على خطى عايدة توما!
عبداللطيف مهنا
توافق نتنياهو وغانتس على “حكومة ضم”، ووافق الكنيست، وبارك العم بومبيو،وكان قد بارك سعيها التهويدي المزمع سلفاً.. الأمر الذي استدرَّ ردَّي فعل لكلٍ من المتأسرلين منَّا ومن هم في طريقهم للأسرلة.. الأول كان لعضوة الكنيست عن “القائمة العربية المشتركة” عايدة توما ترى فيه أن الحدث إنما يكشف عن “زيف الديموقراطية الإسرائيلية الهشة التي بنيت بالأساس على فوقية المواطنين اليهود على باقي الأقليات”!!!
والثاني، للأوسلويين، عبَّر عنه مندوبهم في أمم غوتيرث رياض منصور، توعَّد فيه ب”جبهة دولية قوية وواسعة الصفوف من كل مكوّنات المجتمع الدولي للتصدي لسياسة الضم الإسرائيلية، لمنع “إسرائيل” من الإقدام على الضم وتشديد الخناق عليها” بدءاً من شهر تموز/يوليو القادم”.. أو ما بعد إقدامها عليه!!!
ما توعَّد به منصور أردفه وقال بمثله كبير المفاوضين الأزلي، وأمين سر تنفيذية أبي مازن، في تعقيب له على قرار وزير الحرب بينت توسيع مستعمرة “افرات” وتعزيزها ببناء سبعة آلاف وحدة سكنية جديدة فيها، حين حث المحكمة الدولية على “فتح تحقيق قضائي في الاستيطان”وأخبرها بأنه “جريمة حرب وفقاً للقانون الدولي”.. أما بخصوص الضم المزمع كواحدة من أولويات حكومة نتنياهو وغانتس، فحذَّرحكومتيهما من “أنه إذا ما نفَّذت الضم فإن ذلك سيؤدي لعواقب وخيمة على علاقاتها الدبلوماسية والاقتصادية” دولياً!!!
..متأسرلو نكبة 1967هم على درب متأسرلي نكبة 1948.. توما تنطلق من كون الغزاة المحتلين مواطنين وشعبها أقلية تشتكي معاملتها بفوقية.. وإذ الضم، أو التهويد، آت، فردود فعل الأوسلويين فيها ما يشي باقتراب تحوّلهم بعد دفن حكاية “حل الدولتين” إلى المطالبة بحق المواطنة في “الدولة الواحدة”، ذات “القومية الواحدة”، وربما الانضمام “للقائمة العربية المشتركة”.. عريقات على خطى توما.. في مثل طبيعة عدونا وتناحرية صراعنا الوجودي معه، ليس من مآل لمن يلقي بندقيته سوى ذلك!!!