قرض مقابل ضم!
عبداللطيف مهنا
من يهن يسهل الهوان عليه.. ما لجرحٍ بميّتٍ إيلام
لهذا البيت خلود وعبور للأزمنة خلود وتجدد عبقرية صاحبه المتنبي، ولعلك، وفي زمننا الراسف تحت وطأة بؤس راهنٍ لم تعهده تواريخ أمتنا، قد تخاله يخط يومياً بزكي الدم المستشهد ليعلَّقه وجع أمتنا المزمن على أستار سدد الحكم في أغلب قصور المتصهينين من مزمن ولاة أمرها.. لعل الفلسطينيين اليوم هم أكثر العرب استحضاراً واستشهاداً بهذا البيت، ذلك لأن متصهينيهم من الأوسلويين يذكّرونهم به صباح مساء..
ومنه، ما روته قناة التلفزة الصهيونية “13”، حين قالت في تقرير لها بدأته بالتذكير بإقرار رئيس سلطة الحكم الذاتي الإداري المحدود تحت الاحتلال بأنه يجتمع مع رئيس الشاباك في مقره برام الله مرة واحدة على الأقل في الشهر، لتدلف من بعد للحديث عن آخر هذه الاجتماعات، فتخبرنا بأن نداف ارغمان وأبي مازن قد تباحثا فيها بشأن منح الاحتلال السلطة قرضاً على دفعات قيمته 800 مليون شيكل تسدد باقتطاعها من أموال الضرائب الفلسطينية.. وكان لرئيس الشاباك اشتراطات للموافقة على هذا القرض والتي وافق عليها رئيس السلطة، وعليه، أمر نتنياهو وزير ماليته موشيه كحلون بمنحه، ومن ثم تم توقيع الإتفاق، أما اشتراطات منحه فكانت:
1- الإيعاز للبنوك الفلسطينية “بإغلاق الحسابات الخاصة بالأسرى بشكل فوري”!!!
2- تتعهد السلطة “بمنع نشوب انتفاضة جديدة، وحصر التظاهرات داخل المدن وعدم وصولها لنقاط التماس، وذلك في حال تم الإعلان عن البدء بتنفيذ قرار ضم الأراضي المقامة عليها المستوطنات للسيادة الإسرائيلية”!!!
.. هل تذكرون كم هو عدد المرات التي هدد فيها أبو مازن بقطع جميع علاقات سلطته مع محتليها و مقرضيها، إذا ما ضموا الأغوار والمستعمرات؟!
.. إذا لم تتمكنوا من إحصائها ترحموا معي على المتنبي!