. لأن المسؤولية تعني أن هنالك من هو في وضع اعلى منه وهو يعتبر نفسه الاعلى وهكذا يرمي فشله دائما على الآخرين إذ ان فلسفته في الحياة تتلخص بما يلي، أن رغبته في الشيء هي المبرر له على ان يحاول ان يحوزه وفكرته المبالغ فيها عن نفسه تجعل له الكثير من الاخطاء والاوهام وتعطيه حقوقا قبل الآخرين فيطالبهم دائما بامتيازات له و بمعاملة خاصة وعلى هذا النهج يسير وقد ينفر منه الناس ولكن طريقته غالباً ما تنجح وهذا يقوي ثقته بنفسه ورغم فشله في عدة أمور قد نراه متفائلاً ويقول لمن حوله أن كل شيء سيكون على ما يرام. ففي النهاية نحن من سيكسب ويأتي هذا بسبب خبرته الباكرة في الحياة وبسبب نشأته الاولى وما بثه وزرعه والديه فيه على انه محبوب وانه موهوب وعبقري وأنه مهما يفعل سيتقبلون ذلك منه بصدر رحب وتأييد شامل وان لا يهتم لمن حوله وما يعتقده الآخرين. المهم التركيز على الذات فهو الاعلى منزلةً. اللهم عافينا واعفوا عنا من النرجسيّة والنرجسيين .
اما كل شيء واما لا شيء وان فشل فالآخرون هم السبب والسؤال الذي نطرحه هنا هل حقا هذا معني بوحدة الصف العربي معني بخدمة الجميع أم أنه معني ان ينصب نفسه زعيمًا وكفى. اما كل شيء واما لا شيء وان فشل فالآخرون هم السبب. اللهم يا رب قِّنا من شرور النفوس النرجسية.